يحاول البعض أن ينفي عن السياسة العمل الأخلاقي، بدعوى أن السياسة تحمل في طياتها الخداع والتلون والكذب والحِيل، وأحيانًا المؤامرات، والحرص على المصلحة والمنافع فقط، وعدم إعطاء الجانب القيمي والأخلاقي أي اعتبار، ومن ثمّ لا بد من التفريق والفصل بينهما!
لو أن قيمة الحرية؛ التي هي أسمى معاني الحياة نُزعت وتمّ التضييق عليها، فبلا شك ستجدون أن الحياة لا تطاق
المتابع بشكل مُنصف لما حدث في مأساة مقتل الصحفي والإعلامي جمال خاشقجي ـ يرحمه الله ـ يجد أن الانتقام غير الأخلاقي، والخداع، والكذب كان سيد الموقف
ـ 16 أكتوبر/ تشرين الأول: التقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الرياض بولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيث التقطت لهما الصور، وهما يبتسمان ويتصافحان ويتبادلان حديثًا وديًا. وقال بومبيو عقب محادثاته في الرياض : "إن القيادة السعودية تنفي بشدة أي علم لها بما جرى في القنصلية السعودية بإستنبول".
ـ 20 أكتوبر/ تشرين الأول: اعترفت المملكة العربية السعودية رسميًا، بمقتل خاشقجي، وذلك بعد 18 يومًا على اختفائه، وقال النائب العام السعودي إن التحقيقات الأولية أظهرت وفاة خاشقجي في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول، ونقلت قناة الإخبارية السعودية عنه قوله إن "المناقشات التي تمت بين المواطن جمال خاشقجي، وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مما أدى إلى وفاته".
ـ 21 أكتوبر/ تشرين الأول: مسؤول حكومي سعودي، وصفته "رويترز" بـ"الكبير"، يُقدِّم رواية جديدة بشأن قتل خاشقجي، تفيد بأنه "جرت محاولة إسكاته عندما شرع في الصراخ فمات"، كما عرض لتفاصيل جديدة تناقض في جزء منها التفسيرات السابقة التي قدمتها الرياض، والتي لا تزال محلّ تشكيك دولي واسع.
25 ـ أكتوبر/ تشرين الأول: النائب العام السعودي يعلن تلقي معلومات من الجانب التركي عن وجود "نية مسبقة" بقتل خاشقجي، وأن الجانب السعودي "يُحقق في ذلك".
ـ 27 أكتوبر/ تشرين الأول: وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، يرفض طلب تركيا لتسليم المشتبه بهم في القضية.. ويؤكد أن هؤلاء سيحاكمون بالرياض.
ـ 31 أكتوبر/ تشرين الأول: استكمل النائب العام السعودي سعود المعجب، تحرياته في تركيا بعد ثلاثة أيام من المحادثات مع مسؤولين أتراك بخصوص قضية خاشقجي، ولم تخرج الزيارة بنتائج ملموسة.
ـ 1 نوفمبر/ تشرين الثاني: كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وصف خاشقجي، بأنه "إسلامي خطير"، كما كشفت نفس الصحيفة عن وساطة قام بها عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لولي العهد السعودي، لدى الإدارة الأميركية، على خلفية تصفية خاشقجي.
ـ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني: ذكرت النيابة العامة السعودية أنه تم رسم صورة تقريبية للمتعاون المحلي التركي في قضية مقتل جمال خاشقجي، وسيتم تسليمها للحكومة التركية، كما طالبت سلطات التحقيق في السعودية بإعدام 5 أشخاص من المتورطين في الجريمة، وقال المتحدث باسم النائب العام شلعان الشلعان في مؤتمر صحفي إن النيابة أضافت ثلاثة أشخاص إلى الموقوفين قيد التحقيقات ليصل إجمالي من تم توقيفهم 21 شخصًا.
ـ 20 نوفمبر/ تشرين الثاني: رفض وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، التقارير الإعلامية التي أفادت بأن المخابرات الأمريكية تعتقد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي، قائلا إنه "لا أساس لها من الصحة تمامًا ونرفضها بشكل قطعي".
هذا التتبُع لسير التحقيقات في السعودية، وطريقة تعامل المسؤولين معها، يخالف كل التحقيقات الرسمية، والتسريبات التي أعلنتها السلطات التركية، ويشير بما لا يدع مجالًا للشك أن السلطات السعودية تُصرّ على الكذب والخداع، وتوهم العالم ـ من حين لآخر ـ أنها تسير وفق شرع الله، الذي حرّفوه وشوهوه بأفعالهم، والتي تبتعد كل البعد عن معاني الأخلاق الإنسانية بالتمثيل بجثة خاشقجي!
إقرأ أيضا: مستشار أردوغان: النيابة السعودية تتستر على الجناة
واشنطن تدرس خياراتها للتعامل مع أزمة خاشقجي
مقتل خاشقجي... الآن حصحص الحق!
قراءة أولية في خطاب الرئيس أردوغان وتداعياته