قالت دراسة إسرائيلية صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، بمشاركة عدد من الباحثين الكبار، إن "العلاقات بين إسرائيل والصين تكشف عن نافذة مهمة لقراءة الفرص والتحديات، فبعد مرور عدة عقود على العلاقات الدبلوماسية بين بكين وتل أبيب، فإنها تواجه عددا من التحديات المهمة".
وأضافت الدراسة التي أشرف عليها الجنرال أساف
أوريون، مسؤول القسم الصيني بالمعهد، الرئيس السابق لشعبة التخطيط الاستراتيجي
بهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وترجمتها "عربي21" أن "التحدي الأهم
أمام إسرائيل يتمثل بكيفية الاستفادة من علاقاتها مع الصين في الفترة القادمة من
جهة، ومن جهة أخرى إدارة العلاقات المعقدة السائدة بينهما، بتخفيض حدة المخاطر
الكامنة، رغم أن علاقاتهما تشكل نموذجا نادرا من العلاقات السياسية".
وأكدت أن "الحقل الاقتصادي هو الأهم في علاقات
الدولتين، تحديدا بالنسبة لإسرائيل، خاصة من جهة اتساع الأسواق الصينية، رغم أن
هناك جملة فجوات تواجه إسرائيل، منها مشاكل اللغة والثقافة وطبيعة السوق من
الناحية التجارية".
وأوضحت الدراسة أن "هناك تحديات أخرى تتمثل في
السياسة الخارجية الصينية، وتأثيرها على تسويق المنتجات الإسرائيلية، مع العلم أن
مثل هذه التحديات تواجهها العديد من الدول التي ترتبط بعلاقات تجارية مع الصين،
ويجدر بإسرائيل استلهام تجربتها، والاستفادة من خبراتها في ذلك، رغم أن الصين
حافظت على كنوز استراتيجية وحيوية من خلال زيادة تأثيرها في السياسة الخارجية عبر
هذه الروافع الاقتصادية".
وأشار أوريون، الذي عمل سابقا في وحدة 8200 الأمنية
وجهاز الاستخبارات العسكرية، وانخرط بالتعاون الأمني الدولي، إلى أن "الأهم
مما تقدم أن إسرائيل لديها حساسية من العلاقات مع الدول العظمى، خاصة أن إسرائيل
تربطها بالولايات المتحدة تحالف غير مسبوق، ولا يوجد لها بديل، وتربطها بالصين
شراكة اقتصادية متصاعدة".
اقرأ أيضا: إسرائيل تتمدد عسكريا وتجاريا في الصين والهند وأذربيجان
واستدرك بالقول إن "المشكلة الماثلة أمام
إسرائيل أن هاتين القوتين العظميين تخوضان حربا تجارية، سواء بسبب خلافهما على
القواعد العامة للسوق العالمي، أو على صعيد تنامي التأثير والنفوذ الصيني في
العالم، ما قد يمنحها تفوقا استراتيجيا، لا ترضى عنه الولايات المتحدة".
وأكدت الدراسة أن "التحدي الأكبر أمام صناع
القرار في تل أبيب هو كيفية الاستفادة في الحد الأقصى من العلاقات التجارية
والاقتصادية مع الصين، بكل ما تحمل كلمة الحد الأقصى من معاني، دون المس بالحد
الأدنى من العلاقات مع الولايات المتحدة، ما يتطلب تقديم خطة عمل للجهات الحكومية
والوزارات الإسرائيلية ذات الاختصاص، الدفاع والخارجية والاقتصاد، ما يساعد على
تطوير سياسة واضحة من إسرائيل باتجاه الصين".
وأوضحت أن "إسرائيل ترى في التعاظم الاقتصادي
الحاصل من قبل القوة الآسيوية الصاعدة مترافقا مع تنام في قدراتها السياسية
والدبلوماسية، حتى وصلت إلى البيئة المحيطة بإسرائيل، وقد شهد العقد الأخير تناميا
في علاقات الجانبين بسرعة ملحوظة، ولكن من الناحية التاريخية، فنحن ما زلنا أمام
علاقات متواضعة جدا، ولا يمكن مقارنتها بعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، أو
حتى أوروبا".
وختمت الدراسة بالقول إن "تلاقي الدولتين،
إسرائيل والصين، في هذه اللحظة التاريخية فريد من نوعه، رغم الفجوات القائمة في
اللغة والثقافة، لكنه يفتح آفاقا رحبة من التعاون في مجالات البحث العلمي
والاقتصاد والتجارة والسياحة والدبلوماسية، بحيث يمكن لإسرائيل البحث عن الفرص
التي توفرها هذه العلاقات، وتلافي المخاطر الكامنة فيها".
هآرتس: هكذا تنتقل بؤرة الصراع بين إسرائيل وإيران إلى لبنان
كيف يرى مستشرقون إسرائيليون مستقبل العلاقات مع العرب؟
هذه استراتيجية نتنياهو للعودة إلى أفريقيا.. ما علاقة إيران؟