قال دبلوماسي إسرائيلي إن "مرور ثماني سنوات على انطلاق ثورات الربيع العربي تظهر أن الدور التركي آخذ بالتعاظم في عدد من الدول التي شهدت هذه الثورات، وكان آخرها ليبيا، من خلال جملة مؤشرات تجلت أخيرا في شحنة الأسلحة التي عثر عليها في الموانئ الليبية، ما أدى إلى نشوب خلاف حاد بين طرابلس وأنقرة".
وأضاف تسفي مزال السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر، في مقال تحليلي على موقع ميدا، وترجمته "عربي21" أن "تركيا شاركت في ترتيبات الوضع السياسي الخاص بليبيا، في ظل الفوضى العارمة التي تشهدها منذ سنوات، حين تمت الثورة على الزعيم السابق معمر القذافي".
وأشار إلى أن هذا الدور التركي في ليبيا "جلب عليه معارضة شديدة من الجنرال الليبي خليفة حفتر ، الذي يرفض مشاركة الأتراك في المباحثات الخاصة بالمباحثات السياسية في إيطاليا، الساعية للوصول إلى حالة من الاستقرار الأمني والسلطوي".
وأوضح مزال، الباحث في معهد القدس للشؤون العامة والدولة، أن "الأتراك باتوا يظهرون كما لو أنهم أصحاب نفوذ متزايد في العديد من دول المنقطة: على رأسها سوريا المجاورة لها من خلال تواجدها العسكري وتأثيرها السياسي".
كما أنهم يقيمون قواعد عسكرية في العراق وقطر والصومال، ويمكن الافتراض أن هناك توجهاً تركياً لإقامة تعاون اقتصادي في السودان.
وأشار إلى أن "كل هذه التحركات تؤكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعمل على توسيع تأثيره السياسي والعسكري في الشرق الأوسط، بما في ذلك محاولة مساعدته لمنظمات إسلامية مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين".
وأكد أنه "منذ أحداث الثورات العربية في 2011، أثار زيادة النفوذ التركي مراكز البحوث ووسائل الإعلام الغربية للحديث عن توسع هذا التمدد التركي في المنطقة، بما يحقق لأنقرة المزيد من الإنجازات والفوائد، لأنها تحوز جملة من العوامل والدوافع التي قد لا تتكرر لسواها من دول المنطقة".
وأوضح أن "العامل الأول لتركيا يتمثل في الموقع الجغرافي الجيو-استراتيجي، وثانيها عضويتها في حلف الناتو، وثالثها شراكتها في حماية القارة الأوروبية من جهة الشرق، رغم أن تحسن علاقتها مع روسيا أضر بهذه الصورة لدى المنظومة الغربية، مع العلم أن تركيا حصلت على خمسة مليارات دولار لوقف تدفق المهاجرين من الدول الإسلامية إلى القارة الأوروبية".
اقرا أيضا : تشاووش أوغلو في تونس وليبيا.. هل عادت أنقرة لشمال أفريقيا؟
وأضاف أن "العامل الرابع الدافع نحو تعزز النفوذ التركي يتمثل في ضعف السياسة الأوروبية بالنسبة للفوضى التي تشهدها دول الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، وخامسها الانسحاب الأمريكي من المنطقة، وكل ذلك يعزز من تطلعات أردوغان لزيادة نفوذه في المنطقة لملء الفراغ الناشئ".
وختم بالقول إن "تركيا رسخت المزيد من تواجدها العسكري في الشرق بدون أي إزعاج، خاصة في المناطق الأكثر حساسية في هذه البقعة الجغرافية، لكن لا يبدو أن ذلك نهاية المطاف لدى الأتراك، وهذا لا يمنع أردوغان من استمرار سياسته الإقليمية التوسعية لبسط نفوذ بلاده، وجعل يدها العليا في المنطقة".
هآرتس: قتل خاشقجي دفن سمعة السعودية وضعضع مكانة أمريكا
هآرتس: الكل خاسر في 2018 إلا قطر وتركيا
هآرتس: سحب قوات أمريكا من سوريا سيرسم خارطة كتل جديدة