طرحت مقاطعة حزب "نداء تونس"، لجلسة منح الثقة لحكومة يوسف الشاهد، ودعوته وزراءه للانسحاب الفوري من الحكومة، تساؤلات حول تموقعه في المشهد السياسي والحزبي، وإن كان قد تحول فعليا لصف المعارضة، بعد حصول الحكومة رسميا على ثقة البرلمان.
وثمنت كتلة نداء تونس في بيان الثلاثاء، ما وصفته بـ"الانضباط الحزبي" لنوابها من خلال التزامهم بمقاطعة جلسة التصويت، لكنها أعلنت بالمقابل عن إقالة 5 نواب آخرين، بسبب تمردهم على قرار الكتلة والتصويت لصالح حكومة الشاهد.
وقال رئيس كتلة نداء تونس في البرلمان، سفيان طوبال، لـ"عربي21" إن "الحزب سيضطلع بدوره الرقابي تجاه حكومة الشاهد، وسيعارض ما يراها غير منسجم مع مصلحة الدولة"، مستبعدا انضمامهم رسميا لشق المعارضة.
اقرأ أيضا: برلمان تونس يصادق على التعديل الوزاري الذي اقترحه الشاهد
وتابع: "السلطة التنفيذية لها شقان، شق في رئاسة الحكومة، وشق في رئاسة الجمهورية، بالتالي من الصعب أن نضطلع رسميا بدور الأحزاب المعارضة، لكن مساندتنا للحكومة ستكون مشروطة بحسب تقديراتنا".
واعتبر طوبال أن خروج نداء تونس من الحكومة بعد أن كان مكونا رئيسيا فيها، لن يؤثر على مكانة الحزب في الساحة الحزبية "والذي انطلق خلال بداية تأسيسه كحزب معارض ثم انتقل رويدا إلى الحكم" حسب قوله.
وكان نداء تونس قد دعا في بيان، بتاريخ 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، وزراءه في حكومة الشاهد المنتمين للحزب إلى الانسحاب فورا أو اعتبارهم مستقلين آليا، بحجة أن الحكومة باتت "نهضوية"، لكن لم تلق دعوتهم أي تجاوب حتى اللحظة.
وقال طوبال، في هذا الصدد، إن الحزب سيقرر مصير هؤلاء الوزراء في جلسة ستعقد غدا، غير مستبعد إقالتهم من الحزب بحال لم ينسحبوا من الحكومة.
وكانت حركة النهضة التي صوتت بالإجماع على منح الثقة لأعضاء حكومة الشاهد، قد أعربت عن أسفها لموقف نداء تونس الذي امتنع عن التصويت.
وأكدت في بيان أن قرارها "لن يؤثر في رغبة حركة النهضة في الحفاظ على علاقات تعاون وتوافق مع النداء، ولا يستنقص البتة من دور حركة نداء تونس المحوري في المشهد السياسي حاضرا ومُستقبلا".
وقال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري لـ"عربي21" إن النهضة لا تزال تبحث عن توضيح حقيقي لقرار مقاطعة كتلة نداء تونس لجلسة التصويت على حكومة الشاهد، بعيدا عن السبب المعلن والمتعلق بتواصل نشاط هيئة الحقيقة والكرامة.
وأشارت إلى أن "النهضة" لا تزال تعول على تغليب "نداء تونس" المصلحة العليا للدولة وللشعب، في سبيل ضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
اقرأ أيضا: الشاهد: هناك أشخاص يثيرون الفتنة بيننا وبين الرئيس السبسي
ورأى الإعلامي والمحلل السياسي محمد بوعود أن نداء تونس لم يخف منذ أيام تموقعه في صف المعارضة بشكل ضمني، وبأن هذا الموقف تجلى بوضوح من خلال إعلان الكتلة البرلمانية مقاطعتها رسميا جلسة التصويت على الحكومة.
وفي المقابل صرح بوعود، في حديثه لـ"عربي21" أن نداء تونس لا يزال في موقف محرج بعد رفض وزراءه في الحكومة الانسحاب، وفي نفس الوقت لم يتخذ الحزب أي إجراء تأديبي أو عقابي تجاههم كما وعد سابقا.
وتابع: "نداء تونس اليوم في أسوء أحواله، و يدور في حلقة مفرغة فلا هو حزب حاكم و لا هو حزب معارض، ولا أعتقد أنه قادر على إحداث الفارق في المستقبل".
وتوقع محدثنا أن تتواصل هجرة نواب الكتلة البرلمانية لنداء تونس نحو كتلة "الائتلاف الوطني" الداعمة لحكومة يوسف الشاهد.
استكمالا لحكومة العراق.. الجبوري للدفاع والفياض للداخلية
نداء تونس يدعو وزراءه لمغادرة حكومة الشاهد ويهاجم النهضة
عبد المهدي يرد على منتقديه بشأن إهمال "البوابة الإلكترونية"