نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا للكاتب روس دوات،مفصلا سيناريوهات العام الجديد في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب.
ويبدأ الكاتب مقاله بالقول: "في هذا الوقت المظلم من العام، الذي تتسم فيه السياسة بالبطء، أحب أن أكتب عمودا أذكر فيه أخطائي التحليلية وتوقعاتي في الـ365 يوما الماضية، وربما أبعد منها، التي وردت في أعمدتي الصحافية، وفي هذا العام فإن وتيرة الأخبار تجعل من هذا الأمر غير سهل، ولهذا قررت أن أفكر بما حدث على رئاسة ترامب من شباط/فبراير الماضي، عندما كتبت عمودا وصفت فيه قائدنا الأعلى بـ(المروض)".
ويشير دوات في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه "كان يقصد بالمروضين الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذين قاموا بعملية الترويض"، وهم بحسب توصيفه "مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ والمسؤولين في الحكومة، الذي حرفوا مسار رئاسته الحقيقي، ليس الذي يديره عبر "تويتر"، إلى المسارات شبه الطبيعية لرئيس جمهوري".
ويقول الكاتب: "في ذلك الوقت كان يمكن للشخص وضع قائمة في وعود (أو تهديدات) ترامب الانتخابية الضالة لترى ما نفذ منها، وهو قليل جدا، وفي ذلك الوقت كان يمكنك النظر إلى أجندة ترامب الاقتصادية وفي الشؤون الخارجية لترى أنها تأثرت ببول ريان وجيمس ماتيس وليس اندفاعات الرئيس الحقيقية".
ويلفت دوات إلى أن "هذا كان قبل 10 أشهر، ومن ذلك الوقت فقد تمت إعادة تفكيك إدارة ترامب قطعة تلو الأخرى، فالرموز الذين أضفوا حالة من الطبيعية على الإدارة رحلوا، أو تم التخلص منهم بطريقة فظة، مثل مستشار الأمن القومي أتش آر ماكمستر، ومستشاره الاقتصادي غاري كوهين، ووزير العدل جيف سيسشنز، ومدير طاقم البيت الأبيض جون كيلي".
ويبين الكاتب أن "العام كان ترامبيا من الحرب التجارية والخروج من الاتفاقية النووية مع إيران، والمقابلة على طريقة تلفزيون الواقع مع ديكتاتور كوريا الشمالية، ومقابلة فلاديمير بوتين التي تشبه النجم والمعجب به".
وينوه دوات إلى أن "التوجهات الشخصية والسياسية وصلت أوجها هذا الكريسماس بقرار إخراج القوات الأمريكية من سوريا، والرحيل المفاجئ لوزير الدفاع ماتيس، وحرب الرئيس لمدير وكالة الاحتياط الفيدرالية وسط انخفاض في السوق المالية، والآن إغلاق مؤسسات الحكومة الفيدرالية، وتمسك ترامب بموقفه، وحصوله على ميزانية لدعم حرب الحدود الخرافية".
ويصف الكاتب الوضع الحالي و"هو خروج ترامب من عقاله، كما توقع كل شخص خافه، وباستثناء أن ترامب الخارج من عقاله فإنه لم يعد مطوقا بالجنرال ماتيس، ومرشدا من رئيس الكونغرس ريان، لكنه يواجه معارضة من مجلس النواب ذي الغالبية الديمقراطية المسلح الآن بالاستدعاءات القانونية، وجاهز للحرب السياسية، وترامب الخارج من عقاله وحيدا، فقد ذهب سحره الانتخابي في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر النصفية، ويميل السيناتورات الجمهوريون في مجلس الشيوخ نحو إبعاد أنفسهم عن سياساته".
ويقول دوات: "لهذا فإن الرئيس مرة أخرى خطير وبقيود قليلة، وفي الوقت ذاته يسهل عليه التراجع، وهو متحرر ومعزول في الوقت ذاته، وهو حال غريب حتى في معايير إدارته، وحتى يجنب نفسه الإحراج فإنه لن يقوم بتقديم تكهنات، لكن توضيح حول الكيفية التي ستتشكل فيها هذه الخلطة العجيبة".
