يشارك قائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي حاليا في أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك للمرة الخامسة منذ استيلائه على السلطة في تموز/ يوليو 2013.
وبهذه المشاركة يكون السيسي أول "رئيس مصري" يحضر خمس دورات متتالية لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بل إن زيارات السيسي للأمم المتحدة تفوق في عددها مجموع زيارات جميع رؤساء مصر للمنظمة الدولية منذ إنشائها قبل أكثر من سبعة عقود!
وأثار هذا الأمر تساؤلات حول أسباب حرص السيسي على المشاركة في تلك الاجتماعات بشكل دوري كل عام؟ وما إذا كانت مشاركاته السابقة قد أسفرت عن أي نتائج ملموسة على الصعيدين السياسي والاقتصادي لمصر؟
حصاد المشاركات السابقة
وبينما تردد وسائل الإعلام الرسمية المصرية أن مشاركات السيسي الأربع السابقة نجحت في استعادة مكانة مصر الدولية وتأكيد دورها الإقليمي على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادي، يقول مراقبون إن تواجد السيسي لم يسفر عن أي نتائج سياسية أو اقتصادية ملموسة، وأن هذه العبارات يتم ترديدها منذ عقود مع كل زيارة خارجية قام بها أي رئيس مصري سابق.
اقرأ أيضا: تناقضات السيسي.. قمة سلام في نيويورك وإعدامات بالقاهرة
وكان السيسي، وما زال، حريصا في خطاباته المختلفة أمام الأمم المتحدة على التأكيد على دور مصر في حفظ السلم والأمن الإقليمي، وإبداء استعدادها للتنسيق مع دول العالم لمواجهة الإرهاب والتطرف.
ولم يفوت السيسي أي فرصة في السنوات السابقة دون تبرير انقلابه على الرئيس المنتخب والادعاء بأن الشعب المصري هو الذي قام بثورة شعبية للتخلص من قوى التطرف والظلام واستعاد مسيرته في ركب الحضارة الإنسانية! وأن نظامه يقوم بدور كبير في بناء دولة مدنية ديمقراطية وبدء عملية شاملة للتنمية والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد.
لا جديد هذه المرة
وألقى السيسي، الثلاثاء، كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد فيها أن هناك خللا في أداء الأمم المتحدة ما يؤثر على مصداقيتها، داعيا قادة العالم إلى تعزيز مكانة ودور المنظمة الدولية كقاعدة أساسية في احترام السيادة وتوازن المصالح.
وأضاف أن مصر أطلقت منذ مطلع العام الجارى العملية الشاملة سيناء 2018 لمكافحة الإرهاب ودحره نهائيا من خلال استراتيجية تتناول الجوانب الأمنية والأيديولوجية والتنموية، وأصبح لديها خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وعلى صعيد اللقاءات الثنائية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة التقى السيسي بعدد من الزعماء على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لقاء لم يستغرق سوى خمس دقائق هنأه خلاله ترامب على "العمل الرائع في محاربة الإرهاب"، في حين أشاد السيسي بالدعم الكبير الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لحكومته ولا سيما على الصعيد الأمني.
والتقى السيسي بملك الأردن عبد الله بن الحسين ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، والتقى رئيس البنك الدولي والمديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي لمناقشة ما حققته مصر من خطوات في مسيرة الإصلاح الاقتصادي، والتقى أيضا بأعضاء غرفة التجارة الأمريكية وممثلي كبرى الشركات الأمريكية التي ترغب في الاستثمار في مصر.
اقرأ أيضا: السيسي يغازل ترامب في نيويورك.. والأخير يرد (فيديو)
مصر حاضرة
وتعليقا على هذه الزيارة قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مصطفى كامل إن السيسي ليس وحده الحريص على حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة بل إن أكثر من مائة من قادة العالم يحرصون على حضور هذه اللقاءات لعرض وجهة نظر بلادهم في القضايا الإقليمية والدولية.
وأضاف كامل، في تصريحات لـ "عربي21" أن السيسي يحرص بشكل خاص على عدم التغيب عن هذه الاجتماعات كل عام للتأكيد على حضور مصر للمحافل الدولية المختلفة، مشيرا إلى أن السيسي يستغل هذه الزيارة السنوية للولايات المتحدة أيضا للقاء عدد كبير من القادة الدوليين وبالمسؤلين في الإدارة الأمريكية بجانب رؤساء الشركات الكبرى وكبار رجال الأعمال.
وأوضح أن وجود السيسي بنفسه لشرح مواقف مصر السياسية والجهود التي تبذلها لمكافحة الإرهاب في سيناء أمر هام لإظهار مكانة مصر على الصعيد الإقليمي والدولي، ويزيد من الدعم الدولي لمصر في هذا الملف الحساس.
"عاشق للأجواء البروتوكولية"
في المقابل، رأى الباحث السياسي أيمن الطاهري أن السيسي يحرص على التواجد في أي تجمع دولي يتاح له الحضور فيه، مرجعا هذا الحرص إلى رغبة السيسي في تقديم نفسه باعتباره حاكم مصر والرجل الوحيد الذي يمثلها أمام العالم باعتباره المتحكم في جميع الملفات بالبلاد.
وأضاف الطاهري لـ "عربي21" أن الكثيرين يعرفون حب السيسي للمظاهر والأجواء البروتوكولية، حتى أنه يرسل مجموعة من الوزراء والمسؤولين قبله بيوم أو يومين ليكونوا في استقباله بالمطار عند وصوله إلى الولايات المتحدة ليبدو في صورة القائد المرحب به!
ونفى أن يكون لمثل هذه الزيارات تأثير يذكر على المواقف السياسية أو الاقتصادية في مصر لأن المواقف الحقيقية تتشكل في الغرف المغلقة، حسب قوله، مشيرا إلى أن الخطابات التي ألقاها السيسي طوال السنوات السابقة لا تختلف كثيرا عن الخطاب الذي ألقاه الثلاثاء.
تناقضات السيسي.. قمة سلام في نيويورك وإعدامات بالقاهرة
كنائس أمريكا تحشد لاستقبال السيسي.. هذه مبرراتهم (فيديو)
السيسي يبحث في البحرين تأمين مضيقي هرمز وباب المندب