حظيت التطورات الميدانية الداخلية الأخيرة في السودان بمتابعة إسرائيلية حثيثة، في ظل أهمية موقعه الجغرافية، والتطلعات السياسية الأخيرة نحو تطبيع العلاقات الإسرائيلية معه، رغم النفي الرسمي للخرطوم.
عنبال بن يهودا الكاتبة الإسرائيلية في موقع محادثة محلية قالت، إن "الاحتجاجات السودانية تعني أن الثورة نجحت، وجميع المحيطين بالرئيس عمر البشير يدركون أنه فشل، لأن السودان يشهد عاصفة حقيقية، فالنساء والأطفال والرجال يتظاهرون ضد الدكتاتور، ويواجهون بالنيران الحية من قوات الأمن، لكنهم يواصلون التظاهر، وقد حققوا جملة إنجازات مهمة".
وأضافت في تقرير مطول ترجمته "عربي21" أنه "رغم محاولات التحريض الصادرة عن البشير، لكن جميع القوى السياسية السودانية توحدت لإسقاطه، وهو الذي وصل إلى الحكم عبر انقلاب عسكري قبل ثلاثين عاما، وها هو اليوم يواجه احتجاجات عارمة قبل عشرة أيام من نهاية العام المنصرم للتو في عدة مدن شمال ووسط البلاد والعاصمة الخرطوم".
وأوضحت بن يهودا، الباحثة في منتدى التفكير الإقليمي، والناشطة الاجتماعية، أنه "كان لافتا أن تشهد مدن عالمية في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأستراليا ودول أخرى مظاهرات تضامنية مع المحتجين السودانيين في الداخل، ولعل المؤشرات التي رافقت خروج هذه التظاهرات، تشير إلى تحقيق نجاحات واضحة للتحرر من النظام الحالي".
ورصدت الكاتبة "جملة سيناريوهات حول مآلات الاحتجاجات السودانية، ومنها: عدم كفاية وحدة القوى السياسية السودانية لتحقيق إنجاز حقيقي وجدي، أو إجهاض هذه التظاهرات بسبب القمع الأمني، وربما الوصول لصفقة مع النظام لبقاء الوضع القائم، لكن نشطاء عديدين رجحوا الخيار الأول، ويعتقدون أن الشعب السوداني وصل في مظاهراته إلى نقطة اللاعودة، لأنه لم يتبق لديه ما يخسره".
الموقع الإسرائيلي أجرى لقاءات مع عدد من النشطاء السودانيين، ومنهم رضوان داود مساعد رئيس الحملة السياسية "سودان المستقبل" ،الذي قال إن "الهدف الحقيقي لهذه المظاهرات هو التخلص من النظام القائم، وإقامة حكومة انتقالية قصيرة تمثل كل القوى السياسية السودانية، ثم إجراء انتخابات حرة ينتخب فيها السودانيون زعماءهم".
وأضافت أن "22 حزبا سياسيا سودانيا توحدت في ائتلاف مشترك، وقعت على مذكرة دعت البشير لإعلان حل الحكومة الحالية، وتشكيل أخرى انتقالية تكنوقراطية لمدة أربع سنوات، ثم تجري انتخابات حرة".
الناشطة زينة علي تقول إن "هذه الأحزاب جزء من النظام القائم، ولذلك ليس لمذكرتها أي معنى، النظام الحاكم كله يجب أن يرحل، رغم أن هذه الجولة الحالية من المظاهرات حققت بعض الإنجازات".
تشير الكاتبة إلى أن "احتجاجات السودان في آخر أيام العام، حظيت بتغطية إعلامية واسعة، وأطلق عليها اسم "مظاهرة الخبز"، حيث إن نقص المواد الغذائية وارتفاع أسعار الخبز اعتبرت سببا أساسيا في اندلاع هذه المظاهرات، كما وصل معدل التضخم في السودان إلى 70%، وسعر الدولار الأمريكي بلغ 64 جنيها سودانيا في السوق السوداء، ومع ذلك فإن الواقع القائم في السودان يبدو أكثر تعقيدا".
تختم الكاتبة تقريرها بالقول: "هناك كثير من الشكوك في أن يكون ما تشهده السودان من احتجاجات شعبية، هي استمرار للربيع العربي الذي انطلق في الشرق الأوسط في مثل هذه الأيام قبل ثمانية أعوام، رغم وجود الكثير من القواسم المشتركة معه، وأوجه الاختلاف، لكن السمت الواضح للمظاهرات أنها شعبية جماهيرية، وليست حزبية، فالأحزاب اكتفت بدعمها فقط، بجانب النشطاء النقابيين الذين تراجع دورهم عن سنوات سابقة".
وزير داخلية السودان: نقف مع البشير ولا تغيير إلا بالانتخابات
هكذا علّق مسؤول بالحزب الحاكم في تركيا على احتجاجات السودان
وعود البشير تثير سخرية نشطاء.. وسودانيون يردون بـ"الراب"