قال باراك رافيد، المحلل السياسي في القناة الإسرائيلية العاشرة، إنه "بعد عشرات السنوات من العداء، ربما تشهد العلاقات بين إسرائيل والسودان دفئا وسخونة، انطلاقا من الجهود التي تبذلها الحكومة الإسرائيلية لتحسين علاقاتها مع الدول العربية؛ بهدف إقامة تكتل إقليمي لمواجهة إيران".
وأضاف في تقرير مطول ترجمته "عربي21" أن "السودان كدولة أفريقية ظهرت كأنها تحصل على دعم إسرائيلي في الساحات الدولية، مع أنه في السنوات التي سبقت عام 2014 كان وجد في السودان حضور إيراني مكثف، وبسببه كنا نسمع بين حين آخر عن عمليات قصف ضد أهداف إيرانية داخل هذه الدولة الأفريقية، بينها مصانع لإنتاج الصواريخ التي تنتجها طهران، وسفن حربية وقوافل أسلحة ومعدات قتالية، كانت تجد طريقها إلى قطاع غزة حينها".
وأوضح أنه "في تلك المرحلة وصلت العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب إلى أدنى مستوى لها، بل إن العداء بينهما وصل معدلات كبيرة، حتى أن السودان تعدّ من الدول الأفريقية القليلة التي تحظر على مواطنيها زيارة إسرائيل، ومع ذلك فإنه منذ 2014 حصل تغير في العلاقات الإسرائيلية السودانية، فبعد السنوات المتوترة بدأ السودانيون بضغط من السعوديين بعملية قطع لعلاقاتهم مع الإيرانيين".
وأشار إلى أن "قطع العلاقات الإيرانية السودانية الذي راقبته إسرائيل عن كثب، بدأ بطرد الملحق الثقافي الإيراني من الخرطوم، وصولا إلى قطع نهائي للعلاقات بين الخرطوم وطهران، كما أوقف السودانيون عمليات تهريب الأسلحة التي كانت تتجه إلى قطاع غزة، وانضموا لاحقا إلى التحالف السعودي ضد الحوثيين في اليمن".
وأكد أنه "في عام 2015 أقامت إسرائيل اتصالات سرية مع السودانيين من خلال ممثلي المنظمات الدولية، وجاءت نتيجتها متمثلة بإيجاد مجموعة ضغوط لوبي إسرائيلي من أجل السودان، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة خلال ولاية الرئيس باراك أوباما، وفي داخل القارة الأوروبية، حيث تطلب إسرائيل من الدول الغربية مساعدة السودان في تسديد الديون الدولية المستحقة عليه".
وأضاف أن "الرئيس السوداني عمر البشير يواجه اتهامات من محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، وأمر اعتقال من منظمة الإنتربول الدولي، والسودان بحاجة لدعم عالمي لإنقاذه من هذه الورطات القضائية، وتزامن ذلك مع بداية 2016، حين شهدت البلاد نقاشات داخلية حول وقف الحرب الأهلية فيها منذ سنوات طويلة، وخلال هذه النقاشات طرحت أسئلة عديدة حول الحاجة لإقامة علاقات مع إسرائيل أو الامتناع عنها".
وأشار إلى أن "بعض الأحزاب السودانية رأت في هذه العلاقات مع إسرائيل مصلحة داخلية للبلاد، حتى أن احد الوزراء تحدث العام الماضي 2017 علانية عن الحق في إقامة علاقات مع إسرائيل، وإبداء عدم معارضته لتطبيع العلاقات معها، واتهم العرب بارتكاب خطأ تاريخي حين عارضوا قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة لعام 1947".
وختم بالقول إن "إسرائيل ترى اليوم في تطوير علاقاتها مع السودان العديد من الأهداف، من بينها تقصير مدة الرحلات الجوية إلى أربع ساعات بين إسرائيل ودول أمريكا اللاتينية، خاصة البرازيل، من خلال تحليق الطائرات الإسرائيلية في الأجواء السودانية".
هآرتس: إسرائيل تسعى لترتيب علاقتها مع السودان لهذا السبب
هآرتس: الورطة السعودية كفيلة بانهيار استراتيجية نتنياهو
وزيرة إسرائيلية تهاجم "صفقة القرن".. هكذا وصفتها