قال كاتب إسرائيلي، إن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس يذهب باتجاه كسر قواعد اللعبة مع حركة حماس في قطاع غزة، رغم أن الحرب التي يشنها على الحركة قد تزعزع السلطة الفلسطينية، فيما تتوقع حماس من إسرائيل أن تحول دون استمرار خنق القطاع، مما يجعل الأخيرة تقع تحت ضغط مزدوج عشية الانتخابات البرلمانية".
وأوضح نداف شرغاي في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "المواجهة التي يخوضها عباس ضد حماس، تتزامن مع انقضاء الصيف الذي شهد سلسلة حرائق لم تتوقف بمستوطنات غلاف غزة، رافقها إطلاق مكثف لصفارات الإنذار تحذيرا من القذائف الصاروخية على النقب الغربي وعسقلان، وبينهما تواصل مسيرات العودة على طول الجدار الحدودي بصورة مشتعلة وعنيفة".
وأشار إلى أن "الحرب الشرسة التي يشنها عباس ضد حماس تأخذ مستوى جديدا مع عودة مسيرات العودة التي تتجدد في أيام الجمع الأخيرة، وتتوصل بأعداد كبيرة، ويتخللها إطلاق القنابل الحارقة والعبوات الناسفة باتجاه الجيش الإسرائيلي، لكن مسيرة الساعات الأخيرة سجلت الجمعة الـ43 على التوالي، ويعدّها الجيش اختبارا له، وموجها نحو تطورات الأيام القامة".
وأكد أن "الجهة التي تبدو ساعية باتجاه التسبب بانهيار تدريجي للتفاهمات الأخيرة بين حماس وإسرائيل بوساطة قطرية ومصرية هو أبو مازن، فحماس وإسرائيل لديهما مصلحة أكثر من أي طرف آخر بالحفاظ عليها، وترسيخ هدوء أمني، فيما قال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى شارك بمداولات المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، إن نصيب عباس في هذه التوترات 80%، وحصة إسرائيل 20%".
وأوضح أن "الوزراء الإسرائيليين فهموا جيدا أن عباس يواصل تفعيل ضغوطه الثقيلة على حماس بغزة، ليجبرها على نزع سلاحها، وينقل سلطته للسيطرة على القطاع، فيما تختار حركة حماس الرد على ذلك بالتصعيد ضد إسرائيل، لأنها مقتنعة أن الأخيرة بمساعدة مصر تضغطان على عباس من أجل استئناف ضخ الأموال والرواتب لغزة، رغم أنه سيكون سعيدا إن قامت إسرائيل بالمهمة بدلا عنه، بالتسريع في القضاء على سلطة حماس هناك".
وأضاف أن "حماس والسلطة الفلسطينية يشدان الحبل أكثر فأكثر، وفي هذا التوقيت بالتحديد، عشية الانتخابات الإسرائيلية، وفي الوقت الذي يدخل فيه قائد الجيش الإسرائيلي الجديد مقر هيئة الأركان، ويعلم أن الجبهة الجنوبية مع حماس في غزة، تأتي الأخيرة في سلم التهديدات المحيطة بإسرائيل بين سواها من الجبهات الأخرى: إيران، وحزب الله، والضفة الغربية، لكنها في الوقت ذاته الجبهة الأكثر اشتعالا وانفجارا".
وختم بالقول بأن "عباس حاول تحريض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على حماس، لكن لسوء حظه، فإن السيسي الذي يحارب تنظيم الدولة في سيناء محتاج لمساعدة حماس، ومع ذلك فقد أوضح عباس للسيسي أنه سيوقف ما تبقى من أموال يرسلها لغزة".
وأشار إلى أن "مستوى الحرب التي يخوضها عباس ضد حماس أفقدته القدرة على اختيار كلماته ضدها، حتى بات يقترب أكثر من أفيغدور ليبرمان أو نفتالي بينيت، وكان آخرها شنه هجوما على بنيامين نتنياهو بزعم أنه يدفع لحماس في غزة، ولسان حاله مع حماس يقول: إما الكل أو لا شيء".
الاحتلال يفتتح طريق "أبارتهايد" بالقدس مخصصا للمستوطنين
قناة إسرائيلية: لقاء عباس مع السيسي كان مليئا بالخلافات
قراءات إسرائيلية في تأثيرات الانسحاب الأمريكي من سوريا