واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصريحاته المفاجئة عن المملكة العربية السعودية، على الرغم من التقارب في العلاقة بين البلدين، وتطورها في حقبة الملك سلمان وابنه.
وتثار التساؤلات حول توقيت تصريحات لترامب اعتبرت "محرجة" للعاهل السعودي، التي تكررت أكثر من مرة، وعن تأثير تلك التصريحات على العلاقات السعودية الأمريكية.
إذ جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الثالثة خلال أسبوع مطالبته السعودية بدفع مزيد من الأموال لقاء ما يقول إنها "حماية تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة".
علاقات متينة
وفي هذا الصدد، استبعدت الأستاذة في العلاقات الدولية بجامعة واشنطن، عبير الكايد، نشوء أي أزمة دبلوماسية بين البلدين، بسبب هجوم ترامب المتكرر تجاه الملك سلمان.
إقرأ أيضا: إندبندنت: ما دلالة اختفاء خاشقجي وإهانات ترامب للسعودية؟
وأرجأت ذلك في حديثها لـ"عربي21"، بأن الولايات المتحدة والسعودية، بينهما علاقات وطيدة مبنية على المصالح المشتركة، وخاصة في الملف النفطي ودعم الاقتصاد السعودي، والاستثمارات المتبادلة بين البلدين.
واتفق المعارض السعودي، سلطان العبدلي، مع ما قالته كايد، بأنه لن تحدث أي أزمة بين البلدين، مرجئا ذلك بأن الولايات المتحدة هي من تحمي النظام، وأي اعترض عما يقوله ترامب، سيشكل تهديدا على ذلك النظام.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن "هجوم ترامب المتكرر دليل واضح على أن النظام صنيعة ومحمية أمريكية".
وأوضح أن الرئيس الأمريكي تحدث الحقيقة المخفية، فقد كان يسبق ترامب رؤساء أمريكيون دبلوماسيون، إلا أن شخصيته الواضحة وخاصة أنه ليس له بعد سياسي بل اقتصادي، كشفت ذلك، وأراد من خلالها أن يبرز ما يدور داخل الدوائر الأمريكية.
صمت سعودي
من جهتها قالت الأكاديمية والمعارضة السعودية مضاوي الرشيد، إن السعودية تستمر في دفع الثمن مقابل اعتمادها الكامل على الولايات المتحدة لضمان أمن النظام، بما في ذلك تحمل تصريحات ترامب المتكررة التي تذكر قادة المملكة بعجزهم عن حماية أنفسهم.
إقرأ أيضا: السعودية أمام إهانات ترامب.. "أذن من طين وأخرى من عجين"
وأشارت في مقال على موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، وترجمته "عربي21"، إلى أن الإهانات الأخيرة التي أطلقها ترامب، ما كان ليتلفظ بها رئيس آخر محترم تلقى تدريباً في أسلوب الخطاب الدبلوماسي الراقي حين مخاطبته شركاءه في منطقة بات أصدقاء أمريكا فيها، عملة نادرة وفصيلاً منقرضاً. واستدركت قائلة: "لكنه يعلم يقيناً أن بإمكانه توجيه أحط الشتائم دون عواقب".
وزادت بأن السعوديين يدركون جيداً عواقب سحب الولايات المتحدة لدعمها غير المشروط، تاركة المملكة من ورائها منكشفة تماماً أمام الأخطار المحدقة بها.
تذكير وتستر
وفي السياق ذاته، أشارت الكايد، إلى الدور الأمريكي والبريطاني، في نشوء دولة آل سعود، ووقوفهما إلى جانبها ضد آل الرشيد وآل السديري، مضيفة أن السعودية لا تنكر هذا الدور للولايات المتحدة، وتصريحات ترامب تأتي تعزيزا لمفهوم "أننا صنعناكم تاريخيا وقادرون على إزالتكم بأي لحظة".
وزادت بأن الرئيس الأمريكي يريد تذكير السعوديين، بأنه يتستر على ما يرتكبه النظام السعودي في اليمن، من استهدافها للمدنيين هناك، وأوصل رسالته بأننا سنبقى نتستر عليكم لذلك ادفعوا.
خطاب للجمهور الداخلي
ولفتت، إلى أن ترامب تعمد أن يعيد ذلك خلال خطاباته بالتزامن مع الانتخابات النصفية التجديدية للكونغرس الأمريكي، والهدف من ذلك أنه يريد أن يوصل للداخل الأمريكي أنه يعمل من أجل اقتصاد أمريكا، وتنميتها.
وأوضحت أن ترامب يريد ابتزاز السعودية، من خلال بيعها للسلاح الأمريكي بشكل أكبر، وهو مقبل على سنة ضريبية، ويريد أن يثبت للشعب الأمريكي أن برنامجه يتحقق، ويدخل أموالا للخزانة الأمريكية بما يدعم رؤيته التي انتخب عليها عام 2016.
إقرأ أيضا: هكذا تفاعل النشطاء مع تصريحات ترامب "المهينة" للسعودية
وتطرقت الكايد، إلى تصريحات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي قال فيها إن 99 في المئة من العلاقات الأمريكية السعودية متينة، وينقصها 1 في المئة.
تعقيب خجول
وأكدت، أن تلك التصريحات الخجولة لابن سلمان دليل أكبر على ضعف السعودية، مشيرة إلى أن الخلاف البسيط الذي يقصده ابن سلمان يتمثل بقضية معتقلي الرأي في السعودية، والتي كان آخرها اختطاف جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
وقللت الكايد، من تبرير ابن سلمان حول اتخاذ السعودية، موقفا من كندا، حيث قال إنها تدخلت في شأن داخلي سعودي، وأضافت أنه لم يتجرأ على اتهام الإدارة الأمريكية في ذلك.
من جهتها قالت الأكاديمية الرشيد: "عندما صدرت عن كندا وألمانيا والسويد والنرويج وإسبانيا وغيرها بعض الأصوات المنتقدة للقمع السعودي المحلي وللسياسات المتخبطة التي ينتهجها النظام في أرجاء المنطقة كان رد الفعل سريعاً وحاسماً، حيث تم معاقبة هذه الحكومات مباشرة".
كتّاب وإعلاميون يحللون صمت السعودية على إهانات ترامب
التواجد العسكري الأمريكي في الخليج العربي والسعودية (تفاعلي)
ما دلالات سحب الولايات المتحدة الـ"باتريوت" من دول عربية؟