أثارت الاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار اليومين الماضيين، لمؤسسات رسمية تابعة للسلطة الفلسطينية وسط مدينة رام الله؛ ردود واسعة بين الفلسطينيين، الذين طالب بعضهم بضرورة تخلي السلطة عن سياسة التنسيق الأمني مع الاحتلال، في ظل هذه الاعتداءات.
وتنوعت التعليقات الفلسطينية على هذه الاقتحامات، فانتقد الكثير منها حرص السلطة الفلسطينية على ملاحقة المقاومة المسلحة بالضفة الغربية ومواصلة التعاون الأمني مع الاحتلال، واستهزأت تعليقات أخرى بما أسمته انتهاك "هيبة السلطة".
ورأى مراقبون أن اقتحامات الاحتلال للمؤسسات الرسمية تعد رسائل تحذيرية للسلطة مع تكرار عمليات المقاومة والتي كان آخرها إطلاق النار تجاه سيارة مستوطنين عند مفترق عوفر قرب رام الله بالضفة الغربية.
الصحفي الفلسطيني خالد أبو الروس كتب منشور في موقع "فيسبوك" ساخرا: "جيبات الجيش الإسرائيلي في عمق رام الله، حيث الدولة الفلسطينية المنشودة".
وقالت الإعلامية الفلسطينية ليلى عودة إن "ما يحدث من اقتحامات إسرائيلية لرام الله هو تقويض للسلطة وتقليل من هيبتها أمام الفلسطينيين المثقلة كواهلهم بهموم الاحتلال والجدار والحصار والكساد والفساد وفقدان الأمن والأمان"، معتبرة أن "سيطرة الجيبات العسكرية الإسرائيلية على رام الله معقل القيادة السياسية والأمنية؛ يعد تحجيم للسلطة".
وتساءلت الناشطة الفلسطينية آية حسونة بلهجة ساخرة: "بما أنه فتح أعلنت حالة الاستنفار في رام الله لمواجهة اعتداء الاحتلال هناك (..)، معقول نشهد مواجهة عسكرية مسلحة لحماية أهل فلسطين ولوضع حد بعدم انتهاك حرم السيادة الفلسطينية؟!".
وعلق الناشط احسان نصار على الاقتحامات قائلا: "اقتحام وزارة المالية في العاصمة السياسية برام الله من قبل الصهاينة (..)، إلى متى هذا الذل؟".
وفي الإطار ذاته، قال الصحفي الفلسطيني عبد الجواد حميد إن "مشهد اقتحام قوات الاحتلال لقلب رام الله في وضح النهار، ولمؤسسة رسمية تابعة للدولة للسلطة الفلسطينية وهي وكالة وفا، إلى جانب اقترابهم من منزل رئيس السلطة أبو مازن (..)، بماذا يمكن أن يفسر!".
وتابع حميد في منشور له بموقع "فيسبوك": "بالتأكيد المناطق المقتحمة هي مناطق أ .. لأنه مش منطقي يكون في مؤسسة رسمية للسلطة في ب أو ج"، موضحا أن "المنطقة أ هي الخاضعة بالكامل للسلطة الأمنية الفلسطينية"، مطالبا بوقف التنسيق الأمني.
وكتب الإعلامي الفلسطيني محمد قريقع: "خيمة السيادة تنتهك يا رئيس، لكن؛ اسمح لعبد الرحمن وإخوته المحاربين، لإشهار سيوفهم، والنتيجة، ما ترى لا ما تسمع".
وفي سياق متصل، أدان رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله الأربعاء، التصعيد الإسرائيلي وخاصة حملة الاقتحامات الأخيرة التي طالت المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية، لا سيما اقتحام رام الله والبيرة بالتزامن مع تحريض المستوطنين على المساس بحياة الرئيس محمود عباس، واستهداف المؤسسات الرسمية، خاصة وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.
وأكد الحمد الله أن "القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس وحولها أبناء شعبنا، لن تخضع للترهيب، كما لم تخضع للابتزاز"، وفق ما أوردته وكالة "وفا".
خبراء عن توقعات حل "التشريعي الفلسطيني": وصفة للانفصال
بداية تصعيد مسلح.. هكذا قرأ مختصون عملية إطلاق النار بالضفة
ما دلالات خسارة الفلسطينيين لموقف أوروبا بالجمعية العامة؟