تحدثت صحيفة إسرائيلية اليوم، عن الحروب القديمة والحالية التي اجتاحت دولة اليمن، كاشفة عن لعب "إسرائيل" دورا عسكريا مركزيا في الحروب الأهلية باليمن.
وفي نظرة تاريخية للحروب الأهلية التي شهدتها اليمن أوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير أعده الكاتب يوغف الباز، أنه في 26 أيلول/ سبتمبر 1962 نفذت زمرة عسكرية انقلابا ضد الإمام الزيدي محمد البدر، وأعلنوا عن إقامة الجمهورية العربية اليمنية، وتبين فيما بعد أن الإمام نجح في الهرب وجمع حوله جيشا من القبائل المخلصة له وهدد وجود الجمهورية الشابة، وهو ما دفع تلك الزمرة لطلب مساعدة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي بدروه قام بإرسال عدة كتائب مختارة من المشاة إلى اليمن.
ولفتت الصحيفة، أن "تدخل مصر في اليمن تسبب بخوف شديد لدول عربية مثل السعودية والأردن، ودول غربية لها مصالح في المنطقة، لا سيما بريطانيا التي سيطرت على عدن"، موضحة أن "الخوف من الناصرية دفع تلك الدول لدعم الإمام".
وفي حين، "ساعدت السعودية والأردن جيش الزيدي بصورة مكشوفة نسبيا، اتبعت بريطانيا سياسة ضبابية مقصودة، واستعانت بخدمات شركة مرتزقة بملكية الكولونيل ديفيد سترلينغ، مؤسس وحدة النخبة في بريطانيا "اس.إي.اس" كي تستطيع بريطانيا الرسمية نفي أي تدخل لها في اليمن"، وفق الصحيفة.
ونوهت أن تدخل بريطانيا "عادل ميزان القوى الذي مال في البداية لمصر، وتورطت القاهرة وزادت بعثتها العسكرية حتى 60 ألف جندي، ولم تتمكن من حسم المعركة، لذا توقفت في آذار 1963 عن الهجوم"، كاشفا أن "بريطانيا توجهت لإسرائيل للمساعدة في تموين مؤيدو الإمام (عبر المظلات) المتحصنين في جيوب جبلية دون أي منفذ بحري، وإسرائيل وافقت".
وأكدت "هآرتس"، أن "سلسلة أحداث على طول الخمسينيات وبداية الستينيات، رسخت مكانة عبد الناصر كأخطر زعيم في المنطقة، كما أن خوفا شديدا أن يقوم زعيم عربي بتوحيد العرب ضد الأقلية اليهودية ظهر من جديد، واجتمع هذا مع خوف آخر بشأن حدوث كارثة ثانية لإسرائيل الشابة".
واعتبرت أن "تشغيل عبد الناصر لخبراء ألمان واستخدام مصر لغاز الخردل في اليمن، جعل من عبد الناصر الشيطان الكامل، وهنا قررت إسرائيل ضرب مصر بقدر استطاعتها"، كاشفة أنه في صيف 1963، بحثت بريطانيا مع الملحق العسكري الاسرائيلي بلندن، مساعدة إسرائيل للإمام".
وبعد العديد من الاتصالات، "وصل ماكلن إلى تل أبيب والتقى مع موشيه ديان (كان وزير الزراعة وقتها) الذي كان يمتلك ذراع طويلة في الأمن، ووافقت إسرائيل مبدئيا، وخلال خريف 1963 زادت الاتصالات بين الطرفين وبدأت تتبلور خطة عملية، أطلق عليها الجيش الاسرائيلي "عملية روتب"، وبعد ذلك عملية "دربان" بدأت تتبلور".
ونتيجة لهذه الاتصالات، كشفت الصحيفة، أن "طائرة نقل إسرائيلية حلقت ليلا في سماء اليمن في 31 آذار/مارس 1964، وبدأ طاقم الطائرة برئاسة الطيار آريه عوز، بإلقاء مظلات التموين و12 صندوقا مملوءة بالوسائل القتالية المختلفة، والتي بدأت تشق طريقها بهدوء عبر المظلات نحو الأرض".
ونتيجة لهذا النجاح، "قامت إسرائيل خلال السنتين التاليتين بـ 13 طلعة جوية في سماء اليمن استهدفت تسليح الملكيين (الإمام)"، وفق الصحيفة التي زعمت أن "السعودية لم تكن تعرف هوية حليفتها خشية أن يرفعوا أيديهم عن دعم الإمام".
ونتيجة للهجوم الذي قامت به مصر على طول الجبهة، تضرر الإمام وأعوانه من المرتزقة، وهو ما دفع بريطانيا باقتراح "خطة جريئة" في حزيران/يونيو 1965، حيث يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بقصف القواعد المصرية في صنعاء والحديدة، لكن رئيس الأركان حينها، اسحق رابين ورئيس الحكومة ليفي اشكول رفضوا ذلك.
ورأت "هآرتس"، أن "حرب اليمن في 2015 مثل الحرب في الستينيات، فهي تعبر عن ميزان القوى المعقد في الشرق الأوسط، وخلافا للوصف بأن الحرب في اليمن هي حرب شيعية – سنية، فهذه المرة الصورة الإقليمية معقدة أكثر".
وخلصت الصحيفة في نهاية تقريرها، أن "حروب اليمن المختلفة، تمثل ميوعة التحالفات السياسية وموازين القوى في الشرق الأوسط، فالأصدقاء القدامى يتحولون بين عشية وضحاها إلى أعداء، ومصالح باردة تختلط مع ولاءات قبلية وعمليات ثأر قديمة".
كاتب إسرائيلي: نحن أغبياء.. لماذا دائما نريد الحرب؟
كيف تحولت إسرائيل من معشوقة سرية لدول عربية إلى عشيقة علنية
يديعوت: حصار قطر سيتوقف مع تحسن علاقتها مع إسرائيل.. كيف؟