لاحظت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "الواقعية السياسية الفجة لترامب"، أن الرئيس الأمريكي لم يشر أبدا إلى القيم الأمريكية في بيانه الذي دافع فيه عن السعودية يوم الثلاثاء.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن ترامب لم يقدم خدمة لنفسه ولا لبلده في بيانه الفج عن العلاقة الأمريكية السعودية في مرحلة ما بعد مقتل الصحافي السعودي على يد عملاء سعوديين في اسطنبول.
وتلفت الصحيفة إلى أن ترامب علق على معرفة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالقتل قائلا: "ربما كان يعرف أو لا يعرف!".
وتعلق الافتتاحية قائلة: "نحن لسنا متأكدين من علامة التعجب، والهدف الذي كان يريد الرئيس تحقيقه أكثر مما يمكن وصفه بـ(نسخة قاسية فجة من الواقعية السياسية)".
وتؤكد الصحيفة أن "الحقائق الدموية في الشرق الأوسط، والتهديد الواضح من إيران، الذي وصفه ترامب في بيانه، يمنحان أي رئيس أمريكي مدى في السياسة الخارجية تجاه المنطقة، ويعكسان المصالح الأمريكية، لكن علينا أن نكون مدركين بأنه لا يوجد رئيس أمريكي، حتى البراغماتي الشرس مثل ريتشارد نيكسون وليندون جونسون، كان سيكتب بيانا عاما كهذا دون أن يشير إلى القيم الأمريكية الثابتة".
وتنوه الافتتاحية إلى أن "رونالد ريغان، الذي اتخذ سياسة خارجية قوية، ومثيرة للجدل في أحيان أخرى ضد الاتحاد السوفييتي السابق، وازن بين هذا الموقف بواقعية غير ضيقة ومثالية أمريكية، وعلى ما يبدو فإن ترامب لا يستطيع القيام بهذا التوازن".
وتنتقد الصحيفة تفاخر الرئيس في بيان عن جريمة قتل متعطشة للدماء، بالزيارة التي قام بها للسعودية العام الماضي،" وعاد منها محملا بالبضائع (صفقات بـ 110 مليارات دولار) لشراء أسلحة، حيث ستفيد شركات (بوينغ) و(لوكهيد مارتن) و(ريثيون)، والكثير من المتعهدين الكبار للسلاح".
وتفيد الافتتاحية بأن "مصالح أمريكا بالنسبة للرئيس انخفضت إلى مجرد صفقات سلاح ونفط وإيران، وهذا موقف يفتقد الحساسية، ولا توجد كلمة أخرى تصفه".
ومع ذلك تقول الصحيفة إنها لا تريد الانضمام إلى النقاد الذين ارتدوا نظاراتهم الأخلاقية، وقالوا إن لا خيار أمام الولايات المتحدة سوى قطع علاقاتها مع السعودية.
وتجد الافتتاحية أن "هذا لن يؤدي إلى تغيير السعودية سلوكها، أو يخدم المصالح الأمريكية، فالسعوديون كما يقول ترامب هم حلفاء مهمون في حرب خطيرة في الشرق الأوسط، التي يحرض عليها ملالي إيران، لكن سوء تقدير ولي العهد خلق أحيانا مشكلات للولايات المتحدة، وعقد من مهمة حماية مصالحها في الشرق الأوسط".
وتقول الصحيفة إن ولي العهد "كشف عن تهور في إدارة الحرب في اليمن، وكان جامحا في خلافه مع دولة قطر، وحتى وإن لم يأمر بقتل خاشقجي إلا أنه كان يعرف بخطة اختطافه وجلبه إلى السعودية، وهذا سوء تقدير ويجب أن يثير ذلك الشكوك حول ولي العهد ومصداقيته وفعاليته بصفته حليفا".
وتعتقد الافتتاحية أن الخطر هو أن عملية تبسيط العلاقة لمجرد مصالح فجة يعطي ابن سلمان الشعور بأنه يستطيع عمل ما يريد دون مواجهة أي خسارة للدعم الأمريكي، معبرة عن أملها بقيام وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، بتمرير رسالة شديدة إلى ابن سلمان في أحاديثهم الخاصة.
وتختم "وول ستريت جورنال" افتتاحيتها بالقول إن "الرئيس ترامب بحاجة إلى حلفاء محليين لمواصلة سياسته الخارجية، وهو يقف أحيانا أمام خيارات صعبة، إلا أن ترامب يعزل نفسه عن الداعمين له في سياساته الشرق أوسطية، مثل السيناتور ليندزي غراهام وميت رومني، اللذين أبعدا نفسيهما عن الرئيس بعد بيانه، والحقيقة هي أن لا عضو في الكونغرس سيقف مع بيان تنقصه الحساسية، ويؤكد مقتل المعارضين السياسيين، فدون دعم عام فلن تحظى سياسة ترامب الشرق أوسطية بأي فرصة للنجاح".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
نيويورك تايمز: لماذا يشعر ابن سلمان بالثقة بأن موقعه آمن؟
رئيس وكالة الأمن القومي الأمريكي السابق: على ابن سلمان التنحي
سوزان رايس: محمد بن سلمان لم يعد شريكا يوثق به