فتحت زيارة مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، مارتن
غريفيث، للعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، ولقائه زعيم الجماعة، عبدالملك
الحوثي، تساؤلات عدة حول دلالاتها وتوقيتها.
وجاءت زيارة المبعوث الأممي، في ظل إخفاق رئيس لجنة
المراقبة الأممية لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة (غربي اليمن)، الجنرال باتريك
كاميرت، عن إحراز أي تقدم فيما يتعلق باتفاق السويد الخاص بهذه المدينة الساحلية.
ويرى متابعون للشأن اليمني أن غريفيث، سارع لزيارة
صنعاء ولقاء زعيم الحوثيين لإنقاذ الاتفاقات التي خرجت بها مشاورات السويد المهددة
بالفشل، في الوقت الذي يتحاشى الدبلوماسي البريطاني السقوط في موقف محرج، بعدما رفع
من سقف تفاؤله خلال انعقاد المحادثات في ستوكهوم الشهر الماضي.
وكان المبعوث الأممي التقى الأحد، زعيم الحوثيين
الذي أشار إلى "العراقيل والإعاقات والخروقات"، التي تواجه اتفاق ستوكهولم
من أطراف التحالف العربي بقيادة السعودية. وفقا لما نشرته وكالة "سبأ" للأنباء
بنسخة الحوثية.
"اتفاق
مهدد بالفشل"
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس تحرير صحيفة "المصدر"
اليمنية (متوقفة عن الصدور)، على الفقيه إن "المبعوث الأممي سوّق قدرا كبيرا من
التفاؤل للأمم المتحدة وللأطراف الدولية المعنية بعملية السلام في اليمن، وعدّ الخطوات
التي أنجزت في مشاورات استوكهولم، رغم هشاشتها، إنجازا مهما".
وتابع حديثه لـ"عربي21" أن غريفيث "يريد
أن يدفع باتجاه ما تم التوصل إليه من تفاهمات نظرية حول عدد من القضايا المهمة، وفي
صدارتها إنهاء العمليات العسكرية في الحديدة".
وأكد الفقيه أنه مع تباطؤ سير تنفيذ ما تم الاتفاق
عليه سواء في ملفي الحديدة وتبادل الأسرى والمعتقلين، فإن هذا التحرك يأتي في محاولة
للضغط على الأطراف للتنفيذ، خاصة أن الوقت يمضي دون أي نتائج حقيقية.
وعزز الصحفي اليمني من فرضية الفشل، بأن التقرير الذي
رفعه الجنرال باتريك عن ما أنجزه خلال الأسبوعين الماضيين، يعد مخيبا للآمال.
وحسب الصحفي الفقيه، فإن المبعوث الأممي يسعى إلى جلب
الأطراف مرة ثانية إلى الطاولة، ذلك أنه قد اندفع في تصريحات سابقة للحديث عن جولة
مشاورات في كانون الثاني/ يناير الجاري.
"عتب
وتمهيد"
من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي اليمني، عادل
الأحمدي، إن "تعنت الحوثي وصلفهم، جعلهم يفشلون أكبر حليف لهم وهو المبعوث الأممي،
مارتن غريفيث".
وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن غريفيث "حاول
أن يساعد الحوثيين، وقدم لهم خدمات جليلة في السويد، واستطاع أن يستخدم نفوذه ونفوذ
دولته في الضغط على الحكومة".
ووفقا للأحمدي، فإن المبعوث الدولي ضمن عدم اجتياح قوات
الشرعية للحديدة، وبذلك ضمن بقاء الحوثيين فيها بشكل أو بآخر.
لكنه استدرك قائلا: "للأسف أفشلوا هذه المهمة
عليه".
وأوضح الباحث اليمني أن جزءا من زيارة غريفيث نوع من
العتب على الحوثيين، إلى جانب كونها محاولة لتمهيد الطريق أمام رفيقه كاميرت، رئيس
الفريق الأممي الموجود بالحديدة.
وأشار إلى أن "الغرض الأساسي من اتفاق السويد
تم، وهو القول إنه نجح من خلال اجتماع الطرف
الحكومي مع الحوثيين على طاولة واحدة. مؤكدا أن الكثير من المراقبين لم يتوقعوا نجاح
التنفيذ، ويستحيل تنفيذه، لكنهم لن يقولوا إن اتفاق السويد فشل" على حد
تعبيره.
وأوضح السياسي الأحمدي أن ما يجري هي محاولة للالتفاف
على ذلك، بغرض تسجيل انتصار مهني لغريفيث أمام الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وفي 13 كانون أول/ديسمبر 2018، اختتمت جولة مشاورات
بين طرفي النزاع اليمني، اتفقا خلالها على ملفي الأسرى والحديدة، وتوصلا إلى تفاهمات
حول ملف تعز، بينما أخفق الطرفان في التوصل إلى تفاهمات في ملفي الاقتصاد والبنك المركزي
ومطار صنعاء.
اقرأ أيضا: غريفيث يلتفي زعيم الحوثيين في صنعاء.. هذا ما تناولاه
ما حقيقة تسليم الحوثيين ميناء الحديدة الاستراتيجي؟
تعرف على خارطة النفوذ وتوزيع القوى في اليمن خلال 2018
"مهمة معقدة" تواجه لجنة وقف القتال في الحديدة (تقرير)