توقعت شخصيات
أردنية أن يطرأ تحسن ملموس على العلاقة بين الحكومة الأردنية برئاسة عمر الرزاز، والحركة الإسلامية، بعد سنوات من القطيعة، وتدهور العلاقة مع الجانب الرسمي، وصلت لحد ترخيص جماعة أخرى تحمل اسم الجماعة الأم مع حملة تضييق رسمية واسعة.
وخلال الفترة الماضية
ظهرت رسائل إيجابية، من خلال لقاء ضم 3 من وزراء حكومة الرزاز، وبطلب منهم مع
قيادات من الجماعة، على مائدة عشاء في منزل المراقب العام للإخوان عبد الحميد
ذنيبات، بالإضافة لتقديم رئيس الحكومة شخصيا واجب العزاء في قيادي الجماعة الراحل
إسحق الفرحان.
وخلال عهد حكومتي
عبد الله النسور وهاني الملقي، لم يطرأ على ملف العلاقة بين الجانب الرسمي
والإخوان، أي تحسن بل وصلت الأمور إبان عهد النسور لمرحلة إنهاء الجماعة، والسماح
لقيادات منشقة عنها بإنشاء جماعة أخرى، ومنحها ترخيصا رسميا يحمل نفس الاسم.
ويعتقد مراقبون
أن الرسائل الإيجابية، التي أرسلت خلال الفترة الماضية بين الطرفين، تثير توجسات
لدى التيار المحافظ الذي يتوجس من أي انفتاح رسمي على الحركة الإسلامية، لاعتبارات
داخلية وخارجية.
مبادرات خلاقة
الأمين العام
السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين حمزة
منصور قال إن الفترة الماضية شهدت حديثا إيجابيا في مرحلة هامة من عمر البلاد.
وأوضح منصور
لـ"عربي21" أن "الظروف الداخلية والمحيطة، بالأردن تقتضي الانفتاح
على كافة المكونات السياسية، والشعبية، والحركة الإسلامية جزء مهم من هذا الجسم الأردني".
وأضاف:
"مصلحتنا جميعا أن نبدأ شراكة حقيقية لاجتياز مرحلة صعبة، في إقليم ملتهب
والتوحد والالتفاف، حول الثواب الأردنية لتحقيق الصالح العام".
لكن منصور أشار
إلى وجود ضغوط، من أطراف إقليمية ودولية وفي مقدمتها "أمريكا وإسرائيل ودول محور
الاعتدال، للحيلولة دون مشاركة سياسية للحركة الإسلامية، نظرا لموقفها السلبي من الحركات
الإسلامية".
وبشأن التواصل مع
حكومة الرزاز قال إن حديثا جرى في مناسبة اجتماعية خلال عزاء القيادي الإسلامي
إسحق الفرحان، واصفا إياه بـ"الإيجابي" مضيفا: "التحية قوبلت بمثلها
بل بأحسن منها والحكومة في الفترة الماضية كان لديها أولويات لكنها الآن انتهت من
ملف الثقة".
ودعا منصور،
الرزاز لـ"مبادرات خلاقة وإبداعية لرص الصف، وتمكين الوحدة الوطنية" وفق
وصفه.
وعلى صعيد المطلوب من الحركة الإسلامية في المقابل لتحسين العلاقة مع
الجانب الرسمي، قال منصور: "الحركة أوصلت العديد من الرسائل الإيجابية بخطاب
عقلاني وسطي لكنها في الوقت ذاته مطالبة بمزيد من المراجعات، للفترة الماضية
ولتصحيح الأخطاء وتلافي السلبيات، بشكل جاد وتعزيز الجوانب الإيجابية".
لا موانع
من جانبه أكد الوزير الأردني السابق حازم قشوع، على أهمية الرسائل
الإيجابية المتبادلة، التي ظهرت للجميع بين الحكومة والحركة الإسلامية خلال الفترة
القليلة الماضية.
وقال قشوع لـ"عربي21" إن مشاركة الحركة الإسلامية في المشهد
السياسي الأردني، وحتى في أي تعديل حكومي مقبل "له أهميته البالغة لأهمية
رأيهم السياسي وضرورة خلق مناخ ديمقراطي في البلاد".
واعتبر قشوع الحركة الإسلامية "جزءا أصيلا من الحالة الأردنية" وقال إن مشاركاتهم في اللامركزية والبرلمان وغيرها من الانتخابات "حسنت من علاقتهم بالجانب الرسمي
بعد الأزمة التي مر بها الجانبان، خلال السنوات الماضية".
لكن في المقابل انتقد قشوع حجب نواب كتلة الإصلاح النيابية المحسوبة على
الحركة الإسلامية، الثقة عن حكومة الرزاز في ظل الأجواء والرسائل الإيجابية بين
الطرفين وقال: "ليس مستحبا حجب الثقة عن الحكومة، والرغبة في المشاركة ضمن
أروقتها".
وشدد على أن الترتيبات "الجيوسياسية" في المنطقة تفرض مشاركة
الحركة الإسلامية في المشهد السياسي، بقوة ليكون "الصف الوطني موحدا في ظل
وجود قواسم مشتركة، بينهم وبين كافة المكونات السياسية الأخرى على المبادئ والثواب
الوطنية".
وعلى صعيد استفادة الحركة الإسلامية من أخطاء السنوات الماضية قال قشوع:
"الظرف السياسي عام 2011 فرض على الإخوان مواقفهم التي اتخذوها في ذلك الوقت،
وبعدل تبدل الأحوال الآن قاموا بالمشاركة في الانتخابات، ولا يوجد حاليا موانع
لدخولهم الحكومة بل هناك بوادر إيجابية لكن الأمر يتوقف على كيفية تعاطيهم مع
الأمر".
رئيس حكومة الأردن: بضوء أخضر من الملك سألاحق الفاسدين
رئيس وزراء الأردن يطلب من "قتيبة" المساعدة والأخير يرد
رئيس حكومة الأردن يطمئن نوابا إسلاميين: "لست علمانيا"