كشف مسؤولون أكراد عن وساطة مصرية بين النظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" التي يشكل الكرد عمودها الفقري، لرعاية اتفاق بشأن مستقبل المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" في الشمال والشرق السوري.
وفي التفاصيل، كشفت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لـ"مجلس سوريا اليمقراطية" الواجهة السياسية لـ"قسد"، عن اتصالات أجريت الأيام القليلة الماضية بين قيادات كردية ومسؤولين مصريين، لتتدخل القاهرة في مسألة التوسط بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية التي تعول كثيرا على مساهمة مصر في تحريك هذه المسألة.
وأضافت لصحيفة "العرب" اللندنية، أن "قسد" تأمل في التحرك بشكل فوري لوقف التصعيد في شمال سوريا، والتوسط لدى الحكومة السورية ورعاية اتفاق مع القوى الكردية.
حديث أحمد يأتي بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزمه على سحب قوات بلاده من شمال سوريا، الأمر الذي اعتبر بمنزلة التخلي عن القوات الكردية من قبل واشنطن.
وفي تعليقه على الوساطة المصرية، قال عضو الائتلاف عن المجلس الوطني الكردي، شلال كدو، إن توجه "قسد" نحو مصر، هو بسبب الاختلاف في التوجه السياسي بين القاهرة وأنقرة، على أمل أن تقوم مصر بتقريب وجهات النظر مع النظام السوري، للحيلولة دون تقدم تركيا إلى مناطق شرقي الفرات.
وعن فحوى الوساطة، أوضح كدو لـ"عربي21" أنها تبحث في تقريب وجهات النظر بين "قسد" والنظام السوري، لدخول قوات الأخير إلى المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، مبينا أن الأخيرة تتودد للنظام بعد التهديدات التركية باجتياح المنطقة.
وقال إن "قسد تعمل على أن يقوم النظام بنشر قواته على الشريط الحدودي، على أمل أن يمنع ذلك تركيا من التقدم".
اقرأ أيضا: ما مصير أسلحة الوحدات الكردية الأمريكية؟.. خبراء يجيبون
وحول حظوظ نجاح ذلك، رد كدو: "باعتقادي أنه لن يكتب لهذه الوساطة النجاح، لأن النظام لا يملك قراره في هذا المجال، ومستقبل هذه المناطق سيحدده التنسيق ما بين تركيا وروسيا".
وأضاف أن روسيا تحاول القيام بدور الوسيط، وقال "المرحلة المقبلة ستكون حبلى بالتطورات في ما يتعلق بمناطق شرقي الفرات".
ومثل كدو، اعتبر الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، أن "الدور الروسي سيكون بيضة القبان لحسم مستقبل المناطق الحدودية".
وقال السعيد لـ"عربي21" إنه "من الواضح حتى الآن، أن روسيا متمسكة بخيار التنسيق الرفيع المستوى مع تركيا، وهي باتت مجبرة على كسب ود تركيا بعد إعلان ترامب سحب قواته، لأن تركيا اليوم باتت الطرف الوحيد القادر على ضمان أمن الشمال السوري بشكل عام".
وبالعودة إلى الوساطة المصرية، ربط الباحث بينها وبين زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني لدى النظام السوري، اللواء علي مملوك إلى القاهرة الأسبوع الماضي، قائلا: "يبدو أن الوساطة المصرية جاءت بطلب من النظام السوري".
اقرأ أيضا: "قسد" تنقل سجناء منبج لأماكن مجهولة.. هل تسلمهم للنظام؟
وسبق أن نقلت وسائل إعلام أمريكية عن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قوله للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن على تركيا إكمال مهمة القضاء على تنظيم الدولة في سوريا بعد انسحاب قواته.
وقال أردوغان، الجمعة، إن تركيا ستتولى المعركة ضد تنظيم الدولة في سوريا مع سحب الولايات المتحدة لقواتها، مضيفا أن العملية العسكرية المزمعة ستستهدف وحدات حماية الشعب وتنظيم الدولة.
صراع في قلب النيل.. هل ينفجر البارود في حكومة السيسي؟
خطة جديدة بشمال سيناء للسيطرة على الوضع الأمني.. تفاصيل
فيلم إباحي جديد بالأهرامات.. لماذا يفضلون الآثار المصرية؟