دعوات لإقالة وزير تونسي بعد ظهوره بقناة إسرائيلية (شاهد)

فجر ظهور وزير السياحة التونسي من أصول يهودية عبر قناة إسرائيلية، موجة جدل بين الأوساط السياسية والحقوقية في تونس، وسط دعوات لإقالته، فيما أعلن حزب التيار الشعبي المعارض، رفعه قضية ضد الوزير بتهمة التطبيع مع الكيان الصهيوني. 

وظهر الوزير روني الطرابلسي عبر قناة "آي 24" العبرية الناطقة باللغة الفرنسية ليصرح في معرض حديثه عن دور تونس ورغبتها في إرساء السلام في المنطقة العربية وتحديدا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وأثار حضور الوزير ذي الأصول اليهودية عبر القناة الإسرائيلية، حفيظة أحزاب تونسية حيث نشر حزب "التيار الشعبي" ذو التوجه القومي، بيانا استنكر عبره  محاولات فرض التطبيع على الشعب التونسي، معلنا رفع قضية ضد الوزير. 

ودعا الحزب إلى "ضرورة التعجيل بإعفاء وزير السياحة من مهامه احتراما لقيم وثوابت الشعب التونسي في رفضه ومقاومته للصهيونية وحماية لسيادة تونس واستقرارها".

واتهم الحزب الحكومة التونسية "بالتواطؤ في التطبيع وإخضاع تونس وشعبها للإرادة الصهيونية ".
وجدد دعوته لاستمرار الملاحقة القضائية لكل من يتورط في التطبيع مع الكيان الصهيوني.

واعتبرت القيادية في حزب التيار الشعبي مباركة البراهمي عواينية في تصريح لـ"عربي 21" أن حزبها سبق وأن حذر رئيس الحكومة من تداعيات تعيين وزير لا يخفي ولاءه للكيان الصهيوني، لافتة بالمقابل أنها لا تعترض على ديانته اليهودية.

وأكدت مضي الحزب في رفع دعوى قضائية ضد الوزير بتهمة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

وسبق للوزير الذي عينه رئيس الحكومة يوسف الشاهد في منصب وزير السياحة منذ أشهر، أن أثار موجة جدل بعد رفضه الإدلاء بتصريح لوسيلة إعلامية بتعلة أنه يوم السبت "الشابات" عند اليهود.

نفي وتوضيح

من جانبه، نفى وزير السياحة إجراءه لقاء عبر القناة الإسرائيلية "آي 24" مؤكدا في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية ، أنه أجرى الحوار لفائدة منصة الأخبار والمعلومات المتواجدة في بريطانيا "سكوبال".

وأضاف :" لقد قامت القناة "آي 24"، المتواجدة بالولايات المتحدة الأمريكية والتي تبث عبر الإنترنت في إسرائيل باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، بإعادة بث اللقاء التلفزي لاهتمامهم بالوزير اليهودي، الذي تقلد منصبا وزاريا في بلد عربي مسلم".

ودعا الوزير إلى "الكف عن التلاعب ونشر الإشاعات المتواصلة والمغرضة، التي تضر بتقدم عمل الوزارة لتنفيذ البرامج المحددة".

وخلف ظهور الوزير عبر القناة الإسرائيلية موجة جدل بين التونسيين عبر الشبكات الاجتماعية وانقساما في الآراء.

وتساءل الناشط السياسي طارق الكحلاوي عبر تدونية له :" هل تم الحوار بشكل مباشر أم غير مباشر؟ ما معنى ملاحظة credit: Scopal في الركن الأيسر للشاشة؟ توجد شركة إنتاج بهذا الاسم مختصة في الأخبار والأرجح أن الوزير سيقول أنه لم يقم بالحوار مباشرة".

وتابع:" حينها ما جدوى القائمين على الاتصال في وزارة السياحة إن لم يتثبتوا لمصلحة من يتم الحوار؟ إذن من الواضح أن الشركة قامت بالحوار لمصلحة القناة الإخبارية الإسرائيلية".

وانتقد الكحلاوي تجاوز الوزير صلاحياته كمختص في السياحة  للحديث عن قضية الصراع العربي الإسرائيلي ودعوته للسلام.

ووصف القيادي في المؤتمر من أجل الجمهورية سمير بن عمر ظهور الوزير عبر القناة الإسرائيلية بـ"العار في حكومة التطبيع مع الصهاينة".

وفي المقابل، اعتبرت العضوة بالمجلس البلدي لمدينة مرناق سارة عمارة حمزاوي عبر صفحتها على فيسبوك، أن بنود الدستور التونسي بعد الثورة لا تنص على تجريم التطبيع مع إسرائيل. 

وتابعت :"لا أرى مانعا ولاعيبا أو تهمة فيما فعله ".