طرحت تصريحات المتحدث باسم اللواء الليبي، خليفة
حفتر حول تنسيق بين قواتهم وبين دولة "
تشاد" للقيام بعمليات عسكرية في الجنوب الليبي، عدة تساؤلات حول دلالة ذلك، وما إذا كانت هناك صفقة بين الطرفين لتمكين الجنرال الليبي من المنطقة الجنوبية.
وأكد المتحدث باسم قوات "حفتر"، أحمد المسماري أن "قواتهم قامت بالتنسيق مع دولتي تشاد والنيجر للقيام بعمليات عسكرية ضد الجماعات المعارضة في جنوب البلاد"، مشيراً إلى أن "العمليات بدأت بتطهير الجنوب من قبضة العصابات الإجرامية"، بحسب وصفه.
دلالة التنسيق
وقام "حفتر" في غضون أقل من شهرين بزيارتين غير معلنتين إلى دولة "تشاد" التقى خلالهما رئيس البلاد، إدريس ديبي، دون ذكر تفاصيل هذه الزيارات.
وأثار هذا التقارب الجديد بين "حفتر" وعدوه السابق "إدريس ديبي"، استفسارات حول: سر هذا التقارب حاليا؟ وهل أبرم "حفتر" صفقة "سرية" مع تشاد من أجل تمكينه من الجنوب الليبي؟ وأين حكومة الوفاق من هذه التحركات؟
صراع واستغلال "المرتزقة"
من جهته، رأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "الصراع في الجنوب مثله مثل الصراع في كل بقعة من
ليبيا هو صراع بين أطراف النزاع على الثروة والنفوذ في ليبيا، ولن يهدأ ما لم يتم التوصل إلى وفاق ترضى عنه كل الأطراف".
وأوضح في تصريحات لـ"
عربي21" أنه "لم يعد سرا أن كل الأطراف استغلت العصابات هناك كـ"مرتزقة" للقتال بجانبها ضد الطرف الثاني، أما بخصوص حكومة الوفاق فإن أجندتها هناك غير واضحة وموقفها غير حاسم رغم وجود أنباء عن نية التحرك لطرد هذه القوات المتعدية على السيادة الليبية"، حسب رأيه.
"حفتر" و"ديبي" و"فرنسا"
وقال الناشط من الجنوب الليبي والمتابع للأحداث هناك، إسماعيل بازنكة إنه "يجب أن يوضح "المسماري" من هي العصابات الإجرامية التي يقصدها، فإذا كان يقصد المعارضة المسلحة فهم موجودون في مناطق واقعة تحت نفوذهم فلماذا لم يتم محاربتهم وطردهم".
وأضاف في تصريحه لـ"
عربي21": "أما إن كان يقصد المجموعات الإجرامية الممولة والمدعومة من جهات بالدولة الليبية ومن شخصيات سياسية وعسكرية، فهؤلاء تم طردهم وتشتيتهم وفشلت مخططاتهم ونحن كأبناء الجنوب نعلم من وراءهم ومن يدعمهم ومن أين لهم المدرعات"، بحسب معلوماته.
وتابع: "وفيما يخص تنسيق "حفتر" مع تشاد والنيجر، فكان الأولى لهم كسب قبائل المناطق الحدودية قبل التوجه للخارج، وهدف هذا التنسيق هو التضييق على قبائل التبو هناك، أما فرنسا فهي حاضرة عبر وجود "تشاد" و"حفتر"، وحكومة "الوفاق" لا تملك أدنى تشخيص عن الجنوب،وحفتر يسبقها بخطوات"، كما قال.
صفقة عسكرية
لكن الباحث والمحلل السوداني، عباس صالح أكد "وجود صفقة بين "حفتر" ودولة "تشاد"، كون التحرك ضد المجموعات المسلحة في مناطق الجنوب الليبي هو مصلحة مشتركة تخدم أهداف الطرفين، أما حكومة الوفاق فهي الطرف الغائب والخاسر خاصة إن تمكن "حفتر" من توسيع نفوذه العسكري ليشمل الجنوب".
وأشار إلى أن "فرنسا حاضرة وربما تكون جزءا من هذا التحرك، حيث ظلت الاستخبارات الفرنسية منذ سقوط نظام القذافي تستخدم مجموعات محلية عابرة للحدود من ليبيا والنيجر للتصدي لعبور "الجهاديين"، وبالتالي ستدعم هذا التحرك لأنه سيخدم أهدافها هناك"، كما صرح لـ"
عربي21".
لن يسيطر أحد
الصحفي الليبي، عبدالله الكبير رأى من جانبه؛ أن "الأمر ليس تنسيقا بقدر ما هو طمأنة كل من تشاد والنيجر وربما لاحقا السودان بأن "حفتر" سينهي تعاونه مع الفصائل المعارضة التي سبق له الاستعانة بها في حروبه داخل ليبيا".
وأضاف لـ"
عربي21": "نستطيع أن نترجم التنسيق هنا بوعد عدم استخدام هذه الفصائل ضد بلدانها، وفرنسا تتابع تطورات الجنوب عن كثب بحكم تواجدها في تشاد والنيجر عسكريا واستخباراتيا، أما الحكومة الليبية فهي غير بعيدة عن الجنوب، فلديها أطراف موالية لها هناك"، وفق كلامه.
وتابع: "لكن نظرا لتعدد الولاءات وكبر المساحة جغرافيا سيكون من الصعب على طرف واحد أن يضمن السيطرة الكاملة على الجنوب الليبي"، حسب تصوره.