بعد
صمت إسرائيلي دام قرابة أسبوع، بدأت تصدر تقارير صحفية إسرائيلية تتناول أزمة
اختفاء أو مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وتأثيرها على العلاقات السعودية
الإسرائيلية، والجهود المأمولة من تل أبيب لكبح جماح أي ضغوط أمريكية متوقعة على
الرياض.
فقد
قال سيث فرانتزمان، الكاتب بصحيفة جيروزاليم بوست، إن "اختفاء خاشقجي يعيد للأذهان
المواقف التي كان يعلنها في لقاءاته ومقالاته عن معارضته للتقارب السعودي الإسرائيلي،
وبالتالي فإن إثارة قضيته من جديد، والحديث عن مقتله أو اختطافه، قد يسفر عن تطور
سلبي بالنسبة لإسرائيل؛ لأنه قد يتسبب بتراجع الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة
للمملكة العربية السعودية، ما سيترك آثارا سلبية على تل أبيب".
وأضاف
في تقرير مطول ترجمته "عربي21" أن
"خاشقجي خلال انتقاداته السياسية الداخلية والخارجية لأداء المملكة، فقد أكثر
من معارضته للتقارير المتزايدة عن التقارب في العلاقات، والدفء الحاصل بين الرياض
وتل أبيب، ولم يتردد في القول إن الجهات المختصة في الرياض أخطأت حين سمحت لوسائل
إعلامها الرسمية بالإعراب عن دعم إسرائيل ضد الفلسطينيين".
وأوضحت
الصحيفة الإسرائيلية أن "خاشقجي كرر حديثه عن وجود حالة من عدم الرضا داخل
السعودية عن تطوير علاقاتها مع إسرائيل، رغم أن المملكة ترغب من إقامة علاقتها بإسرائيل؛ للاستفادة من قوتها المؤثرة في المنطقة؛ للعمل على إبعاد الوجود الإيراني من سوريا،
بل إن خاشقجي أعلن أن صفقة القرن التي يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى
ترويجها ستعطي السعودية اسما سيئا، كما أبدى شكوكا كبيرة في قدرة إسرائيل بصورة
جدية على مساعدة المملكة لتخليص المنطقة من النفوذ الإيراني المتزايد".
وأشارت
الصحيفة إلى أن "خاشقجي كان يردد دائما أن إسرائيل تقتل الأبرياء كل يوم في
الأراضي الفلسطينية، ولم يتوان عن القول إنه يعارض التطبيع بين إسرائيل والسعودية".
وأكد
فرانتزمان أنه "بعد خروج قضية خاشقجي إلى العلن، تخشى الأوساط السياسية في تل
أبيب أن تؤثر الشائعات عن مصيره على استمرار العلاقات مع الرياض، في حال أقدمت
واشنطن تحت تأثير الضغوط على تخفيف علاقاتها بالمملكة؛ لأنه سيترك آثاره بالتأكيد
على علاقة الرياض بتل أبيب، وهذا يعني تحديا ليس حسنا بالنسبة لإسرائيل؛ لأنه
سيأتي بنتائج عكسية إن قررت المملكة تغيير المسار".
وختم
بالقول إننا "يجب أن نذكر دائما أن زيارة ترامب الأولى إلى السعودية في أيار/
مايو 2017، ثم التوجه مباشرة إلى إسرائيل، حمل دلالات لا تخطئها العين، بأن هاتين
الدولتين هما العنصران الأساسيان لسياسته في المنطقة، واليوم إذا تغيرت الأمور فإنها
ستؤثر على إسرائيل، والسيئ فيها أنها تتزامن مع التوتر الحاصل في العلاقات بين تل
أبيب وأنقرة".
في
تقرير آخر للصحيفة الإسرائيلية ذاتها، كتب هيرب كينون، الكاتب في صحيفة جيروزاليم
بوست، مقالا معنونا بـ"خاشقجي والسؤال اليهودي"، ترجمته "عربي21".
نقل
الكاتب عن عيران ليرمان، نائب رئيس معهد القدس للدراسات الإستراتيجية، والمساعد السابق
لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أنه "ليس من مصلحة إسرائيل أن ترى وضع
السعودية يتضاءل في واشنطن، لأنه إذا حدث تطور كبير في الشرق الأوسط، فسيكون له
تأثير على إسرائيل، رغم أنها قد لا تكون لها علاقة مباشرة بحادث اختفاء أو قتل
الصحفي السعودي".
وأضاف
أن "المنظمات اليهودية العاملة في واشنطن قد تعمل في ممارسة نفوذها على
الإدارة الأمريكية؛ للتخفيف من أي ضغوط قد تمارس على الرياض؛ لأن الإسرائيليين
يعلمون أن نفوذ الرياض في البيت الأبيض ليس هو ذاته في الكونغرس، حيث تتزايد
الانتقادات ضدها، ما يجعل الرياض تتوقع من تل أبيب مساعدتها في ذلك".
أما
دوري غولد، رئيس معهد القدس للشؤون العامة، والمدير العام السابق لوزارة الخارجية،
وأحد مساعدي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فإنه "يمكن استخدام
هذه المشكلة من قبل الإيرانيين لدق إسفين بين الغرب والسعودية، وهذا سيئ بالنسبة
لإسرائيل؛ لأن كل ما من شأنه تعزيز موقف إيران في الشرق الأوسط سيئ لإسرائيل، والقناعة
المتوفرة في تل أبيب تقول إن السعودية الضعيفة تعني إيران القوية، فضلا عن تعزيز قوة
تركيا".
وأوضح
أن "التعاون القائم بين الرياض وتل أبيب قد يتضرر بسبب هذه الحادثة؛ لأن رئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو يلمح للاستفادة من علاقته بالسعوديين في الضغط على
الفلسطينيين لإظهار مرونة في المفاوضات معهم، لكن نشوب خلاف ما بين الرياض
وواشنطن حول خاشقجي قد يترك آثاره السلبية على هذا الطموح الإسرائيلي".
وختم
بالقول إن "وجود دور سعودي ذي أهمية كبيرة في واشنطن يصب في جوهر المصلحة الإسرائيلية،
فالرياض لعبت خلف الكواليس جهودا كبيرة في انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لإيران
مع القوى العظمى".
الكشف عن تفاصيل رسالة قطرية لنتنياهو سبقت مجزرة غزة
صحيفة: السلطة الفلسطينية تستعد لليوم التالي لعباس
هآرتس: هل تفرض موسكو قيودا على قصف إسرائيل بسوريا؟