أثارت شحنة "الخردة" التي ستقوم قوات اللواء الليبي، خليفة حفتر بتصديرها إلى تركيا خلال أيام، ردود فعل واستغراب من قبل مراقبين للشأن، كون "حفتر" يعتبر أن "أنقرة" راعية للإرهاب في ليبيا، وسط تساؤلات عن أهداف هذه الصفقة الآن.
ووصلت إلى رصيف ميناء البريقة الليبي (شرقا) ناقلة شحن تحت اسم "FARAH PRINCESS" ترفع علم التوغو، قادمة من تونس، لتحميل حوالي أربعة آلاف طن من الخردة الحديدية، سيجري تصديرها لاحقا إلى تركيا لصالح هيئة الاستثمار العسكري التابعة لقوات "حفتر".
لصالح من؟
وتتبع الناقلة شركة "شواطئ بنغازي للتوكيلات الملاحية"، ويجري تجميع الخردة من المواطنين والشركات العامة بمنطقة الهلال النفطي، ليتم تقطيعها بعد تجميعها لتحميلها على متن شاحنات لنقلها إلى ميناء البريقة التجاري وتفريغ حمولتها على متن الناقلة المذكورة، وفق صحيفة "الوسط" المحلية.
وجاءت الصفقة بموافقة وإشراف رئيس هيئة الاستثمار العسكري بقوات "حفتر"، اللواء محمد المدني الفاخري بعد أخذ الموافقات الأمنية من كل المنافذ للسماح بالتصدير والشحن، كون الصفقة تتم لصالح هيئة الاستثمار العسكري.
وطرحت الصفقة بين "حفتر" وتركيا، عدة استفسارات حول: أهدافها الآن؟ وردود الفعل المتوقعة على هذا التصرف من قبل "حفتر" الذي يردد دائما أن "تركيا" تمول "الإرهابيين"؟
اقرأ أيضا: ماذا وراء لقاء ممثل أردوغان بالمبعوث الأممي إلى ليبيا؟
تقارب مع "تركيا وقطر أيضا"
من جهته، أكد الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، عادل عبدالكافي أن "حفتر" يحاول تحسين علاقاته مع الدول التي اتهمها بدعم "الإرهاب" أملا أن يصل معهم إلى شراكة دولية ظنا منه بأن العلاقات التجارية ستأتي باعتراف به وبقواته".
وكشف في حديثه لـ"عربي21" أن "هذه الخردة هي نتاج تدمير مدينة بنغازي بعد حرب أربع سنوات نتج عنها كم هائل من بقايا الأسلحة المستخدمة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وهو الآن يستغلها لجلب أموال، ولن يكون هناك ردود فعل من قبل مؤيديه على هذه التصرفات، فهو لا يعيرهم أي اهتمام"، وفق وصفه.
وتابع: "حفتر لا يهمه ردود الفعل، فهو أحكم قبضته العسكرية على الشرق الليبي، وفي عيد الأضحى الماضي قبل "حفتر" ومؤيدوه شحنة أغنام هدية من دولة قطر التي شن عليها حربا شرسة هي وتركيا وإيطاليا، والآن يتقارب مع الكل"، حسب رأيه.
البيع حتى لـ"إسرائيل"
وقال المحلل السياسي والمستشار السابق لحفتر، محمد بويصير إن "القانون الليبي يمنع تصدير الخردة لوجود "مصنعين" لصهر الحديد في ليبيا، وهو ما يؤكد عدم شرعية هذه الصفقة حال تأكدت وكانت المعلومات حولها موثوقة".
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "حفتر يريد المال وهو مستعد يبيع حتى لـ "إسرائيل"، وأرى في الصفقة المذكورة مشهدا رمزيا ملخصه أنك بسلاحك يمكنك أن تعرض ما تشاء من ليبيا للبيع للزبون الذي يعجبك وبالسعر الذي تختاره، أما أتباعه فسيقبلون بأي شيء حتى لو باعهم هم أنفسهم"، حسب كلامه.
سلطة موازية
ورأى الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أن "هذه الخطوة تثبت إصرار "حفتر" وقواته على استغلال كل الموارد من أجل الإثراء والكسب على حساب الليبيين ومواردهم الوطنية، وهي تصديق لما جاء في تقرير خبراء الأمم المتحدة".
اقرأ أيضا: حفتر يتهم تركيا ودولا عربية بدعم الجماعات المسلحة بليبيا
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن حفتر سيتذرع بأنه يبحث عن تمويل لقواته وهذا غير مقبول، فالجيش الحقيقي تمويله يكون من الحكومة، ولكن مساعي حفتر إلى خلق سلطة موازية تهيمن على مقدرات الدولة بقوة السلاح هو ما يدفعه إلى مثل هذه الأمور، حتى ولو أدى ذلك إلى فتح علاقات تجارية مع دولة يتهمها بدعم الإرهاب كـ"تركيا".
البحث عن موارد
وقال الصحفي الليبي، عبدالله الكبير إن "حفتر" لم يتوقف هو وأولاده عن تصدير الخردة من أجل تدبير موارد مالية لمشروعه السياسي والعسكري، وانتقاده ومعسكره للدولة التركية هو فقط لأنها لا تصطف إلى جانب حلفه وليست على وفاق معه".
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "مصدر هذه الخردة هو بقايا الآليات العسكرية المدمرة والسيارات وحواجز الطرقات وغيرها، وبسبب القرب وتوفر مشترين بها يصدر حفتر الخردة لتركيا من أجل المال".
بعد اتفاق إدلب.. هل يعود ملف تل رفعت شمال حلب للواجهة؟
اتفاق سوتشي.. من الفائز ومن الخاسر؟
تقارب أردني تركي اقتصادي جديد.. وتفاؤل متبادل