في الوقت الذي بدأ السباق الإسرائيلي نحو الانتخابات البرلمانية في نيسان/ أبريل القادم، ظهر في الصحافة الإسرائيلية مصطلح جديد اسمه "حزب الجنرالات"، ويشير إلى تجمع عدد من القادة السابقين للجيش الإسرائيلي الذي ينوون دخول الحلبة الحزبية والانتخابية.
صحيفة إسرائيل اليوم قالت إن "الحديث يدور عن اتصالات بدأت بين الجنرالين موشيه يعلون وزير الحرب السابق، وبيني غانتس رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، بغرض التوصل لتفاهمات قد تفضي لتشكيل حزب سياسي جديد".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "التقديرات تشير إلى أنه إن اتفق الاثنان على الدخول بقائمة واحدة، فإن غانتس سيكون على رأسها، ورغم أن يعلون سيعلن للتو عن تشكيل حزبه الجديد، فإنه قد يخوض الانتخابات تحت قيادة أحد جنوده السابقين، فلديهما شبكة علاقات ممتازة جدا تعود لمرحلة انخراطهما معا في الخدمة العسكرية بصفوف الجيش، حتى أصبح يعلون وزيرا للحرب مسؤولا عن غانتس الذي كان يقود الجيش".
وأوضحت أنه "من المتوقع أن تكون لنتيجة اتحاد الاثنين في قائمة واحدة تبعات وآثار سياسية جوهرية، لأنهما سيخوضان الانتخابات ضمن حزب سياسي بخلفية أمنية عسكرية لا يمكن احتسابه على معسكر اليسار، على اعتبار أن يعلون بالذات لا يصنف نفسه بهذا الاتجاه السياسي".
وأشارت إلى أنه "في أعقاب الكشف عن الاتصالات ظهرت التساؤلات: مَن مِن الاثنين سيتصدر القائمة، لأنه وفقا لاستطلاعات الرأي فإن غانتس يحظى بدعم واسع في صفوف الجمهور الإسرائيلي إلى ما قبل تشكيل الحزب الجديد، ولذلك فإن التقديرات تذهب باتجاه أن يكون الأولى حظا بترؤس الحزب الجديد، في هذه الحالة سيضطر يعلون الذي أعلن فقط عن تأسيس الحزب الجديد أن يوافق على الانطواء تحت قيادة جنديه السابق".
وأكدت بالقول إن "غانتس من المتوقع أن يتخذ قراره النهائي خلال الأيام القليلة القادمة، والإعلان للجمهور الإسرائيلي بصوته أنه سيتنافس في الانتخابات القادمة، لأن الأكيد أن غانتس يريد دخول المعركة الانتخابية والحلبة السياسية لمحاولة التأثير فيها، ولفترة زمنية طويلة قادمة".
وختمت بالقول إن "الجنرالات المحيطين بغانتس يشيرون إلى أن كل الخيارات موضوعة على الطاولة، وفي هذه الأيام لا يستبعد أن يتخذ غانتس أي قرار، وربما يكون من بينها تشكيل حزب جديد خاص به، يحافظ أصدقاؤه حتى اللحظة على سرية توجهه السياسي، كما لو أن الأمر يسبق تنفيذ عملية عسكرية في أرض العدو".
شيريت أبيتان-كوهين، الكاتبة الإسرائيلية بصحيفة مكور ريشون، قالت إن "الجنرالات بدأوا الصعود باتجاه السباق الانتخابي، في ظل بروز أسماء جديدة من أوساط قادة الجيش السابقين، ومنهم يوم توف-سامية قائد المنطقة الجنوبية الأسبق، وإيهود باراك وزير الحرب وقائد الأركان الأسبق، ويوآف غالانت".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "ترشح هؤلاء الجنرالات يحصل على خلفية الأزمة الأمنية التي تبدو فيها إسرائيل عالقة في الجبهة الجنوبية مع غزة، دون أن توجه إليها ضربة حاسمة، ما يعزز طغيان الصبغة العسكرية على الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة".
وأشارت إلى أن "غانتس الذي قاد حرب الجرف الصامد الأخيرة في غزة صيف 2014، ونال انتقادات قاسية من الكابينت ومراقب الدولة، يحظى اليوم بعدد يتراوح بين 13-16 مقعدا، مع أنه يبدو مطلوبا لحزبي "يوجد مستقبل" و"المعسكر الصهيوني"، اللذين يفتقران لوجود جنرالات في صفوفهما الأمامية".
وأوضحت أن "يعلون لم يترك دقيقة إلا استغلها تحضيرا للانتخابات القادمة، ولم يشأ أن يتطرق للمسائل العسكرية التي تتعامل معها إسرائيل في هذه الآونة، لكنه يطالب بنوع من الائتلاف مع أكثر من حزب وتكتل؛ لإيجاد قيادة بديلة للدولة".
وكشفت أن "توف-ساميه يسعى لتشكيل حزب جديد برئاسته، أو ينضم لأحد أحزاب الوسط، لكن لا يبدو أن أيا منها مستعد لإخلاء المقعد الأول لصالح هذا الجنرال، مع أنه انضم لحزب العمل أكثر من عامين، ثم غادره قبل شهور، فيما تقول الشائعات المحيطة إنه ترك الحزب لأنه لم يحصل على وعد بتولي حقيبة الحرب في حال شكل زعيم الحزب آفي غاباي الحكومة القادمة".
وأضافت أن "إيهود باراك يعمل بصورة حثيثة عبر شبكات التواصل والمقابلات التلفزيونية، ويسعى لوضع نفسه ضمن دائرة الخيارات المتوقعة بديلا لبنيامين نتنياهو، بحيث يرى نفسه مرشحا على قوائم وسط اليسار؛ كي يكون قادرا على قيادة الدولة والفوز بالانتخابات".
وختمت بالقول إن "الأشهر القادمة ستشهد ظهور المزيد من الجنرالات الذين سيجدون أنفسهم بصدد اتخاذ قرارات لتشكيل أحزاب جديدة، أو الانضمام لأحزاب قائمة، بينهم يوآف غالانت القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية وعضو حزب "كلنا" الحالي برئاسة وزير المالية موشيه كحلون، لكنه قد ينضم لقائمة حزب الليكود".
هآرتس: هكذا تنتقل بؤرة الصراع بين إسرائيل وإيران إلى لبنان
خيبة أمل إسرائيلية من إخفاق مصر بمواجهة مسلحي سيناء
كيف يرى مستشرقون إسرائيليون مستقبل العلاقات مع العرب؟