أثار الهجوم الذي نفذته عناصر يشتبه بانتمائها لمقاتلي "داعش"
في منطقة الجفرة (وسط ليبيا)، تساؤلات وردود فعل غاضبة محليا ودوليا، وسط تكهنات عن
تنسيق ومحاولات سيطرة من قبل التنظيم وجماعات تشادية على الجنوب الليبي.
وأسفر الهجوم المفاجئ، الذي صاحبه عمليات تصفية ميدانية واختطاف لرجال
الشرطة، عن مقتل 4، وجرح آخرين، واختطاف 10 ما بين مواطنين وعسكريين.
تصفية واختطاف
وقامت عدة سيارات عسكرية ودفع رباعي بمهاجمة مقرات الحكومة هناك ومركز
الشرطة، وتم حرقها واختطاف من فيها، ثم اعتقال مواطنين، وتصفية بعضهم في الشارع، وقطع
الاتصالات الهاتفية عن المنطقة بأكملها.
وقال عضو البرلمان عن منطقة الجفرة الليبية، إسماعيل الشريف، إن
"التنظيم شن حملة اعتقالات وخطف واسعة للمواطنين في واحة الفقها بالجفرة، وإن
هذا الهجوم جاء ردة فعل على عملية القبض على القياديين في التنظيم، جمعة القرقعي وعلي
الفيتوري، اللذين قبض عليهما بالقرب من المنطقة".
وأعلن تنظيم "داعش" رسميا تبنيه ومسؤوليته عن الهجوم الذي وقع
فجر الاثنين، في بيان نشرته وكالة أنباء أعماق التابعة له.
إدانة وردود غاضبة
ولاقى الهجوم ردود فعل غاضبة محليا ودوليا، فقد أدان كل من حكومة الوفاق
ومجلس الدولة والبرلمان الليبي العملية، مطالبين بسرعة التحقيق، وضبط الجناة، وتقديمهم
للمحاكمة العاجلة.
كما أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشدة الاعتداء الدامي، مطالبة
بسرعة الإفراج عن المخطوفين، وعودتهم إلى أسرهم بشكل آمن، داعية الجميع بالكف فورا عن استهداف المدنيين والأهداف المدنية امتثالا للقانون الإنساني الدولي، وفق بيان وصل
"عربي21" نسخة منه.
وطرح الهجوم عدة تساؤلات، من قبيل: كيف وصل التنظيم إلى قلب وجنوب البلاد؟
وهل يسعى التنظيم إلى التنسيق مع المجموعات التشادية المعارضة في الجنوب لتشكيل
"لوبي" عسكري للسيطرة على البلاد؟
أين "حفتر" وقواته؟
من جهته، قال عضو مجلس الدولة الليبي، إبراهيم صهد، إنه "من المعروف
أن حفتر هو من يسيطر على المنطقة هناك من خلال مرتزقة من تشاد ومن عصابات العدل والمساواة
السودانية، وحسب المعلومات فإن عصابات "داعش" لم تواجه إلا من قبل السكان
وعدد قليل من رجال الشرطة، فأين حفتر؟".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "لو راجعنا تحركات
"داعش" في ليبيا لوجدنا أنها طردت من مدن: درنة وبنغازي وسرت على أيدي الأهالي
وقوات البنيان المرصوص، في حين لم تتعرض قوات حفتر لهذه العصابات أو ترصدها، بل ربما
ساهمت في تهريبها"، وفق كلامه.
وتابع: "عناصر "داعش" ليسوا جميعهم ليبيين، وإنما هم من
دول مختلفة، وللأسف فإن عدم إحكام السيطرة على الحدود الليبية ومنافذها ييسر تغلغل
هؤلاء، وما حدث في بلدة الفقهاء بالجفرة تطور خطير"، حسب وصفه.
"تحركات غامضة"
في حين، أكد الصحفي من الغرب الليبي، عبدالله الكبير، أن "تحركات
"داعش" في الجنوب غامضة لضعف أو عدم وجود أجهزة أمنية ومخابراتية ليبية قادرة
على رصد تحركاته، واستغل التنظيم هذا الفراغ وهاجم بشكل مفاجئ".
وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أنه "من الوارد تعاون
"داعش" مع العصابات التشادية في التهريب والخطف وغيرها من النشاطات الإجرامية،
ولكنها كشفت وفضحت الادعاءات الصادرة عن معسكر حفتر بسيطرتهم على أغلب الأراضي الليبية"،
حسب كلامه.
وتساءل الكبير: أين طائرات الرصد الأمريكية والفرنسية التي تزعم أنها
تطارد وتراقب عناصر التنظيم في جنوب ليبيا ومنطقة الساحل؟"، كما قال.
اختراق وقله إمكانيات
لكن الناشط السياسي الليبي، فتح الله غيضان الفرجاني، أوضح أن "أغلب
مدن الجنوب مخترقة بسبب قلة إمكانيات القوات المسلحة هناك، أما "داعش" فهي
موجودة، وتنتقل في الجنوب، وتتحرك من بين منطقة "المكمكم"، وهي منطقة جبلية
صعبة التضاريس، ولهم معسكرات تدريب بالقرب من جبال الهروج، لهذا كان من السهل الوصول
للجفرة".
وأكد لـ"عربي21" أن "هذا الهجوم جاء ردة فعل بعد القبض
على أبرز أمراء "داعش" في منطقة النوفلية، "الإرهابي" جمعة مسعود
النوفلي، من حوالي أسبوع من قبل كتيبة 128 التابعة للقيادة العامة، والتي تطارد حتى الآن
بعض الفارين من "الدواعش" تجاه جبال الهروج"، حسب معلوماته.
خطط عسكرية مستقبلية
وكشف الناشط المقرب من القيادة العامة (حفتر)، أن "المشير"
حفتر ناقش خلال زيارته الأخيرة لتشاد تداعيات الجنوب مع الرئيس إدريس ديبي، وأنه تم
الاتفاق علي تعزيز الجهود في محاربة المعارضة والتنظيمات الإرهابية التي تشكل خطرا
على البلدين، وأنه تم الاتفاق على عدة خطط
عسكرية مستقبلية".
وتابع: "هناك تحالف بين المعارضة التشادية والتنظيمات المتطرفة، ومنها
"داعش"، الذي يتحرك بين جبال الهروج بجانب المعارضة التشادية المدعومة من
زعيمهم "تيمان ارديمي"، والهدف هو إحداث بلبلة دائمة، وإشغال القوات المسلحة
في حربها بالشمال ضد هذه التيارات المتطرفة"، حسب زعمه.
حفتر يزور القاهرة قريبا.. ما علاقة تسليم "عشماوي"؟
لماذا طالب أبو الغيط بعقوبات دولية على معرقلي الحل في ليبيا؟
السيسي" يطالب بـ"عشماوي".. هل سيستجيب "حفتر"؟