نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عما وصفتها بـ"المخاوف" التي عبر عنها الرئيس الأمريكي حول قمة حلف شمال الأطلسي التي تعقد الأربعاء والخميس في المقر الجديد للحلف.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحلف "يحتفل بهذه القمة في أجواء تسودها الشكوك والتوترات بشأن القرارات التي قد يتخذها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب".
وتضيف الصحيفة: "في الواقع، لا أحد يشك فيما سيحدث خلال هذه القمة، ومن المؤكد أن ترامب قد عاد من جديد إلى بروكسيل ليلعب دور البطل الاستثنائي في قمة حلف شمال الأطلسي التي ستنعقد خلال هذه الأيام".
وبينت الصحيفة أن حلف شمال الأطلسي يرحب "بشركائه التسعة والعشرين في ظل أجواء متوترة ستكون رهن مزاج الرئيس الأمريكي. وعلى ما يبدو أن القلق خلال هذه السنة أعلى بكثير مما كان عليه في السنة الماضية".
هجوم ترامب
وتوضح: "أظهر الرئيس الأمريكي مدى استعداده لإجراء تغييرات عميقة. نتيجة لذلك، تؤكد معظم المصادر أن قمة الناتو ستكون جزءا آخر من لعبته أو عملية ابتزازه في خضم الحرب التجارية التي أعلن عنها للعالم"، وتنقل عن أحد المسؤولين عن القمة قوله: "لن يكون هذا النقاش عادلا وثريا بالمرة".
وأضافت الصحيفة أن ترامب "لم ينتظر كثيرا، وشن أول هجوم له ضد ألمانيا في اجتماع مع الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، حيث قال إنها سجينة روسيا لأنها تعتمد عليها بشكل كبير على مستوى الطاقة". كما سبق لترامب وأن صرح، في مؤتمر صحفي قبل انعقاد القمة، أن الألمان "يدفعون ملايين الدولارات لروسيا".
وتتابع: "تماما مثلما كان الحال في مناسبات سابقة، سلط ترامب الضوء على الجانب الاقتصادي أيضا، حيث أشار ترامب قبل انعقاد قمة الناتو، إلى أن الولايات المتحدة تنفق أموالا أكثر مما ينبغي، في حين لا تلتزم بعض الدول بدفع قدر كاف من الأموال".
وأبرزت الصحيفة أنه "لهذا السبب، قرر رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، الثلاثاء، وبشكل استباقي، توجيه أول ضربة للرئيس الأمريكي داعيا إياه إلى تقدير حلفائه لأنه لا يملك الكثير منهم ومن الواضح أن توسك قد سئم التحديات المستمرة والازدراء والشتائم الصادرة عن ترامب، لذلك أدرك أن الرئيس الأمريكي لا يفهم سوى لغة واحدة، ألا وهي لغة المواجهة".
وتنقل الصحيفة تصريحا لرئيس المجلس الأوروبي خاطب ترامب فيه بالقول إن "المال مهم فعلا، لكن التضامن الحقيقي أهم بكثير. سيدي الرئيس، تذكر ذلك عند لقائنا في القمة خلال هذه الأيام، خاصة عندما تلتقي ببوتين في هلسنكي. وتذكر من هو شريكك الإستراتيجي ومن هو منافسك الإستراتيجي".
وأفادت الصحيفة أن "رد ترامب كان فوريا، حيث أكد من خلال إحدى تغريداته التي نشرها قبيل ركوبه الطائرة الرئاسية أن "لدي حلف شمال الأطلسي، والمملكة المتحدة التي تعاني من بعض الاضطرابات، فضلا عن بوتين. وبصراحة، قد يكون بوتين هو أسهل من أتعامل معه على الإطلاق".
وأضاف في تغريدة أخرى خلال الرحلة: "يجب على الناتو أن تدفع أكثر، وعلى الولايات المتحدة أن تدفع أقل. إن هذا أمر غير عادل بالمرة".
توترات
وأكدت الصحيفة أن جميع التوقعات تشير إلى أن هذه القمة ستشوبها التوترات. وفي هذا الصدد، أوضح أحد كبار المسؤولين في الحلف قائلا: "لا نعرف ما الذي يمكن فعله بالضبط. لكن سنستمر في الصمود، ويمكن لترامب أن يقول إن بلاده لن تقوم بعد الآن بتدريبات عسكرية مع حلفاء لا ينفقون اثنين بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في مجال الدفاع. خلافا لذلك، سيتم إخراج القوات الأمريكية من الدول التي لا تلتزم بذلك، خاصة ألمانيا، حيث يتواجد حوالي 35 ألف جندي، وبالتالي، يمكن أن يتم اتخاذ قرارات مدمرة للغاية".
يشار إلى أنه في العام 2014، تعهد حلف الناتو لجميع أعضائه بالوصول إلى نسبة اثنين بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري بحلول سنة 2024. لكن ذلك لن يحدث، إذا لم تمتثل سوى أربع دول لهذا الالتزام في سنة 2017.
وأضافت الصحيفة أنه في سنة 2018، ووفقا للبيانات الصادرة الثلاثاء من قبل الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، ستكون ثماني دول فقط قادرة على إنفاق اثنين بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في مجال الدفاع هذه السنة، وهي كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبولندا وإستونيا واليونان ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا.
وتختم بحديث تنقله عن "احد الدبلوماسيين في القمة" قوله إنه "في قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز، قرر الحلفاء وضع حد للتخفيضات في الإنفاق العسكري، لكن دائما مع مراعاة وضع الدول، وبهدف أن تصل إلى نسبة اثنين بالمائة بحلول سنة 2024. إنه ليس التزاما قانونيا إجباريا، لكنه توجه سياسي في إطار سياسي".
كيف ينتهج ترامب سياسة الأرض المحروقة تجاه دول العالم؟
هل بات كل شيء جاهزا لاجتماع ترامب وبوتين في فيينا؟
"واشنطن بوست" تكشف كواليس بدء العد التنازلي لصفقة القرن