نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا للصحافي جو واتس، يقال فيه إن مكتب جيرمي كوربين توعد بـ"اتخاذ إجراءات" ضد عضو كبيرة في البرلمان عن حزب العمال، شتمت رئيس الحزب، قائلة إنه "وغد معاد للسامية وعنصري".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن المتحدث باسم كوربين، قوله بأن قواعد حزب العمل تمنع أعضاء البرلمان من التصرف بشكل مناف للاحترام أو الإساءة إلى الحزب، ولهذا فإنه ستترتب على ما قامت به مارغريت هوج، من اتهام لزعيم الحزب، عملية تأديبية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يأتي وسط خلاف داخلي في الحزب، بعد أن قامت الهيئة التنفيذية فيه بتبني قواعد سلوك جديدة، تعرف معاداة السامية بشكل مختلف عن المعنى المقبول على نطاق واسع.
ويشير واتس إلى أنه لدى سؤال المتحدث باسم كوربين عن تعليقات مارغريت، التي فقدت أقارب لها في المحرقة، فإنه قال: "التصرف الذي تتحدث عنه غير مقبول بموجب قواعد الحزب البرلمانية في التعامل بين الزملاء، وسيتم اتخاذ إجراءات بهذا الخصوص"، وأضاف: "بالطبع يحب نقاش القضايا التي تقلق أعضاء البرلمان كلها والتعامل معها، وجيرمي مستعد دائما للنقاش مع أعضاء البرلمان من حزب العمال"، ولدى سؤاله عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها، فإن المتحدث كرر قائلا: "سيتم اتخاذ إجراءات".
وتذكر الصحيفة أن الخلاف داخل الحزب اشتعل بعد أن قررت اللجنة التنفيذية الوطنية لحزب العمال، التي يسيطر عليها الآن أنصار كوربين، أن تتبنى قواعد سلوك جديدة، مشيرة إلى أنه مع أن القواعد تقول بوضوح إن "معاداة السامية عنصرية" و"غير مقبولة"، إلا أنها لا تتبنى التعريف الكامل لمعاداة السامية كما وضعه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست.
ويورد التقرير نقلا عن المتحدث باسم كوربين، قوله بأن حزب العمال قام بدلا من ذلك بوضع قواعد سلوك "يحتوي على ويوضح" الأمثلة على معاداة السامية؛ "ليمكن استخدامها بشكل فعال في عمليات التأديب الحزبية".
ويفيد الكاتب بأن مارغريت تحدت كوربين من وراء ظهر رئيس البرلمان في مجلس العموم، بعد الانتهاء من تصويت مهم حول البريكسيت، وذكرت التقارير إنها قالت له: "أنت وغد معاد للسامية وعنصري.. لقد أثبت أنك لا تريد أشخاصا مثلي في الحزب"، كما ذكرت التقارير أن كوربين قال لها: "أنا آسف أنك تشعرين كذلك".
وتلفت الصحيفة إلى أن مصدرا رفيع المستوى في حزب العمال أكد أن تلك المواجهة حصلت، مستدركة بأن مارغريت لم تستجب لطلب الصحيفة التعليق على الموضوع.
وينوه التقرير إلى أن قواعد السلوك، التي تم وضعها بعد احتجاجات مجموعات يهودية على وجود معاداة للسامية "داخل الحزب" هذا العام، تنص على أن انتقاد دولة إسرائيل وسياساتها يجب ألا يعد معاداة للسامية بشكل تلقائي.
ويبين واتس أن تلك القواعد توضح بأن التعليقات، "حتى المثيرة للجدل"، حول الموضوع "لن تعامل على أنها معاداة للسامية، ما لم تحتو على تعابير معادية للسامية.. أو وجود أدلة أخرى على نية معاداة السامية"، مشيرا إلى أن تلك القواعد تتبنى التعريف العملي الذي وضعه التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة لمعاداة السامية، ويتضمن قائمة بالتصرفات التي قد تعد معادية للسامية، نسخت كلمة بكلمة من وثيقة تلك المنظمة بهذا الخصوص.
وتستدرك الصحيفة بأن قواعد الحزب حذفت من قائمة التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة أربعة أمثلة، هي: اتهام اليهود بأن ولاءهم لإسرائيل أكبر من ولائهم لبلدانهم الأم، والادعاء بأن وجود إسرائيل هو مشروع عنصري، والطلب من إسرائيل أن تتصرف بناء على مقاييس أعلى مما يطلب من الدول الأخرى، ومقارنة السياسات الإسرائيلية بالسياسات النازية.
وبحسب التقرير، فإن حزب العمال يصر على أن الأمثلة الواردة، وإن لم تكن نقلت بالنص، إلا أنها مغطاة في القواعد الجديدة، مستدركا بأن مجموعات يهودية شجبت قرار اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب، وحذرت بأن الحزب "بتوجهاته الحالية يخذل اليهود البريطانيين، ويفشل الحزب بصفته حزبا معارضا للعنصرية".
ويشير الكاتب إلى أن عددا من أعضاء البرلمان العماليين أعربوا عن غضبهم من الوضع، وقال رئيس الحزب السابق إد ميليباند بأن على الحزب تبني التعريف بالكامل، وأضاف: "إن الاحتجاج بأنه (التعريف)، هو بشكل من الأشكال لا يتماشى مع انتقاد أفعال الحكومة الإسرائيلية ليس صحيحا.. وآراء الغالبية العظمى من المجتمع اليهودي واضحة جدا.. وأحث اللجنة التنفيذية الوطنية على التعامل مع الموضوع بسرعة".
وتنقل الصحيفة عن النائب عن حزب العمال إيان أوستن، قوله بأن التحرك كان "مخزيا للغاية"، وأضاف: "يخجلني أن أكون عضوا عن حزب العمال".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول عضو البرلمان ويس ستريتنغ: "لقد تم تحذير القيادة من تداعيات قرار اللجنة التنفيذية الوطنية.. لكنها كانت لا مبالية".
نيويورك تايمز: ما سر حرص إسرائيل على استعادة ساعة جاسوسها؟
كاتب بريطاني: لماذا لا نحيي ذكرى قتلانا بالقدس؟
الغارديان: ناشطون يطالبون بوقف التواطؤ البريطاني في اليمن