رفع المكتب الوطني للسكك الحديدية، من أسعار تذاكر السفر في القطار العادي، بشكل تراوح بين 20 و53 بالمائة، عبر مختلف الخطوط، ودون سابق إعلان، وأجرى تغييرات في مواعيد الرحلات، ما أثار سخطا شعبيا ودعوات للاحتجاج على هذه الزيادات الجديدة.
الزيادات الجديدة في تذكرة القطارات جاءت بعد سنتين من زيادات في الضريبة على القيمة المضافة TVA التي أصبح سيدفعها المواطنون مباشرة من جيوبهم بعد قانون المالية 2016.
زيادات مفاجئة
انطلاقا من بداية الأسبوع الجاري، 26 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، فوجئ مستعملو السكك الحديدية بزيادات في أسعار التذاكر، وبتغييرات كبيرة في مواعيد القطارات.
وفوجئ عدد من المسافرين، بفرض المكتب الوطني للسكك الحديد، زيادة صاروخية، في أسعار الرحلات الرابطة بين مراكش وفاس، وعبر كل المحطات التي يمر منها القطار سواء كانت مدنا صغيرة أو كبيرة مثل الدار البيضاء والرباط.
وتراوحت الزيادة بين 20 و53 بالمائة، حيث قفز سعر الرحلة بين مراكش والرباط من 127 درهم إلى 152 درهم، الأمر الذي طرحت معه علامات استفهام عريضة بشأن ما إن كانت هذه الزيادات ستشمل كل الخطوط والرحلات، أم أن الأمر سيقتصر على خطوط ورحلات بعينها من دون الأخرى.
تحريك لا زيادة
وكشف مصدر من المكتب الوطني للسكك الحديدية، أنه "بالنسبة للذروة، بطبيعة الحال المكتب عنده إحصائيات يومية دقيقة حول حركة الرحلات، وبالتالي عنده فكرة على أوقات الذروة بالنسبة لكل يوم والتي يمكن أن تختلف بحسب كل يوم.
اقرأ أيضا: أول رحلة للقطار السريع بالمغرب تعطل الحكومة وحركة القطارات
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح لـ"عربي21"، أن الذروة متعلقة كذلك بالإقبال على التذاكر، بما يجعل الحصول على التذكرة خاضعا لقانون العرض والطلب".
وأفاد بأن "هذا النظام له قواعد واضحة، والأسعار مدروسة وبين مطرقة التكلفة وسندان القدرة الشرائية، المجال لليوم هو غير مفتوح للمنافسة".
وزاد القرارات هنا استراتيجية تؤخذ على أعلى المستويات، لأن المجال استراتيجي وحيوي لاقتصاد البلاد، إذا لم تغط الاستثمارات و لو جزئيا عن طريق الأثمنة فكيف نفعل ذلك؟ بتدعيم الأثمنة من ميزانية الدولة و إضافة عجز آخر للميزانية؟ جميع الدول التي تحترم نفسها تعمل بنفس نظام التسعيرة".
أزمة تواصل الأزمة
وأطلق المكتب الوطني للسكك الحديدية حملة تواصلية من أجل تعريف المواطنين، معتبرا أن الأمر لا يتعلق بزيادات في أسعار التذاكر، بقدر ما هي عملية لتحريك الأسعار بناء على العرض والطلب، وأيضا بحسب ساعات الذروة.
وفتح المكتب الوطني للسكك الحديدية، صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لشرح قراراته الأخيرة، من خلال، رئيسة قسم التسويق المسافرين، نصيرة البشاري.
وبعد أكثر من 500 سؤال كان جواب رئيسة قسم المسافرين ثابتا لم يتغير، حيث ظلت تجيب على مختلف الأسئلة بأجوبة من قبيل "قطارات الأطلس هي القطارات التي تربط فاس ومراكش، وهذا العرض الجديد يتمثل في نظام جديد للأسعار وكذلك في الحجز في الدرجتين".
وأضافت "وأيضا تقليص مدة السفر بساعة بين البيضاء ومراكش، فهذا النظام الجديد فيه مزايا عديدة للمسافرين: ربح ساعة فمدة السفر، مقعد مضمون فالدرجة الثانية، وأثمنة تفضيلية وعندما تشتري التذكرة قبل موعد السفر بـ 24 ساعة على الأقل توفر مالك".
عملية تواصل المكتب الوطني للسكك الحديدية، امتدت ساعة واحدة فقط، واكتفت بعرض جواب ثابت من جوانب مختلفة، وتجاهلت التفاعل مع أكثر من 500 متفاعل.
الاحتجاج
الزيادات الجديدة دفعت عددا من المناطق إلى الاحتجاج على المكتب الوطني للسكك الحديدية، حيث نظمت وقفتان بكل من "عين تاوجطات" (قرب فاس) و"سطات" جنوب الدار البيضاء.
وكشف شريط فيديو قيام مجموعة من سكان "تاوجطات" بتوقيف القطار من طرف الطلبة لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على البرنامج الجديد لمكتب السكك الحديدية.
اقرأ أيضا: الأمن المغربي يتدخل ضد محتجين احتلوا سكة القطار (شاهد)
ويحتج المواطنون على التوقيت الجديد للرحلات وثمنها غير المقبول خاصة، حيث قرر المكتب الوطني للسكك الحديدية زيادة درهمين في ثمن التذكرة، ليصبح سعر السفر من عين تاوجطات إلى فاس أو مكناس 18 درهما بدلا من 16 درهما.
وقرر المكتب إلغاء العديد من مواعيد التوقف الإجباري للقطار بمحطة عين تاوجطات، وشملت القرار 6 قطارات بين فاس ومكناس تمر عبر محطة عين تاوجطات.
من جهة أخرى، دعت جمعية "قطاري" إلى وقفة الوقفة للمسافرين والمنخرطين في القطار بين سطات الدار البيضاء، وساكنة كل من بوسكورة والنسيم والطلبة المتجهين إلى الكليات، والذين سبق لهم أن اشتكوا لإدارة المكتب من نقص القطارات ذهابا وإيابا والتأخيرات غير المبررة، وعدم وقوف قطارات خاصة متجهة إلى المطار أو إلى مراكش.
ونظم المسافرون وقفة احتجاجية بمحطة القطار الدار البيضاء المسافرين، وذلك احتجاجا على الإجراءات التي اتخذها المكتب الوطني للسكك الحديدية مؤخرا سواء في ما يتعلق بمواعيد السفر أو الأثمنة أو الحجز المسبق.
واشتكى زبائن المكتب من الأضرار التي تلحقهم من التأخيرات المتتالية خاصة الموظفين والطلاب، وأيضا إهمال محطة مرس السلطان.
تلك المشاكل وغيرها انضافت إليها الإجراءات الجديدة التي تم اتخاذها مؤخرا كالزيادة في ثمن التذاكر دون مراعاة القدرة الشرائية للمغاربة، وفرض الحجز المسبق وتغيير مواقيت القطارات دون إشراك الزبائن ودون القيام بحملة تواصلية معهم.
غضب التواصل الاجتماعي
قرارات المكتب الوطني للسكك الحديدية، أثارت سخطا متصاعدا في مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لنقل الاحتجاج إلى الشارع.
أول رحلة للقطار السريع بالمغرب تعطل الحكومة وحركة القطارات
صمت جزائري وترحيب أممي ومغاربي وعربي بدعوة المغرب للحوار
ملك المغرب للجزائر: مستعد لحوار مباشر نطوي فيه الخلافات