نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن استياء القبائل السعودية التي ينضم أبناؤها إلى الحرس الوطني، من اضطهاد محمد بن سلمان لها، على الرغم من دورهم الفعال في دعم النظام في المملكة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الملك سلمان الذي أوكل العديد من شؤون المملكة لابنه وولي عهده محمد بن سلمان، أجبر على مباشرة شؤون السلطة من جديد لحل النزاعات التي تهدد سلامة المملكة.
وأكدت الصحيفة أن استياء القبائل التي يعد أبناؤها من عناصر الحرس الوطني، تعد من بين أسباب هذه النزاعات.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه القبائل تعتبر من أبرز داعمي النظام الحاكم في المملكة، التي بدأت تستاء من ممارسات محمد بن سلمان ضدهم.
فقد حرم مشايخ قبائل كل من مُطير، عُتيبة، غامد، عدوان، بني عوف، بني هاجر، بني هلال، من امتيازاتهم المُعتادة ناهيك عن تعرضهم للاعتقال.
ولهذا السبب، اشتكى مشايخ القبائل للعاهل السعودي بعد حرمانهم من امتيازاتهم، حيث تكفل بالنظر في الأمر بنفسه والعمل على حل المشكلة.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إخماد اضطرابات واسعة اجتاحت البلاد، علما وأن هذه القبائل هي المسؤولة عن هذه الاضطرابات نظرا لنفوذها الواسع الذي تحظى به داخل المملكة، الذي حاول محمد بن سلمان وضع حد له.
اقرا أيضا : نيويورك تايمز: لماذا يجب على الملك سلمان استبدال ابنه؟
وأضافت الصحيفة أن الجيش الأبيض أو البدو الذي يُعرف في الوقت الراهن باسم الحرس الوطني، لعب دورا مهما في توحيد المملكة العربية السعودية، ودعم الملك السعودي المؤسس للمملكة.
ومنذ ذلك الوقت، يقوم الحرس الوطني بمهام حماية العائلة المالكة وكبار المسؤولين، إلى جانب حراسة المباني الحكومية فضلا عن الحفاظ على النظام أثناء الحج إلى الأماكن المقدسة.
ومن المهام الأخرى التي يضطلع بها الحرس الوطني، حراسة حدود المملكة ومحاربة "الإرهاب" بالإضافة إلى قمع الاضطرابات.
وأفادت الصحيفة أنه بعد إصلاح الجيش سنة 1954 في عهد الملك عبد العزيز لم تعد هذه المنظمة تابعة لوزارة الدفاع السعودية. وخلال سنة 2013، أمر الملك عبد الله بإنشاء وزارة لهذه المنظمة العسكرية، وكانت آنذاك تحت إمرة الأمير متعب بن عبد الله.
بعد وصول الملك سلمان إلى السلطة خاصة مع تولي محمد بن سلمان منصب ولاية العهد، بدأت المشاكل، إذ اعتبر محمد بن سلمان الأمير مُتعب بن عبد الله واحدا من أبرز المنافسين له على العرش، علما وأن الأمير متعب يعتبر شخصية سياسية قادرة على توحيد جزء كبير من النخبة السعودية غير الراضية عن ترتيب ولاية العهد فضلا عن السياسة التي ينتهجها ولي العهد والتي تحظى بدعم الملك.
وبناء على ذلك، من الواضح أن الحرس الوطني هو المؤسسة الوحيدة التي تُشكل خطرا حقيقيا على ولي العهد الذي بقي قاب قوسين أو أدنى من اعتلاء العرش.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في نهاية سنة 2017، تم إلقاء القبض على الأمير متعب إلى جانب المئات من الأمراء الآخرين وكبار رجال الأعمال والمسؤولين كجزء من حملة "مكافحة الفساد" التي قادها بن سلمان.
اقرأ أيضا : التايمز: هكذا هزت "فضيحة" خاشقجي "بيت آل سعود"
وبهذه الطريقة، أفسح ولي العهد لنفسه المجال وتحرر من كل معارضيه. وبناء على ذلك، استنكر زعماء القبائل المؤيدين للأمير متعب إقالته من منصبه، وتعيين خالد بن عبد العزيز بن عياف آل مقرن مكانه.
وأوضحت الصحيفة أن الحرس الوطني يعتبر قوة عسكرية مؤثرة، إذ يضم حوالي 110 آلاف شخص، بالإضافة إلى التدريبات وقوة التسليح، مما يجعله قادرا على تنفيذ مهمات عديدة سواء في الظروف العادية أو الاستثنائية.
ومن ناحية أخرى، يعتبر الحرس الوطني قادرا على تنفيذ الانقلابات بالإضافة إلى قمع أعمال الشغب.
وعلى العموم، أظهر الحرس الوطني السعودي قدراته العالية خلال العديد المناسبات. فعلى سبيل المثال، قاد الحرس الوطني عملية "عاصفة الصحراء" وقمع الانتفاضات الشعبية في البحرين.
ومع بداية الحرب في اليمن في آذار/ مارس سنة 2015، تم نشر الحرس الوطني على الحدود مع اليمن للحفاظ على أمن المملكة.
ونوّهت الصحيفة بالتجهيزات التي يحظى بها الجيش حيث يعد مُجهزا بمعدات ثقيلة مصممة للقيام بالعمليات الهجومية والدفاعية.
وعلى الرغم من ذلك، أفسد ولي العهد علاقته مع العديد من ضباط الجيش الذين اعتبروا أنه لا فائدة من الحرب في اليمن، بالإضافة إلى تأكيدهم على تبعاتها السلبية على المملكة.
وأوردت الصحيفة أن العديد من ممثلي النخبة السياسية السعودية، وخاصة أولئك الذين تم احتجازهم في فندق الريتز كارلتون، غادروا المملكة، نحو لندن.
ووفقا للشائعات، انتقل الأمير متعب إلى هناك أيضا، حيث يظل على اتصال بالمعارضين للنظام السعودي.
وعلى الرغم من سيطرة أمن الدولة السعودي على الحرس الوطني، إلا أنه من غير المستبعد أن يساهم استياء القبائل السعودية في التأثير على الحرس الوطني، ما قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات قد تهز أمن المملكة العربية السعودية.
اقرا أيضا : صندي تايمز: من هم أعداء ابن سلمان في السعودية؟
وأفادت الصحيفة أن هذه الظروف ساهمت في تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر. فمنذ سنة 2016 إلى الوقت الحالي، انخفضت قيمة الاستثمارات من 7.5 إلى 1.4 مليار دولار، مما يعرقل تنفيذ العديد من المشاريع بما في ذلك برنامج "رؤية 2030".
كما يُعتبر مقتل خاشقجي ضربة جديدة لصورة المملكة، على الرغم من أن تأثيرها يصل إلى حجم توقعات الكثيرين، خاصة وأن منتدى "دافوس الصحراء" شهد إقبالا جيدا على عكس ما توقع العديد من الخبراء.
نيويوركر: مديرة في "رايتس ووتش" تعتبر ابن سلمان مثل القذافي
الغارديان: تركيا تزيد الضغط على السعودية بشأن خاشقجي
إنترسيبت: هذا ما قاله خاشقجي عن مناخ الخوف السعودي