ويجمل الكاتب الاحتمالات المتوقعة لمصير ترامب في العام القادم:
الاحتمال الأول: وهو الأقل، العودة إلى الحالة الطبيعية النسبية في الحكومة.
وفي هذا السيناريو، يرد ترامب على المؤشرات التي يفهمها، والأهم في هذه الهزات في السوق المالية، ويسيطر على حواسة المندفعة، ويعثر على مجموعة من رموز المؤسسة لإرشاده، ويقوم بعقد صفقات ضرورية مع الحزب الديمقراطي، ويبحث عن طرق للنجاة من تحقيق مولر الذي سيرمي الوضع السياسي ويهزه.
الاحتمال الثاني: ما قدمته مؤرخة ووتر غيب إليزابيث درو في مقال لها في "نيويورك تايمز" يوم الخميس، وهو الزحف نحو محاكمة الرئيس، وربما استقالة ترامب.
وفي هذا السيناريو تصبح تصرفات ترامب المتقلبة، والفوضى التي تبذرها في الأسواق المالية، وتحالفات أمريكا، ومصالح الحزب الجمهوري في خطر، وتؤدي إلى طلاق ودي يعزز الدينامية السياسية، خاصة بعد تقرير مولر ونتائجه المدمرة.
ويفيد دوات بأنه عند هذه النقطة يتوصل الجمهوريون إلى نقطة بأن الرئيس يصبح كما قالت درو: "عبئا كبيرا على الحزب، أو خطرا كبيرا على البلد"، ليواصل عمله في مكتب الرئاسة.
ويعتقد الكاتب أن هذا الاحتمال، مثل الأول، لن يتحقق، بل هناك احتمال لتعايش الاحتماليين الأول والثاني مع الثالث، وهو أن تثبت صحة فكرة عدم تقيد ترامب، ويظهر أن هذا الوضع لم يؤثر على شعبيته وأنها ارتفعت بدلا من هبوطها.
ويجد داوت أنه "مع أن الاحتمال الثالث غير مطروق؛ لأن أفكار ترامب إما أنها معقولة أو شعبية أكثر من البديل الذي تقدمه المؤسسة، فأجندة بول ريان أثرت على انخفاض شعبية ترامب وليس العكس، وقمته مع كيم جونغ- أون حظيت بشعبية مثل أي شيء آخر عمله، وحتى قرار الخروج من سوريا المثير للجدل فإن هناك حالة معقولة لسحب القوات، ولكن حتى يتحقق السيناريو الثالث، وهو إثبات صحة موقف ترامب، الذي يعني به بقاء شعبية الرئيس أقل من 40%، وتجنب المحاكمة فهو يحتاج إلى شيء أكبر، وهو تجنب أزمة أكبر تجعل البيت الأبيض عقيما وعلى قاعدة كارثية".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "في النهاية قد يتقابل الشخص مع الأزمة، والاحتمال النهائي الذي يجب أن نواجهه في عام 2019 هو ذاته الذي تحدثت عنه خلال العامين الماضيين، أن ما يجب علينا أن نخشاه من ترامب ليس السياسة السيئة، أو خرق الأعراف، أو الفساد، وهو أنه بذهاب ماتيس وماكمستر وكوهين وكيلي، وبقي جارد كوشنر وميك مولفاني، فقد تحدث أزمة مالية على القاعدة ذاتها التي أحدثتها هجمات 9/11، وستصبح الأمور مظلمة حتى قبل قراءة التعديل 25، وعند هذه النقطة عام سعيد أمريكا وابق متجهما مايك بينس".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
خطة يهودية لدفع الكونغرس لدعم تطهير عرقي للفلسطينيين
ذا هيل: الكونغرس يستعد لمعركة مع ترامب بشأن السعودية
صحيفة روسية: الضغط على إيران يهدد مضيق هرمز