فجر تعيين الرئيس الباجي قائد
السبسي لرئيس الحكومة السابق الحبيب
الصيد مستشارا سياسيا له بقصر قرطاج، موجة جدل بين الأوساط السياسية.
ونشرت
الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، الاثنين 6 آب/أغسطس 2018، لقاء جمع بين السبسي
والحبيب الصيد، أرفقه ببيان أعلن خلاله عن تعيين الأخير برتبة "وزير مستشار
خاص لدى رئيس الجمهورية مكلفا بالشؤون السياسية".
وصوت
البرلمان
التونسي، في 30 تموز/ يوليو 2016، على سحب الثقة من حكومة
الحبيب الصيد،
وذلك بعد توافق أحزاب الائتلاف الحاكم على فسح المجال لحكومة الوحدة الوطنية التي
دعا إليها الرئيس، وعين إثرها يوسف الشاهد خليفة لرئيس الحكومة المقال.
وكان
الصيد أجبر في 2016 على التنحي، إثر ضغوطات لم يخفها في تصريحات إعلامية، من
شخصيات حزبية ومقربين من السبسي، وهو ما طرح تساؤلات حول خفايا عودته للمشهد
السياسي في هذا التوقيت بالذات، في ظل صراع محموم بين نجل السبسي والشاهد على
السلطة.
وتمسك
الصيد سابقا بعدم تقديم استقالته لرئيس الدولة والذهاب إلى البرلمان في تموز/
يوليو 2016، وأكد في حوار إعلامي أنه تعرض لضغوطات تخيره بين الاستقالة بشكل طوعي
أو التنكيل به من أطراف قال إنها مقربة من دوائر الحكم، دون ذكرها.
واتهم نجل السبسي سابقا الصيد بتقسيم حزب نداء تونس، وانتقد تعييناته
لقيادات أمنية سامية، ضمن تحوير وزاري قال إنه لم يستشر فيه "نداء تونس"
ولا رئاسة الجمهورية.
ووصف
أمين عام حزب التيار الديمقراطي، غازي الشواشي، في حديثه لـ"
عربي21"،
تعيين السبسي للحبيب الصيد مستشارا سياسيا له بالمشهد "السريالي".
واعتبر
أنه "من المفارقات أن يعين السبسي الصيد مستشارا له اليوم، ويستنجد به، وهو
نفسه من أزاحه بلغة التهديد والوعيد من رئاسة الحكومة في 2016؛ بتعلة فشله، وعدم
كفاءته في مشهد مذل لشخصه".
وتساءل
عن الإضافة التي يمكن أن يقدمها الحبيب الصيد لرئيس الجمهورية مستشارا سياسيا،
"والحال أنه كان طوال تجربته المهنية إداريا وشخصية "تكنوقراط" حتى
في عهد الرئيس المخلوع بن علي"، حسب قوله.
وذهب
الشواشي لاعتبار الصيد ورقة أخرى يلعب بها السبسي، نكاية في الشاهد ومجموعته، وفي
إطار الصراع بين قصر قرطاج والقصبة، والسباق المحموم بين جناحي السبسي، الابن
والشاهد، نحو رئاسيات 2019.
تعيين
السبسي لرئيس الحكومة السابق مستشارا له بقصر قرطاج، تزامن مع تعيين رئيس الحكومة
الحالي يوسف الشاهد، أحد فلول بن علي، مستشارا في حكومته، وهو كمال حاج ساسي، الذي
سبق أن تقلد مناصب حزبية في التجمع الدستوري المنحل.
ورأى
الإعلامي و المحلل السياسي محمد بوعود أن المرحلة السياسية القادمة ستشهد ارتفاعا
بوتيرة المواجهة بين قصر قرطاج من جهة، وبين رئاسة الحكومة من جهة أخرى.
وقال في تصريح لـ"عربي21" إن "الرئيس يستنجد
اليوم بمن طرده في وقت سابق من الحكومة بنفس الطريقة التي يريد بها طرد الشاهد".
وشدد
أن تعيين الحبيب الصيد مؤشر على فقدان رئيس الجمهورية ثقته في جميع المستشارين
المحيطين به في قصر قرطاج، وإحساسه بعدم الأمان، وعجزه عن إيجاد مستشار من الثقات،
في ظل معركة يشعر أنه خسر فيها.
وخلص
بوعود إلى أن الصيد لا يمكن أن يضيف للسبسي شيئا، بعد أن قضى عليه سياسيا، وأخرجه
من الحكومة بطريقة مهينة.
مقابل
ذلك، لفت بوعود إلى أن السبسي قد يكون شعر بالندم من الطريقة التي أقيل بها الحبيب
الصيد، وهو ما دعاه إلى تكريمه بقصر قرطاج في 25 تموز/ يوليو 2017، من ثم إعادته
للواجهة السياسية مستشارا خاصا به.