في معركة تتواصل فصولها منذ بداية السنة الدراسية الحالية بين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية في تونس، اختار الأساتذة أقصى درجات التصعيد عبر مقاطعة الامتحانات للتعبير عن غضبهم مما أسموه مماطلة الوزير في تنفيذ مطالبهم الاجتماعية.
وكان آلاف الأساتذة قد خرجوا، أمس الأربعاء، في مسيرات احتجاجية بكامل محافظات البلاد تعبيرا عن غضبهم لعدم استجابة وزارة التربية لمطالبهم المادية والمهنية، فيما أكد الكاتب العام لنقابة التعليم لسعد اليعقوبي لـ"عربي21" أن التصعيد القادم سيكون بمسيرة وطنية حاشدة الأربعاء.
وأوضح اليعقوبي أن الوزير ماض في تعنته ومماطلته لمطالب الأساتذة رغم وجود اتفاقيات سابقة مع نقابة التعليم تتعلق بزيادات في منح خصوصية وتحسين وضعية المعاهد غير أن الوزير تعلل بعدم رصد ميزانية خاصة لهذه التعهدات.
وندد في السياق ذاته، بمحاولات الوزير المتكررة "شيطنة" الأساتذة وشحن الأولياء والتلاميذ ضدهم ما بات يهدد سلامتهم الجسدية.
وأضاف: "الوزير هو الوحيد من يتحمل تداعيات انفجار الوضع بقطاع التعليم وحالة الاحتقان في صفوف الأساتذة والتلاميذ على حد السواء ولن نتراجع من هنا فصاعدا قيد أنملة عن مطالبنا وسنخوض معركتنا حتى آخر نفس بلا خطوط حمر".
وأشار اليعقوبي إلى أن النقابة مستمرة في حشد الأساتذة والمربين والدعوة لمسيرة وطنية حاشدة الأربعاء القادم، للتعبير عن غضب الأساتذة من التجاوزات القانونية الصادرة من الوزير من خلال المس بأجورهم والتهديد باقتطاع أيام الإضراب.
ويلخص في ختام حديثه مطالب الأساتذة في ثلاث نقاط تتعلق بالزيادة في منح الإنتاجية والتخفيض في سن التقاعد وسن قانون يجرم الاعتداء على المربي.
التلميذ الضحية
ألقت أزمة التعليم ومقاطعة الأساتذة لامتحانات الثلاثي الأول بضلالها على الوضع النفسي والاجتماعي للتلاميذ ولأوليائهم الذين باتوا قلقين على مصير أبنائهم في ظل استحالة الوصول لاتفاق بين الوزارة ونقابة التعليم.
وكانت تنسيقيات ومنظمات مدنية تعنى بالدفاع عن حقوق التلاميذ قد خرجت في مسيرات احتجاجية في عشرات المعاهد بمختلف جهات الجمهورية للتعبير عن قلقهم من بلوغ أزمة التعليم مستويات خطرة باتت تهدد المستقبل الدراسي للتلميذ.
فيما نشر تلاميذ عبر صفحات على الشبكات الاجتماعية تعنى بمشاغل التلاميذ صورا وشعارات كانوا قد رفعوها في معاهدهم احتجاجا على بلوغ الأزمة بين الوزارة والنقابة إلى مستوى بات يهدد مستقبلهم.
وفي هذا السياق، عبرت الناشطة في مجال التربية نجاة حسين عن أسفها لوصول التفاوض بين نقابة التعليم والوزارة لطريق مسدود بات يمثل هاجسا للعائلات التونسية بعد أن تعلق مصير أبناءها بقرار من هذا الطرف أو ذاك.
وتابعت لـ"عربي21": "وإن كانت مطالب الأساتذة مشروعة غير أن الشعارات السياسية المرفوعة خلال الاحتجاجات واستهداف أطراف في الحكومة تؤثر على أهدافها الحقيقية وتجعلها تنحدر لنفق التجاذبات السياسية بدل الغايات المطلبية".
وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد دعا منذ أيام الطرف النقابي إلى التفاوض في إطار احترام القانون والدستور، مجددا رفضه مقاطعة الامتحانات وجعل التلاميذ ضحية الخلافات والتجاذبات في إطار إعلاء مبدأ المصلحة الفضلى للتلاميذ.
ورفض المستشار بديوان وزير التربية محيي الدين المسعودي في تصريح لـ"عربي21" ما أسماه سياسة لي الذراع التي تتعامل بها نقابة الأساتذة في تعاطيها مع الأزمة من خلال استغلال التلاميذ كوقود لحسم المعركة وتركيع الوزير.
ولكنه جدد في المقابل، حرص الوزارة على التعاطي بايجابية مع كافة مطالب الأساتذة، لافتا إلى وجود بعض المطالب المادية التعجيزية والتي لا تتوفر لها ميزانية في صلب الوزارة.
اتحاد الشغل في تونس يدعو للإضراب العام في 17 يناير المقبل
هاشتاغ في تونس يرفض زيارة ابن سلمان.. ودعوة للاحتجاج
تونس.. السبسي يُحرج النهضة ويصادق على المساواة في الإرث