لأول مرة، تستضيف
مصر
فعاليات التدريب المشترك " درع العرب -1 " والذي ينفذ بقاعدة محمد نجيب
العسكرية، ومناطق التدريبات الجوية والبحرية المشتركة بنطاق البحر المتوسط، في الفترة
من 3 إلى 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وفق بيان القوات المسلحة المصرية.
وأضاف البيان أن
التدريب تشارك فيه "عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية وقوات الدفاع
الجوي والقوات الخاصة لكلاً من مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن،
كما تشارك كل من (المغرب، لبنان) بصفة
مراقب.
وأوضح البيان أن
التدريب "درع العرب -1" يأتي في إطار خطة التدريبات المشتركة التي
تنفذها القوات المسلحة المصرية مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة؛ لتنمية
العلاقات العسكرية، ومواجهه التحديات المشتركة، ودعم جهود الأمن والاستقرار
بالمنطقة.
ناتو عربي
إلا أن محللين
وسياسيين ربطوا في تصريحات لـ"
عربي21" بين تلك التدريبات، الأولى من
نوعها، وبين مساعٍ أمريكية لتشكيل تحالف عسكري جديد بالمنطقة يضم تلك الدول في
مواجهة إيران، الجار اللدود لدول الخليج العربي.
وفي تموز/ يوليو
الماضي، قال مسؤولون أمريكيون وعرب إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمضي
قدما خفية في مساع لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول الخليج العربية ومصر
والأردن بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة، أو نسخة عربية من حلف شمال
الأطلسي أو "ناتو عربي" للحلفاء المسلمين السنة.
ونقلت وكالة رويترز عن
أربعة مصادر لم تسمها أن البيت الأبيض يريد تعزيز التعاون مع تلك البلدان بخصوص
الدفاع الصاروخي، والتدريب العسكري، ومكافحة الإرهاب، وقضايا أخرى مثل دعم
العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية.
ذراع أمريكا
وفي هذا الصدد، قال
عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب السابق، أسامة سليمان،
لـ"
عربي21": إن "هذا التحالف تم الترتيب له في قمة الرياض2017
بحضور ترامب، والموعد المحدد لتدشين هذا الناتو في أمريكا في يناير 2019"،
مؤكدا أن "هذا التحالف ضد إيران ليكون ذراع أمريكا التي لتنفيذ قراراتها
وسياساتها".
وأوضح أن "الهدف
الثاني من هذا التحالف هو حماية الأنظمة العربية من أية محاولات انقلاب داخلية، أو
ثورات ضد حكامها، خاصة أن العديد من تلك الدول ليست بها أي أنظمة ديمقراطية"،
محذرا في الوقت نفسه "من تورطها في حروب إقليمية بالوكالة، ليعاد تقسيم
المنطقة من جديد وتوزيع مواردها مرة أخرى، وأن وجودها سيؤجج التوتر في المنطقة على
عكس ما يقال بأنه سيحفظ أمنها واستقرارها".
ورأى أن التقارب
العربي الأمريكي يأتي "لمساعدة ترامب في محنته الداخلية والخارجية، وأحسب أنه
أمر من ترامب لهم، فالاتحاد الأوروبي وروسيا والصين غير راضين عن السياسة الخارجية
له، فالرد عليهم كان بإقامة قوة تابعة تبعية كاملة للأمريكان".
واستدرك سليمان بالقول: "أرحب بهذا التحالف لو أن إسرائيل ليست جزءا منه، وليست واشنطن هي الداعية
له، وموجه للعدو الإسرائيلي، أما أن يكون تابعا للأمريكان ويتلقى أوامره منهم،
ويستخدم لقمع الشعوب، والحفاظ على الأنظمة الاستبدادية فذلك هو مكمن الخطر من
وجوده".
تحالف في الاتجاه
الخاطئ
لم يستبعد السياسي
المصري، أحمد رامي الحوفي، أن تكون هذه التدريبات هي إرهاصات لما يسمى الناتو
العربي الجديد، قائلا: "غير بعيد أن تكون هذه استعدادات لما تحضر له الإدارة
الأمريكية باسم الناتو العربي، بهدف خدمة مصالحها في المقام الأول".
وحذر في تصريحات
لـ"
عربي21" من أن مثل هذا التحالف "يهدف إلى استنزاف طاقات الشعوب
العربية في حروب أو صراعات في الاتجاه الخطأ، (في إشارة إلى إيران) التي تسعى دول
خليجية عدة لتغيير النظام بها".
واستهجن غياب التنسيق
العربي إلا في مجالات الدفاع والأمن، قائلا: "التنسيق بين أنظمة حكم هذه
الدول غائب إلا ما كان منه لحفظ وجود أنظمة الحكم، فالتعاون مستمر بين وزراء
الداخلية والدفاع في هذه الدول، ومتوقف أو منعدم في باقي المجالات".
ورأى الحوفي أن
"عدو أنظمة الحكم في الدول العربية الذي تستنفر من أجله ليس عدو شعوبها إنما
عدو أنظمتها، بل وإن بعض أنظمة الحكم تتخذ من شعوبها أو قطاعات واسعة منها أعداء
لها"، لافتا إلى أن "جيوشها تتلقى تدريبها وسلاحها، وتُرْسَم لها
سياستها وأهدافها في الغرب، وفي أمريكا تحديدا".