كشف أحد أبرز الدعاة في
السودان، الجمعة، تفاصيل لقاء جمع الرئيس السوداني عمر
البشير بعدد من العلماء، كان يراد لتفاصيله أن تبقى سرا.
وقال الشيخ
عبد الحي يوسف، إنه اضطر لذكر ما تم في اللقاء عقب تداول صورة تجمعهم بالرئيس.
وأضاف أن العلماء رغبوا في لقاء البشير سرا وتقديم النصيحة، إلا أنه من المهم أن يعرف الناس حقيقة ما دار بعد نشر صورة اللقاء. وفق موقع السودان اليوم.
وذكر يوسف أنه كتب نصيحة من نقاط معدودة قرئت على الرئيس ثم سلمت لهُ يدا بيد.
وفيما فتحت الدعوة للتعقيب، أشار عبد الحي في خطبة الجمعة بمسجد سيد المرسلين بجبرة بالخرطوم، إلى أنهُ تحدث أمام الرئيس قائلا: الدين أبقى من الأشخاص، فإذا تعارضت مصلحة الدين ومصلحة الأشخاص فليذهب الأشخاص وهذا أمرٌ واضحٌ بيّن، وأن هذا الشعب محبٌ لدينه راغب فيه مُعَظمٌ لحرماته، وما أخرجهم في هذه الأيام إلا المسبغة والجوع والشعور بالظلم والجور، وأن الدولة إن كانت ليست مسؤولة عن رفاهيتهم، إلا أنها مسؤولة عن إقامة العدل بينهم وبأن تشعرهم أنهم سواء، ليس هناك من يتمتع وهناك من يجوع، وليس هناك من يبيت طاويا وهناك من يبيت متخوما.
وأوضح يوسف أن النصيحة الثالثة أشارت إلى أن إراقة الدماء حرام، وأن الدولة مسؤولة عن كل دم يسفك أمام الله جل جلاله، قائلا من يقتل مؤمنا متعمدا، فجزاؤه جهنم خالدا فيها، واستدل عبد الحي على حرمة دماء المسلمين بقوله تعالى: (مَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً).
ودعا عبد الحي إلى محاسبة المسؤولين المقصرين الذين أفضوا بالناس إلى ألا يجدوا قوتهم ووقودهم وضيق عليهم أرزاقهم، مطالبا بكف اليد عن المال العام، وأن ترى الناس الإجراءات الحاسمة من أجل أن تطمئن قلوبهم إلى أن أموالهم لا تسرق وثرواتهم لا تنهب.
ونبه عبد الحي إلى ضرورة تطييب خواطر الناس بالوعد الصادق والكلام الطيب وعدم استفزاز مشاعر الناس، داعيا إلى عدم إيذائهم بفاجر القول أو النطق الزور.
يُذكر أن هذا الاجتماع الذي تم الخميس كان بطلب من
هيئة علماء السودان، وكان اجتماعا بالمكتب التنفيذي لهيئة علماء السودان.
ووفق المصدر، فقد شهد الاجتماع رئيس هيئة علماء السودان محمد عثمان صالح وعلاء الدين الزاكي.
ويمر السودان بأزمة اقتصادية خانقة أدت إلى تفجر احتجاجات شعبية، واندلعت الاحتجاجات في عدة مدن سودانية بسبب شح الخبز، ولكنها تطورت إلى المطالبة بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير، فيما أصدر الرئيس السوداني قرارا جمهوريا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد برئاسة وزير العدل مولانا محمد أحمد سالم.
وأعلنت السلطات السودانية أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ الشهر الماضي ارتفعت إلى 24 قتيلا.