لاتزال المعلومات متضاربة حتى الآن حول ما يحدث في مدينة درنة (شرق ليبيا)، وسط تشكيك في سيطرة تامة لقوات اللواء الليبي، خليفة حفتر على كامل المدينة التي تشهد اشتباكات حتى الوقت الراهن.
وأثارت الغارات التي شنها طيران "حفتر" على وسط درنة ليل أمس العديد من التساؤلات حول الوضع الميداني في المدينة، وتواجد قوات "حماية المدينة" المناوئة لحفتر حتى اللحظة ومقاومته له، رغم إعلان الأخير "تحرير" المدينة وسيطرته الكاملة عليها وسط مباركة دولية ومحلية من الموالين له.
تعتيم إعلامي
وذكرت مصادر قريبة من الأحداث أن "الاشتباكات في المدينة مستمرة منذ شهرين، لكن سيطرة حفتر على أحياء كثيرة من المدينة وعلى الإذاعة الرسمية هناك عمل حالة من التعتيم الإعلامي على الأمر مع سقوط قتلى وجرحى في صفوفه، وهو ما يكذب روايته عن تحرير كامل للمدينة.
وطرحت هذه الاشتباكات والغارات عدة تساؤلات من قبيل: هل فعلا سيطر "حفتر" على كامل درنة؟ أم أن إعلانه ذلك كان له أهداف سياسية وفقط؟.
حفتر: "سياسي مخادع"
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي إن "من المفترض ألا يكذب العسكري، فما بالك بقائد الجيش، ولكن "حفتر" انقطع ربع قرن عن العسكرية وأخذ ينتهج مبدأ السياسي "المخادع"، وإعلانه عن تحرير "درنة" يشبه "إشاعة" موته سريريا نتيجة جلطة دماغية في باريس، وهو من نشر ذلك".
وأشار في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إلى أن "حفتر أعلن أكثر مرة عن تحرير مناطق فى بنغازي إلى أن انسحب الكثيرون من المناوئين له إلى مدن سرت ومصراتة ولازالت مجموعة السدادة لسرايا الدفاع عن بنغازي تهدد بالعودة حتى اليوم، فأين التحرير؟"، وفق كلامه.
وأضاف: "وبخصوص درنة فيقال إن منطقة "المغار" لم تحرر بعد وأن مجموعات كثيرة من المناوئين له تحصنوا فى الوديان شرق درنة ومن الصعب مهاجمتها، أضف إلى ذلك قضية الخلايا النائمة والتي ستأخذ وقتا للتعرف عليها وهى "قنبلة موقوتة"، لكن هذا ليس انكارا للتضحيات وتحرير كثير من المناطق"، كما قال.
صمود لن يستمر
لكن وزير التخطيط الليبي الأسبق، عيسى تويجر أشار إلى أنه "من الصعب أن يصمد المقاومون لحفتر وهو شبه عزل تحت ضربات الطائرات الأجنبية واستطلاعاتها الجوية الدقيقة"، حسب قوله.
وأضاف لـ"عربي21": "وبخصوص إعلان تحرير درنة من قبل "حفتر"، فهو مثلما حدث في بنغازي حيث استمرت المقاومة بعد إعلان التحرير".
قبيلة "العبيدات"
وقال الإعلامي من الشرق الليبي، أيمن خنفر إنه "حتى اليوم والاشتبكات دائرة في درنة، والإعلان عن تحريرها إنما هو إعلان "سياسي" أكثر منه عسكري، وحتى يوم أمس وقوات القيادة العامة (حفتر) تقدم قتلى ومصابين في معركة درنة".
وأوضح أن "الصراع الموجود الآن في المدينة هو صراع بين سيطرة قوات "حفتر" عليها وبين سيطرة قبيلة "العبيدات"، وهنا الأزمة الكبرى التي تؤكد أن المعارك ربما تستمر"، وفق تصريحه لـ"عربي21".
وأشار الناشط الحقوقي، نبيل السوكني إلى أن "بعض المحاربين لازالوا متواجدين في المدينة التي تشهد حرب شوارع، لكن "حفتر" يستخدم الأسلحة الثقيلة والطائرات لكى تكون درنة "بنغازى" الثانية، لكن السيطرة التامة والتحرير هي من "أكاذيب" حفتر"، حسب تعبيره.
وتابع لـ"عربي21": "البرلمان الليبي يريد ان تكون القوة التي تؤمن المدينة قوات مشكلة من كافة قبائل الشرق الليبي، وهو ما يرفضه حفتر ويصر أن تكون السيطرة له بمفرده"، كما قال.
"حرب شوارع"
وأكد الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، عادل عبد الكافي أن "المعارك فى درنة لم تنته بعد، وحفتر دائما ما يستعجيل إعلان التحرير حتى يعطي انطباع بسرعة السيطرة فى زمن قليل ومحدد، وقد رأينا هذا المشهد فى مدينة بنغازي والتي استمرت المعارك فيها 4 سنوات بعد إعلانه التحرير".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "ما يحدث في درنة هو حرب شوارع قد تطول رغم استخدام "حفتر" للقوة العسكرية الغاشمة من قصف عشوائي بالطيران وضرب بالأسلحة الثقيلة داخل المدينة فهو دائما ما يتبع سياسة الأرض المحروقة"، وفق رأيه.
مقاطعة "أمازيغية" للدستور الليبي.. هل سيتأثر الاستفتاء؟
وزيرة الدفاع الإيطالية تهاجم انتخابات ليبيا.. بماذا طالبت؟
تنافس إيطالي فرنسي محموم على الكعكة الليبية.. من يفوز؟