مع تزايد التقارير في الصحافة الإسرائيلية والعالمية التي تتحدث عن تسارع في توجه دول خليجية للتطبيع مع إسرائيل، يحذر خبراء ومحللون من تداعيات هذه الخطوة على القضية الفلسطينية، وفي ذات الوقت من استفادة الاحتلال منها.
وكشفت قناة "i24" الإسرائيلية الأسبوع الماضي، عن زيارة وفد عسكري تابع لسلاح الجو في الإمارات، إلى إسرائيل. ونقلت ذات القناة عن "مصدر بحريني رسمي"، تأكيده أن "البحرين ستكون أول دولة خليجية تعلن عن علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".
وفي هذا الصدد، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، إبراهيم أبو جابر، أن "الحديث عن الهرولة والتسريع في عملية التطبيع مع الاحتلال يدور تحديدا عن دول الخليج الغنية، بداية بالسعودية والإمارات والحديث بقوة أيضا عن البحرين، حيث تجري عملية التطبيع من تحت الطاولة بوتيرة سريعة".
"لا فائدة عربية"
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "المستفيد الأكبر من عملية التطبيع هو الطرف الإسرائيلي"، لافتا إلى أنه "منذ اليوم الأول لتأسيس الكيان على أرض فلسطين المحتلة، وهم يطالبون بالسلام مع العالم العربي".
ونوه أبو جابر، إلى أن "أكبر إنجاز بالنسبة للاحتلال، أن تصبح إسرائيل كإحدى دول المنطقة وأن يتقبلها العرب؛ وهذا يعني العيش بأمن وسلام مع دول الجوار العربي، على حساب القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن هذا سيؤدي إلى تحالفات مع إسرائيل وتجارة بينية وسياحة واستثمارات متبادلة".
وأشار جابر إلى أن "التطبيع سيؤدي أيضا، إلى عمل استخباراتي واسع جدا، ستتم من خلاله ملاحقة بعض الشخصيات المطلوبة للاحتلال، إضافة لأمور استراتيجية أخرى بدفع من أمريكا التي تضغط على الدول العربية وبالذات دول الخليج للتطبيع مع إسرائيل، وهذا كله يصب في صالح صفقة القرن، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية".
وذكر أن "التطبيع ما بين الدول العربية وإسرائيل، تقابله خسارة الطرف الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "العديد من المواطنين الخليجيين، بدأوا بالحديث عن أن القضية الفلسطينية شغلتهم عن العيش والاستفادة من جوار الاحتلال الإسرائيلي".
"رأس الأنظمة"
وحول الفوائد التي ستعود على الدول العربية المتجهة للتطبيع مع الاحتلال، قال: "لن تكون هناك فوائد كبيرة وراء هذا الموضوع، عدا بعض الاستثمارات، والسياحة، والتعاون العسكري والأمني، وخدمة تلك الدول المطبعة في ما يسمونه "محاربة الإرهاب" وملاحقة بعض العناصر المطلوبين؛ وفق وصفهم".
ونبه أبو جابر، إلى أن "دول الخليج الغنية لا تحتاج كثيرا إلى الاستثمارات الإسرائيلية، وعملية التطبيع في المحصلة تصب في صالح العمل العسكري والأمني الذي يخص الحفاظ على رأس أنظمة تلك الدول، التي تخشى أن يصلها الربيع العربي، الذي من الممكن أن يهدد عروشها".
وبين أن هناك "تعاونا قويا بين بعض أنظمة الخليج وبعض كبار المسؤولين في الدول العربية، مثل دعم قادة الانقلاب في مصر، وكذلك التداخل الإماراتي في ليبيا (خليفة حفتر)، وقد حاولت الإمارات الإطاحة بالنظام التونسي الجديد بعد الثورة".
من جانبه، أكد الخبير السياسي وأستاذ العلوم السياسية، عبد الستار قاسم، أن الدول العربية التي تتجه للتطبيع مع الاحتلال؛ "سواء بشكل علني أو سري لن تجني شيئا"، متسائلا: "ما هي الفوائد التي جنتها الأردن ومصر من يوم اعترافهما بإسرائيل، وقيام علاقات دبلوماسية متبادلة بينهم؟".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "الأردن خربت؛ فلم يبقى لها مياه ولا أرض ولا آثار ولا مؤسسات ولا شركات كبرى، وذلك بعد السيطرة عليها إسرائيليا، كما أن مساحات كبيرة من الأراضي في الأردن تباع للصهاينة تمهيدا للوطن البديل، وحتى آثار البتراء تقع بيد الصهاينة".
"وكلاء الاستعمار"
وأما بالنسبة لمصر، أوضح قاسم، أنه "رغم المساعدات المالية الأمريكية التي تقدم للقاهرة، والتي تقلصت مع الزمن، فقد بقي الاقتصاد المصري ضعيفا وبقيت مصر تعاني الفقر، وهناك تهديد لمياه نهر النيل".
ورأى قاسم، أن "أنظمة الخليج هي وكلاء للاستعمار الغربي الذي تقوده حاليا أمريكا"، لافتا إلى أن "الخيار الأمريكي كالآتي: هل تريد أن يبقى نظامك أم نغيره؟ إذا اخترت بقاء النظام فعليك أن تطبع العلاقات مع الصهاينة، وإلا فواشنطن تستطيع أن تغير الأنظمة في دول الخليج بسهولة؛ فهي ألعوبة بيد واشنطن".
وحول علاقة ذلك بـ"صفقة القرن" التي تعدها أمريكا، قال الأكاديمي الفلسطيني: "هناك قاعدة؛ لا خير في الولايات المتحدة، وكل ما تطرحه مشبوه ولا يمكن أن يكون في خدمة الإنسان العربي أو الفلسطيني".
نتنياهو يعرض صفقة على بوتين.. ما دور الرياض وأبو ظبي فيها؟
إسرائيل تكشف عن مشروع خط سكة حديد يربطها بالسعودية
الأردن يعلن جملة من القرارات "الإصلاحية" ووعود بالشفافية