تباينت الآراء الإسرائيلية حول مآلات التصعيد الإسرائيلي في غزة، بين داع لاستئناف العدوان على حماس، ومطالب بالتوصل لتهدئة وتسوية معها.
فقد ذكر رام كوهين أنه "منذ اللحظة التي قررت فيها الحكومة الإسرائيلية عدم القيام بحرب ضد غزة عقب الجولة الأخيرة، انتشرت حالة من خيبة الأمل في الساحة السياسية والحزبية من اليمين واليسار، قليلون فقط أولئك الذين اقتنعوا بأنه لا أمل من أي حرب قادمة ضد حماس، لأنها قد تسفر عن سقوط مئات، وربما آلاف الفلسطينيين، ووفقا لتجاربنا من حروب الماضي فقد يقتل عشرات من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين".
وأضاف في مقاله في صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21"، أنه "لا أحد يفكر بإعادة احتلال غزة، أو طرد حماس، أو إقامة حكم عسكري، وعلى كل من يطالب بمثل هذه الشعارات أن يقدموا لنا بدائل عملية بعيدا عن الشعارات الفضفاضة، مثل "دعوا الجيش ينتصر"".
وأوضح أنه "في أي حرب على غزة سيخسر الطرف الذي لديه ما يخسره، وهو ما تفهمه القيادتان السياسية والعسكرية في إسرائيل جيدا، ولذلك فهما لا تدفعان لأي مواجهة عسكرية جديدة، الغزيون من جهتهم ليس لديهم ما يخسرونه، فالصرف الصحي في الشوارع، وليس هناك ماء للشرب، أو مصادر عيش محترمة، وكل ما تبقى لديهم هو القتال حتى آخر قطرة دم؛ كي يوفروا حياة آمنة لمستقبلهم".
وأكد أن "إسرائيل تعلم جيدا أنه لا حل عسكريا للواقع السيئ في غزة، ولا يمكن الانتصار على منطقة معظم مواطنيها مدنيون، وبات لدينا أكثر من عقد من الزمن نحاول إخضاع زعماء غزة، ولم ننجح في ذلك، لأنهم ببساطة مدعومون من السكان المحليين الذين يعيشون حياة بائسة وكئيبة، وهنا يجب احترام قرار الكابينت الأخير بعدم الذهاب لدحرجة الأمور نحو مغامرة عسكرية واسعة".
وختم بالقول إن "الحل السياسي فقط هو الكفيل بوضع حد لمأساتنا ومأساتهم، ومع كل الصعوبة النفسية فإن قادة حماس هم شركاؤنا القادمون للمفاوضات، حتى لو كانت هناك دماء على أيديهم، فإن جنرالاتنا نحن أيضا توجد دماء فلسطينية على أيديهم، هذا واقعنا".
وطالب بأن "يتم تعيين وزير في الحكومة الإسرائيلية القادمة يمسك حقيبة وزير السلام مع غزة والشرق الأوسط، وعدم الانجرار وراء الوعود الجوفاء التي يطلقها أولئك المتعطشون لوزارة الحرب في إسرائيل".
وقال يوسي أحيمائير، الكاتب بصحيفة معاريف، إن "الجنود الإسرائيليين سيضطرون للعودة إلى غزة، فكل تسوية مع حماس هي شراء للوقت ليس أكثر، ومنذ إقامة الدولة قبل سبعين عاما ما زلنا نخوض صراعاتنا مع غزة، وفي كل مرة تخرج لنا كالإصبع في العين أو الحلق، سواء كانت تحت سيطرة إسرائيل أو مصر".
وتساءل الكاتب في المقال الذي ترجمته "عربي21" حول "السبب في عدم نقل غزة للسيادة المصرية عقب اتفاق السلام في كامب ديفيد 1979، لأن المصريين أقدر على معالجة هذه المشكلة القائمة في القطاع، وحماس تحت سلطتهم سيصعب عليها أن ترفع رأسها، وهي فرصة في معرفة سبب عدم تفكير مناحيم بيغن رئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل بهذا الخيار، لماذا لم ينقل غزة إلى مصر".
وأوضح أننا "ما زلنا نتلقى على رؤوسنا من الصداع المزمن المسمى غزة، وقد تحولت اليوم إلى دولة معادية، وتبث ضدنا تحريضا مكثفا على مدار الساعة من خلال عمليات التسلل الحدودي، والتحدي المتواصل دون توقف لقوات الجيش، ومنذ الانسحاب الأحادي عام 2005 صعدت حماس هناك، وبات وضع غزة الداخلي يزيد خطورة مع مرور الوقت، وبجانبه ارتفع مستوى التحرش بإسرائيل".
وأشار إلى أن "غزة تحتفل فقط حين تتسبب لنا بسقوط خسائر بشرية، وحين تتصاعد ألسنة الدخان الأسود في المستوطنات، وحين يصيب صاروخ حافلة إسرائيلية أو يستقيل وزير فيها، كل ذلك يتطلب من القيادة الإسرائيلية أن تكون أكثر جاهزية لمعركة ثقيلة قادمة، هي قادمة لا محالة".
وختم بالقول إن "الفرضية الإسرائيلية السائدة أنه طالما أن حماس تسيطر على غزة فإن الجنود الإسرائيليين سيعودون هناك عاجلا أم آجلا، مترجلين على أقدامهم، أو في دبابات أو ناقلات جند، من أجل وضع حد لتمدد حماس هناك".
يديعوت: هذا ما تخطط له حماس في غزة.. هل يتحقق؟
تقرير إسرائيلي: السيسي وعباس يرفضان دخول أموال قطرية لغزة
القناة 10: حماس وإسرائيل تتفقان على هدوء مقابل هدوء