قال حاييم كورين السفير الإسرائيلي السابق في مصر، إن "المصلحة المصرية في استمرار وساطتها بين إسرائيل وحماس لتحقيق تهدئة أمنية في قطاع غزة تكمن في أنها تساعد الرئيس عبد الفتاح السيسي في تحقيق الاستقرار في المنطقة".
وأشار كورين إلى أن الوساطة "تضع حدا لظاهرة التقلبات التي شهدها الشرق الأوسط في
السنوات الأخيرة، والتغلب على الجماعات المسلحة، وإنعاش الاقتصاد المصري".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت،
وترجمته "عربي21" أن "إسرائيل تعتبر الجهد المصري جزءا من هذا
التصور، لاسيما وأن جولة التصعيد الأخيرة في غزة جددت التدخل العميق لمصر في
محاولات الوساطة، والتقدم بالجهود الإسرائيلية تجاه جيرانها الفلسطينيين في قطاع
غزة والضفة الغربية، مع العلم أن الجهود المصرية ليست استجابة لاحتياجات
الطرفين المتنازعين وإنما هي جزء من سياسة إقليمية
وخارجية فعالة لمصر".
وأوضح كورين، عضو طاقم المعهد الإسرائيلي
للسياسات الخارجية الإقليمية "ميتافيم" أن "مصر ترى نفسها دولة
قوية قادرة على تحقيق وساطات إجبارية تمهيدا لتحقيق الاستقرار في المنطقة، لأن
الزلزال العربي الذي أعقب الثورات الأخيرة يطوي صفحته في هذه المرحلة، فكل دولة
شهدت ثورة ما بدأت تلملم جراحاتها، وتدير شؤونها الداخلية بالطريقة التي
تناسبها".
وأشار إلى أنه "بعد انتهاء حقبة الرئيس محمد
مرسي، جاء السيسي ليحدد معالم سياسته الخارجية بشكل واضح عبر تحقيق الأمن المصري الداخلي والإقليمي،
وتثبيت الاستقرار الاقتصادي المصري في كل ما يتعلق بالمسألة الأمنية، لأن مصر
تعتبر هزيمة الجماعات الإسلامية المسلحة هدفا مركزيا لها".
وأكد أن "مصر اتخذت سلسلة واسعة من
الخطوات ضد جماعة الإخوان المسلمين، واعتبارها منظمة إرهابية، وكذلك بالنسبة
لتنظيم الدولة، وحتى حماس، اتهمتها بتقديم المساعدة لتنفيذ عمليات ضد قوات الأمن
والشرطة المصرية، والتعاون مع الإخوان المسلمين، وأحيانا مع داعش، لتنفيذ عمليات
مسلحة".
وأوضح أن "السياسة المصرية على مستوى دول
الشرق الأوسط اعتبرت إيران تهديدا مركزيا عليها، أسوة بالسعودية والأردن وإسرائيل
ودول الخليج العربي، باستثناء قطر، كما أنها رأت في تركيا وقطر خصمين ومنافسين
قويين لها في المنطقة لدعمهما الإخوان المسلمين وحماس، وكونهم باتوا يشكلون محورا
إقليميا شرق أوسطي في مواجهة مصر".
وأضاف أن "وضعا جيو-سياسي نشأ لم تعرفه
إسرائيل من قبل، من خلالها نشأت شبكة مصالح بين مصر وإسرائيل، يتعاونان سويا
لمواجهة تحديات متشابهة وتنضم إليهما دول أخرى من المحور المعتدل، وهو ما يفسر
المساعي المصرية القائمة للتوصل إلى اتفاق سياسي للقضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن "مصر تبدي قدرا كبيرا من
التدخل في الوضع الفلسطيني بقطاع غزة من خلال إنجاح المصالحة بين فتح وحماس،
والوساطة لتحقيق التهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل، ولم يكن اللقاء الذي جمع
الرئيس السيسي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على هامش اجتماعات
الأمم المتحدة في سبتمبر الأول من نوعه، لكن هذه اللقاءات جسدت مستوى التداخل في
علاقات البلدين، التي أخذت تتضح في السنوات الأربع الأخيرة في مختلف مجالات العمل
المشتركة".
وقال إن "قطاعات التعاون الثنائي المصري الإسرائيلي
تتجلى فضلا عن الأمن والسياسة، في التجارة والاقتصاد، مما أوجد توجهات دولية
عالمية بالحفاظ على وجود تعاون مصري إسرائيلي كحجر الزاوية في التعاون الإقليمي،
ومن أوجه هذا التعاون تزايد السياحة الإسرائيلية إلى مصر، خاصة شبه جزيرة سيناء،
والتجارة البينية القائمة فعليا، لكن بمعدلات متواضعة، بجانب المحال
الزراعي".
وشددا على أن "هناك احتمالا بزيادة
التعاون والتبادل الاقتصادي بين مصر وإسرائيل، وإمكانية لاستخدام التكنولوجيا
الخاصة باستخراج الطاقة وتحلية المياه، حيث تعتبر إسرائيل رائدة في هذا
المجال".
دعوة إسرائيلية لتصميم نظرية قتالية لمواجهة غزة ولبنان
من هو آيال زامير النائب الجديد لقائد الجيش الإسرائيلي؟
لهذه الأسباب حظرت إسرائيل تعميم صور أفراد القوة الخاصة