نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي وعد شعبه بالخروج من العزلة الدولية، إلا أن السياسة الخارجية الأمريكية لا زالت تكبله وتمنعه من ذلك.
وأشارت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إلى أن الرئيس الإيراني انتهج سياسة التهديدات والتصريحات
النارية تجاه نظيره الأمريكي دونالد ترامب تماما مثل سلفه محمود أحمدي نجاد، لافتة
إلى أنه "منذ أسبوع وجه إنذارا شديد اللهجة لترامب، حذره فيه من مغبة اللعب
بالنار، وهدده بشن حرب كبرى".
وأكدت الصحيفة أنه "على الرغم من أن المرشد
الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، يُعتبر الشخص الأكثر نفوذا في المشهد السياسي
الإيراني، إلا أن روحاني وجه في العديد من المناسبات تهديدات غير مسبوقة للولايات
المتحدة الأمريكية".
ونقلت عن الكاتب والمحرر الإيراني فرهاد سوزانشي
قوله إنه "عندما سمع بعض الإيرانيين تهديدات روحاني، استعادوا ذكريات سلفه
نجاد، خاصة وأن الشارع الإيراني لم يتعود على مثل هذه التصريحات من روحاني".
وأوضحت الصحيفة أن "الاتفاق النووي الإيراني
يعد أهم مكسب حققه روحاني خلال فترة حكمه، في حين يعارض كل من التيار المتشدد
والحرس الثوري الإيراني هذا الاتفاق"، معتبرة أن "التهديدات والتصريحات
النارية لا تتلاءم مع وعود روحاني بانفتاح بلاده على الخارج وخروجها من العزلة
الدولية".
وأفادت الصحيفة أن الوضع الاقتصادي في إيران متدهور،
ولعل هذا ما يفسر الأسباب، التي دفعت بالإيرانيين إلى التظاهر ضد نظام الملالي بداية
السنة الجارية، منوهة إلى أنه "على ضوء هذه المعطيات، يبدو أن شعبية روحاني
في تراجع".
وأضافت الصحيفة أن عضو البرلمان الألماني المنحدر من
أصول إيرانية، أوميد نوريبور، يرى أن "روحاني صعد من لهجته تجاه الولايات
المتحدة الأمريكية نظرا لأن الإدارة الأمريكية تنتهج سياسة خارجية عدائية تجاه
إيران".
وفي هذا الصدد، صرح نوريبور أن "لهجة روحاني
الحادة ستزيد من الضغوط الداخلية، التي يمارسها التيار المتشدد على روحاني، علما
وأن هذا التيار يرفض كل انفتاح على العالم الخارجي".
وتابعت الصحيفة أن روحاني عمل على إدخال تغييرات
جذرية على النظام الإيراني، وحيال هذا الشأن، قال عضو البرلمان الألماني نوريبور
إن "التغييرات، التي أقرها روحاني شملت الحرس الثوري الإيراني".
من جهته، أكد الكاتب والمحرر الإيراني سوزانشي أن "التهديدات
تندرج ضمن إطار السياسة الخارجية المعادية للولايات المتحدة الأمريكية، التي
تنتهجها إيران منذ الثورة الإسلامية خلال سنة 1979".
وأوردت الصحيفة أن "السلطات الإيرانية تعمل على
تعزيز وحدة الشعب الإيراني للوقوف في وجه الولايات المتحدة الأمريكية"، ووفقا
لموقع كلمة الإخباري، قرر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني رفع الإقامة
الجبرية عن القياديين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي بهدف توحيد كل القوى
في مواجهة التهديدات الأمريكية.
في هذا السياق، أورد الخبير في الشأن الإيراني،
عدنان طباطبائي أن "عداء ترامب لإيران وحد كامل أطياف الشعب الإيراني".
وبينت الصحيفة أنه في حين أعلن الحرس الثوري
الإيراني يوم الخميس الماضي عن استعداده لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، كان
خطاب روحاني معتدلا نوعا ما.
وفي هذا الإطار، أوضح طباطبائي أن "طهران ستحقق
في سياسة ترامب المعادية لإيران بشكل موضوعي ثم ستتخذ إجراءات قانونية وسياسية
ضدها، ويبدو أن روحاني وترامب قررا أن يتركا الباب مفتوحا للتفاوض، وعموما، لا
يرغب أي طرف إيراني في الدخول في مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية".
في السياق ذاته، تابع الباحث في الشأن الإيراني
قائلا إنه "على الرغم من أن روحاني ترك مجالا للتفاوض مع الطرف الأمريكي، إلا
أن التصعيد من حدة التوتر يعد أمرا واردا، لذلك، أعتقد أنه من المهم الحفاظ على
الاتفاق النووي الإيراني على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منه نظرا
لأن هذا الاتفاق يعد السبيل الوحيد لانفتاح إيران على العالم الخارجي".
وأبرزت الصحيفة أن إلغاء الاتفاق النووي الإيراني قد
يؤدي إلى تداعيات كارثية على منطقة الشرق الأوسط، ومنذ انسحاب الولايات المتحدة
الأمريكية من هذا الاتفاق، يعمل كل من الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين على الحفاظ
عليه.
وفي هذا الإطار، أفاد عضو البرلمان الألماني، بيجان
دجير ساراي أن "ألمانيا لا تقدر بمفردها على لعب دور في الحفاظ على الاتفاق
النووي الإيراني، بل نحتاج إلى استراتيجية أوروبية موحدة تجاه إيران".
الغارديان: هل يندلع صراع أمريكي إيراني في مضيق هرمز؟
دينس روس: خسرنا أوراق اللعبة كلها في سوريا
ساينس مونيتور: لماذا تراجع أعداء روحاني عن موقفهم المتشدد؟