لأول مرة منذ 8 سنوات، انتزع الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب الأمريكي من الجمهوريين خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وحافظ الجمهوريون على أغلبيتهم بمجلس الشيوخ.
وينظر إلى هذه الانتخابات، التي جاءت في منتصف ولاية دونالد ترامب، على أنها استفتاء على رئاسته وسياساته، التي تنتهي في 2020.
ويرى مراقبون ومحللون، في تصريحات لـ"عربي21"، أن خسارة ترامب للأغلبية في البرلمان ستمكن الديمقراطيين من كبح جماح ترامب في بعض الملفات، خاصة الخارجية.
ورأوا أن العديد من دول الشرق الأوسط، مثل مصر، تشارك الجمهوريين الشعور بالأسى بعد خسارته لأغلبيتهم في النواب، إذ كان ترامب يوفر لهم دعما غير محدود على حساب ملف حقوق الإنسان الذي تغاضى عنه طيلة منتصف ولايته الأولى.
اقرأ أيضا: الغارديان: هل أنهت انتخابات 2018 النصفية سلطة ترامب؟
استعادة الخط الديمقراطي
وبشأن كيف سيؤثر فوز الديمقراطيين على مواقف ترامب من نظام عبدالفتاح السيسي الحاكم، قالت أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الأمريكية، سارة العطيفي، لـ"عربي21": علينا أن نفهم أولا صلاحيات الكونجرس ومدى تأثيره على الرئيس، أولا التصويت على الميزانية، ثانيا، إقرار مشاريع القوانين، وأخيرا توجيه الاتهامات من أجل نزع الثقة عن الرئيس".
مضيفة أن "هذا ما يهمنا فقد أصبح الرئيس في قفص الديمقراطيين، وسوف يعطلون قراراته، ويحاصرونه من كل الاتجاهات، منها ما يتعلق بالشرق الأوسط، ولكن علينا أن نفهم أن سياسة الولايات المتحدة قائمة على المصالح بغض النظر عن من هو الرئيس، ولكن كان هناك دائما خط معتدل بالنسبة لحقوق الإنسان الذي محاه ترامب ونأمل بعودته مع الديمقراطيين".
وعولت العطيفي على فوز سيدتين عربيتين مسلمتين بانتخابات الكونغرس، قائلة: "بوجودهما سوف تتغير نظرة المجتمع الأمريكي، ونأمل العمل معهما في الملف الحقوقي المصري، وانتهاكات النظام الانقلابي"، مشيرة إلى أن "على السيسي وعصابته أن يقلقوا؛ لأن إذا تم عزل ترامب فالسياسة سوف تتغير ونحن نعلم مدى عدم قبول الديمقراطيين للسيسي".
وفازت الديمقراطيتان المسلمتان من أصول عربية رشيدة طليب وإلهان عمر بمقعدين في الكونغرس عن ولايتي ميتشغان ومينيسوتا.
وأكدت العطيفي أن المعارضة المصرية في أمريكا "سوف تستفيد كثيرا من إزاحة الجمهوريين، وتقييد ترامب وسياسته الخارجية؛ لأن علاقتنا بالديمقراطيين جيدة جدا، وأعطيناهم أصواتنا، ولدينا عضويتان عربيتان مسلمتان بالكونجرس، سوف نثير معهما ملف انتهاكات حقوق الإنسان بمصر، والاعتقالات والاختفاء القسري، وغيرها".
سياسة أمريكا واحدة
وقلل عضو اللجنة الاستشارية للحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي سابقا، أحمد صوان، من تأثير خسارة الجمهوريين لأغلبية مجلس النواب على سياسة ترامب الخارجية تجاه مصر، قائلا: "لن تتغير سياسة أمريكا تجاه مصر بخسارة هذا أو فوز ذاك".
وأوضح لـ"عربي21": أن "نجاح الديمقراطيين سيؤثر على صفقة القرن، ولكنه لن يؤثر على علاقة أمريكا بمصر، كما أن علاقة النظام المصري جيدة سواء بالديمقراطيين أو الجمهوريين"، لافتا إلى أن "نجاح الديمقراطيين سيؤثر على وجود ترامب نفسه، وعلى قوته، فغالبية الديمقراطيين يريدون إقالة ترامب، ولحسن الحظ أنهم لم يحصلوا على غرفتي الكونغرس".
وبشأن المساعدات الأمريكية لمصر التي تصرف بناء على سجلها الحقوقي، أكد أن "المساعدات لن تتأثر؛ لأن مصر حليف استراتيجي لأمريكا في المنطقة"، مستبعدا في الوقت ذاته أن "يثير الديمقراطيون ملفات حقوق الإنسان في مصر في وجه ترامب للتأثير عليه".
وتوقع أن يتمكن الديمقراطيون من محاصرة ترامب، قائلا: "ربما لن يستطيع ترامب استكمال مدته الرئاسية التي تستمر لأربع سنوات، ومضى منها نصفها حتى الآن، فهناك العديد من الملفات الداخلية التي سوف تثار أمام ترامب، وستقيد تحركاته، ولن يبقى له الكثير من الوقت لاستكمال معاركه أو ملفاته الخارجية".
هكذا ستتأثر السعودية بنتائج انتخابات أمريكا النصفية
محللون أتراك يقرأون علاقة أمريكا مع الرياض بعد مقتل خاشقجي
للمرة الخامسة.. ترامب يبتز السعودية والنشطاء يعلقون