استنكر رئيس مركز "حريات" للدراسات السياسية والاستراتيجية، طارق الزمر، إدراجه، أمس الخميس، للمرة الثالثة على قوائم "الإرهاب"، كاشفا عن لقاء سابق جمعه برئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، بشأن كيفية مواجهة "الإرهاب".
وقضت محكمة النقض (أعلى هيئة قضائية في مصر) بتأييد إدراج الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية، طارق الزمر، و318 معارضا آخرين، على قوائم "الإرهاب" بزعم تحريضهم وقيامهم بأعمال عنف.
وقال الزمر – في تصريحات خاصة لـ "عربي21": "ليس هناك أقوى من الحقائق في مواجهة تلال الأباطيل والافتراءات، ولهذا فإن ردي على تهمة الإرهاب رغم أنها صادرة من نظام كل بضاعته الكذب والبهتان لن يكون بغير نشر الحقائق وكشف الأكاذيب".
وأعلن عن إطلاقه موقعا إلكترونيا على شبكة الإنترنت مدعما بالمقالات والتصريحات واللقاءات الإعلامية والمواقف التي شارك فيها، والذي قال إن بعض أصدقائه رأوا أنه ضروري لتوثيق "أحد جوانب الممارسة السياسية في مصر بعد ثورة يناير، والرد على افتراءات الثورة المضادة التي لاتزال تتهمنا بالإرهاب".
وأضاف الزمر: "كما أن ضرورات التقدم في السن، ودنو الأجل، ووجوب إبراء الذمة، وأداء الأمانة، يستلزم توضيح ما أشكل من المواقف وما التبس من الأحداث، حتى لا تكون سببا في تكريس الأخطاء أو دليلا على استمرار الخلل في واقع أمتنا".
اقرأ أيضا : الزمر: سيناريو 25 يناير بات وشيكا والسيسي لن يطول (حوار)
وأكمل: "السيسي الذي يتهمني اليوم بالإرهاب هو ذاته الذي استقبلني في مكتبه بوزارة الدفاع في تشرين الأول/ أكتوبر 2012 ليسألني كيف يمكن مواجهة الإرهاب في سيناء؟ وقد كان ذلك ممكنا يومها بالفعل، لكن المؤكد أنه لم يكن يرغب في ذلك".
ولفت الزمر إلى أن "السيسي قبل انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013 كان يخطط لنشر الإرهاب في مصر، لأن ذلك هو المبرر الدولي الأقوى لدعم انقلابه على الديمقراطية، بل وللسماح له بالاستمرار في الحكم برغم الكوارث السياسية التي يرتكبها بشكل شبه يومي".
وأوضح أن "النظام الذي يقمع شعبه ويرتكب كل هذه الجرائم التي ترصدها يوميا منظمات حقوق الإنسان لم يبق لديه ما يستتر خلفه سوى اتهام كل معارضيه بالإرهاب، وليراجع من أراد أن يراجع سجل الإرهابيين وفق أكاذيب هذا النظام سيجدهم دون شك قامات في العالم، وسياسيون يُشار إليهم بالبنان، ورياضيون ملؤوا القلوب حبا لهم".
وتابع: "إن القراءة المتأنية للحوار الأخير مع قائد الانقلاب على شبكة cbs، والذي ظهر فيه مذعورا عندما واجهته الحقائق تكشف كيف أن اتهامه لمعارضيه بالإرهاب هو حائط السد الوحيد الذي يستخدمه في التستر على جرائمه والدفاع عن استمرار بقائه في الحكم.
لكن ذلك لم يستطع أن يخفى الحقيقة المرة التي كشفها الحوار، وهي أننا أمام ديكتاتور سفاح يرتوي من دماء الشرفاء ويقتل الأبرياء بدم بارد، وأن كل سياساته لا تقاوم الإرهاب ولا تحاصره، بل تنشره وتوسع من دوائر نشاطه".
وقال: "إنني لا أدافع عن نفسي في مواجهة أباطيل نظام السيسي الباطل، وذلك لأن مواقفي والمنشور والمرئي من مشاركاتي الإعلامية يدحض افتراءاتهم ويبطل حججهم، إن كانت لهم حجة، لكني أتحداهم أن يقدموا دليلا واحدا أو شبهة دليل على ما يزعمونه".
وأردف: "لما كان الدفاع عن ثورة يناير وأهدافها هو أهم سبب لشيطنة المعارضين واتهامهم بالإرهاب، فقد اعتمد هذا الموقع على جعلها نقطة الانطلاق ومركز الاهتمام؛ لأنها بالفعل قاعدة لكل التحولات المصرية الجارية والمتوقعة سواء كانت فكرية او سياسة أو استراتيجية".
وأشار إلى أن ثورة يناير هي "أهم نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث، كما ارتبط بها كل الوطنيين الغيورين والسياسيين المخلصين والحالمين بغد أفضل، تحكمه أهداف ومبادئ هذه الثورة العظيمة، والتي لا يمكن تصور مستقبل مصر بعيدا عن آثارها وتداعياتها التي لاتزال تتراكم في وعي وبنية المجتمع وثقافة الأجيال".
واستطرد الزمر قائلا: "لن تتوقف آثار ثورة يناير حتى يكون لها النصيب الأوفر من زلزلة بنيان الفساد والقضاء على جذور وبذور الاستبداد"، لافتا إلى أن موقعه الشخصي سيجعل الثورة محورا لرصد كل ما جرى وما يجري وتوقع ما سوف يجري.
واختتم بقوله: "لدينا يقين جازم بأن شفرة يناير وحدها هي التي ستفتح أبواب المستقبل، وأن أهدافها وحدها هي التي تلبي طموح شبابنا اليوم وغدا وكل يوم، وهي التي أيضا ستريح شبابنا الذين ضحوا من أجلها ولم يروا هذا اليوم، سواء الذين روت دماؤهم أرض مصر وشوارعها أو الذين استشهدوا داخل معتقلاتها أو الذين علقوا بسببها على أعواد المشانق ظلما وعدوانا".
تصريحات بومبيو عن معتقلي مصر تثير غضب النشطاء
هل يضحي السيسي بحزب النور بعد قانون حل الأحزاب الدينية؟
المؤبد لدومة.. حكم السيسي على نشطاء الثورة (إنفوغراف)