تحدث موقع إسرائيلي، عن الأهمية الاستراتيجية والسياسية، التي تمثلها عودة العلاقات بين "إسرائيل" وتشاد التي تمتاز بموقع استراتيجي وواقع غير مستقر.
وأوضح موقع "ويللا" العبري، في تقرير أعده غي ألستر، وترجمته "عربي21"، أن "الموقع الاستراتيجي لتشاد في قلب أفريقيا، يجعل من هذه الدولة ذات الأغلبية المسلمة، هدفاً هاما لسياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".
ولفت إلى أن وصول الرئيس التشادي إدريس ديبي أمس إلى "تل أبيب" بعد أكثر من 46 عاما من قطع الاتصال، يأتي في إطار التعامل في "قضية مركزية واحدة وهي الأمن، وبمعنى آخر توريد الأسلحة والمساعدات العسكرية (الإسرائيلية)".
وأكد أن قتال تشاد على جبهات عدة، يؤدي إلى "تآكل جيشها"، موضحا أنه في حال نجح ديبي في "إخضاع المتمردين في نظامه والبقاء بصحة جيدة، فسيستمر في السيطرة على البلد الفقير في المستقبل المنظور".
اقرأ أيضا: احتفاء إسرائيلي بزيارة الرئيس التشادي
ونقلت وكالة "رويترز" الدولية عن مسؤولين في تشاد، قبيل وصول ديبي إلى "إسرائيل"، تأكيدهم على أن "الجيش الإسرائيلي زود خلال العام الجاري، الجيش المحلي بأسلحة ومعدات، لمساعدة تشاد في قتال المتمردين في الشمال"، وفق ما أورده الموقع الإسرائيلي.
واعتبر أن "المعرفة العسكرية والسلاح، هو ما يميز العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول النامية، حتى لو تورطت أنظمة تلك الدول في انتهاكات حقوق الإنسان"، منوها إلى أن هذا التوجه الإسرائيلي يأتي من أجل "تغيير الموقف العدائي التقليدي ضد إسرائيل والتعاون مع تلك الدول التي تعمل فيها جماعات إرهابية "، بحسب وصفه.
ونوه "ويللا" إلى أن "الاختراق خارج المجال العربي المباشر، هو جزء من سياسة نتنياهو، الذي جدد العلاقات مع غينيا في السنوات الأخيرة وعزز العلاقات مع مالي، التي ليس لها علاقات رسمية مع إسرائيل".
ورغم هذا الاختراق الإسرائيلي، فإن "قضية المساعدات الأمنية تبقى سرية ويتم إخفاؤها"، وظهر امتناع نتنياهو عن الإجابة عن سؤال أحد الصحافيين حول ذات الموضوع خلال المؤتمر الصحفي المشترك أمس مع رئيس تشاد.
وأوضح أن من بين القضايا التي جرى النقاش فيها بين نتنياهو و ديبي، "تعميق التعاون في القطاعات الزراعية في تشاد ذات الأغلبية المسلمة".
ولفت الموقع، إلى أن تشاد، المستعمرة الفرنسية السابقة، والتي تمتلك الكثير من الأراضي الصحراوية، وتقع استراتيجيا في وسط القارة، توجد "على حافة الانهيار، فالفوضى تجتاح البلاد المنقسمة نتيجة لهجمات المتمردين في الشمال، وهي خامس دولة أفريقية تعاني من ضعف البنية التحتية والفقر المرتفع، رغم أنها أصبحت مصدرة للنفط عام 2003".
اقرأ أيضا: رئيس تشاد في "إسرائيل" ونتنياهو يعتبر زيارته "تاريخية" (صور)
وذكر أن ديبي، "حليف مهم للغرب في الحرب ضد الإرهاب، ومع ذلك، تعتقد العديد من منظمات حقوق الإنسان، أنه يستفيد من هذا الواقع، لقمع المعارضة ضده"، منوها أنه من بين الأمور التي "تهدد تشاد، التغيرات المناخية التي يشعر بها الجميع".
واضاف: "بحيرة تشاد، هي مركز إحدى أسوأ الكوارث البيئية في إفريقيا على الإطلاق، وقد جفت بالكامل في غضون خمسين سنة فقط، وموتها دمر مجتمعات بأكملها كانت موجودة طوال الأجيال، إضافة لاختفاء خزانات المياه".
وأشار الموقع الإسرائيلي، إلى أن رئيس تشاد الذي يبلغ من العمر 66 عاما، لا توجد في بلاده وسائل إعلام مستقلة، كما أنه عمل على تعديل الدستور، ليسمح له بحكم البلاد حتى عام 2033.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو أمس، أكد ديبي أنه "سعيد بزيارته الرسمية لإسرائيل"، مؤكدا أن "قطع العلاقات الدبلوماسية في السبعينيات لم تمنع العلاقات الجيدة بيننا التي استمرت طوال الوقت".
واعتبر رئيس تشاد، أن هناك "نضالا مشتركا ضد الإرهاب، ويجب على البشرية التخلص من هذا الشيء، والتعاون في هذا المعنى هو علاج لذلك"، وفق تقديره.
هآرتس: إسرائيل تسعى لترتيب علاقتها مع السودان لهذا السبب
مستشرق: العلاقات الإسرائيلية الخليجية قائمة على "المصالح والخوف"
بعد عُمان.. نتنياهو يمهد لترتيب العلاقات مع هاتين الدولتين