نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على قرار المحكمة العليا في البحرين في 31 من كانون الأول / ديسمبر، الذي أدان المعارض نبيل رجب بالسجن لمدة خمس سنوات، على خلفية انتقاده للحرب في اليمن من خلال حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وقد بلغ عدد السجناء السياسيين في الأرخبيل اليوم أربعة آلاف شخص.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن صورة نبيل رجب، الشخصية المعروفة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في البحرين، البالغ من العمر 54 سنة، اكتسحت خلال الأيام الأخيرة مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في العالم بأسره.
وفي 31 من كانون الأول / سبتمبر، أدين الناشط البحريني من قبل المحكمة العليا للمملكة، التي غالبا ما تكون أحكامها غير قابلة للطعن، بالسجن لمدة خمس سنوات. ويعزى ذلك لإقدام رجب على انتقاد التدخل العسكري للبحرين في حرب اليمن وذلك من خلال حسابه على تويتر.
وأوضحت الصحيفة أن رجب، وهو نائب الأمين العام للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ورئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، الذي عرف بأنه من أبرز المعارضين الشيعة في البلاد، دأب منذ سنة 2012، على قضاء فترات طويلة قيد الاحتجاز. وقد سجن بالفعل لعدة أشهر بين جدران سجن جو المركزي، الذي يعد من بين المؤسسات العقابية في البلاد والذي وقع التنديد بممارسات التعذيب التي ترتكب في حق المعتقلين بين جدرانه منذ سنة 2015.
اقرأ أيضا: هكذا علقت الأمم المتحدة على حكم بحبس ناشط بحريني
وفي واقعة سابقة، التي اتهم بموجبها "بنشر الشائعات والأخبار الزائفة"، في تموز / يوليو من سنة 2017، وذلك على خلفية المشاركة في مقابلات تلفزيونية، انتقد من خلالها السلطات البحرينية، أدين نبيل رجب بالسجن لمدة سنتين.
وفي بيان صحفي نشر في 31 من كانون الأول/ ديسمبر، شددت منظمة العفو الدولية على أن رجب يعتبر "سجين رأي عام. ومن العار أنه قد قضى بالفعل سنتين وراء قضبان السجن. ندعو إلى إطلاق سراحه الفوري ودون أي شروط".
وأوردت الصحيفة أن حكم المحكمة العليا الأخير لم يتأخر عن إثارة غضب العديد من المنظمات الحقوقية. وفي هذا الصدد، أوردت منظمة العفو الدولية أن "هذه الإدانة تعتبر بمثابة المحاكمة الساخرة".
ومن جهته، ندد معهد البحرين للحقوق والديمقراطية بالحكم الذي اعتبر أنه "مخطط له سلفا"، ويثبت أن "النظام السياسي الفاسد الحالي عازم على متابعة اضطهاد نبيل رجب.
اقرأ أيضا: محكمة بحرينية تؤيد حكما بسجن الناشط نبيل رجب
ونوهت المنظمة بأن "تعمد الإعلان عن الحكم بالتزامن مع احتفالات رأس السنة، حيث يكون اهتمام المجتمع الدولي غائبا، يبين بوضوح نوايا القادة البحرينيين".
وأضافت الصحيفة أن آدم رجب، نجل المدافع عن حقوق الإنسان، أورد في خطاب نشر في الصحافة الدولية، أن "وقت الإعلان عن الحكم متعمد، إذ أنه لا يوجد وقت أفضل من عشية رأس السنة الجديدة لإخفاء الأخبار السيئة"؛ مشيرا إلى أن والده "يدفع الثمن الباهظ".
وأفادت الصحيفة بأن نبيل رجب يعد أحد الأهداف الرئيسية لحكومة البحرين، التي تديرها عائلة آل خليفة بقبضة من حديد. ويذكر أنه خلال ثورات الربيع العربي قادت هذه الحكومة حملة حادة من القمع ضد الشعب المحتقن.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، هزّت الأرخبيل العديد من الاضطرابات المتفرقة قادها متظاهرون شيعة يطالبون بتمثل سياسي لهم بشكل أفضل في البلاد. لكن في هذا البلد الذي يحتل المراتب الأخيرة في مؤشر حرية الصحافة لسنة 2018، شهدت السنوات الثمان الأخيرة حل العديد من حركات المعارضة، وسجن عشرات المعارضين والصحفيين.
محامي ترامب يحاول ربط علاقات مع حكومات جديدة.. أين؟
الغارديان: مطالب أسترالية بالإفراج عن العريبي في تايلاند
لوموند: محادثات السويد حول اليمن هشة بنجاح وحيد