تعاني التجمعات البدوية في الضفة الغربية
والمصنفة ضمن المناطق (ج) من افتقارها للمدارس الحكومية أو التابعة لوكالة الغوث
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وهو ما يحرم المئات من الطلبة
من حقهم في التعليم، نظرا لطول المسافة بين مناطق سكنهم والمدارس الواقعة في
المدن.
وتحظر إسرائيل وفقا لاتفاقية أوسلو إقامة أي
نوع من المباني الأسمنتية بما فيها المدارس في المنطقة (ج) والتي تشكل 60 في المئة
من مساحة الضفة الغربية، ما يضطر سكانها إلى العيش في بيوت من الصفيح والخيام.
وفي محاولة للالتفاف على القرار الإسرائيلي،
تلجأ وزارة التربية والتعليم إلى إقامة مدارس من بيوت متنقلة (كرفانات)، أو من
الخيم المتنقلة، لتصبح بذلك صفوفا يتم من خلالها تدريس الطلبة في المناطق النائية
للمرحلتين الابتدائية والإعدادية.
إحياء المسيرة التعليمية
بدوره أشار مدير العلاقات العامة في وزارة
التربية والتعليم، نديم سامي، إلى أن "مدارس التحدي التي وصل عددها إلى 15
مدرسة تخدم أكثر من 25 تجمعا سكانيا في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، أعادت
الحياة التعليمية إلى هذه المناطق بعد أن حرموا منها لسنوات، وهذا يعود إلى
الإجراءات الإسرائيلية التي تحظر القيام بأي نشاط لبناء مدارس رسمية أو خاصة من
الأسمنت، أو بسبب الحواجز وفرض حظر التجوال في هذه المناطق بين الفينة والأخرى وهو
ما يعيق وصول الطلبة إلى المدارس داخل المدن".
وأضاف موسى في حديث لـ"عربي21": "قررت وزارة التربية والتعليم أن تطلق مبادرة إنشاء مدارس التحدي في هذا
العام وتعممها على كافة المناطق النائية في الضفة الغربية للتأكيد على حق الطفل
الفلسطيني في الحصول على التعليم الأساسي أسوة بغيره من الطلبة".
وتابع: "كما سخرت الوزارة كل إمكانياتها
لإنجاح هذه المبادرة من خلال توفير باص متوسط الحجم لنقل الطلبة ذهابا وإيابا من
القرى والأحياء المجاورة لكي يصلوا إلى هذه المدارس، بالإضافة لتوفير كافة اللوازم
اللوجستية بدءا من المناهج الفلسطينية والقرطاسية المجانية والمدرسين أصحاب
الكفاءة، في حين يصل عدد الطلبة في بعض المدراس إلى 200 طالب، وهذا إنجاز لم نكن
لنصل إليه لولا الدعم والمساندة التي وفرها الاتحاد الأوروبي الذي دعم هذه المدارس
منذ انطلاقها بداية هذا العام".
رسالة الصمود
واستطاع الفلسطينيون أن يوظفوا هذه المدارس في
تعزيز الصمود نظرا لسرعة إنشائها في أقل من 24 ساعة وسهولة الحصول على تمويل لها،
كما جرى في حي الخان الأحمر في القدس، حينما أطلقت وزارة التربية والتعليم العام
الدراسي في الحي باكرا، كرسالة تحدٍ لقرار الهدم الذي صدر بحق الحي.
من جانب آخر، يرى المواطن سعيد النادي، من قرية
بزيق في ريف طوباس، أن "إنشاء مدرسة التحدي 10 في القرية قبل عدة أسابيع ساهم
بشكل كبير في توفير الوقت الذي كان يستغرقه أبنائي الثلاثة للوصول لمدارسهم في قلب
المدينة التي تبتعد مسافة 15 كيلومترا عن مناطق السكن".
وأضاف النادي في حديث لـ"عربي21": "رغم بساطة هذه المدارس نظرا للإمكانيات المتوافرة فيها، إلا أن سلطات
الاحتلال لا تتوقف عن ممارسة أشكال متعددة من الإزعاج في فترة الدوام المدرسي عبر
إصدار أصوات المفرقعات والقنابل ومزامير السيارات والجيبات العسكرية في محاولة
لتشتيت تركيز الطلبة أثناء الدوام المدرسي".
"ائتلاف أمان": نصف موازنة السلطة تذهب للأجهزة الأمنية
"القروض".. أسلوب إسرائيلي جديد للاستيلاء على عقارات القدس
كيف يتذكر الفلسطينيون "ياسر عرفات" بعد 14 عاما على رحيله؟