نشر موقع "أويل برايس" مقالا للمحلل في شؤون النفط تيم دايس، تحت عنوان "لعبة
السعودية الجيوسياسية الخطيرة"، يقول فيه إن السعودية تضع نفسها في موقع جيوسياسي خطير، في وقت تحاول فيه الحفاظ على العلاقات القديمة مع واشنطن، وتحاول في الوقت ذاته عقد صلات جديدة تقوم على أساس التعاون في سوق النفط، أي مع موسكو.
ويفيد الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن آخر وجه لهذا كان هو ما صدر عن شركة "
أرامكو" السعودية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا، بأنها ترغب بامتلاك مصادر للغاز في الولايات المتحدة، وهي مستعدة لإنفاق "مليارات الدولارات" هناك، في محاولة منها لتصبح لاعبا مهما في مجال الغاز العالمي.
ويشير دايس إلى أن شركة "أرامكو" السعودية قامت بتنويع استثماراتها في عدد من الدول، من خلال الاستثمار في مجال تكرير النفط والغاز الخام، بما في ذلك ملكيتها لمجمع موتيفا في تكساس، الذي يعد أكبر مجمع لتكرير النفط في الولايات المتحدة.
ويورد الموقع ما نقلته وكالة أنباء "رويترز" عن أمين ناصر من "أرامكو" السعودية، قوله إن الشركة تخطط لاستثمار 10 مليارات في مجمع موتيفا، وأضاف: "لدينا رغبة في الاستثمارات الإضافية في الولايات المتحدة، ومنح فريق (أرامكو) الدولي للغاز منبرا مفتوحا للبحث عن وسائل للحصول على مصادر الغاز، إلى جانب سلسلة التزويد الكاملة، ولديه قدرات مالية كبيرة تقدر بمليارات الدولارات".
ويعلق الكاتب قائلا إن "شركة (أرامكو) عبرت عن رغبتها في أن تصبح لاعبا في سوق الغاز المسال وتصدير الوقود، إلا أن تحقيق هذا الطموح يحتاج إلى تحضير بنية تحتية قبل أن تحصل على الثمار".
ويجد دايس أنه "مع أن العلاقات الأمريكية السعودية تعود إلى إدارة فرانكلين رزوفلت في أثناء الحرب العالمية الثانية وما بعدها، حيث أسهمت الخبرات الأمريكية في صناعة النفط وإدارته والممارسات الجيدة والتمويل الذي أسهم في تطوير صناعة النفط السعودية، وأوصلها إلى المستوى الذي وصلت إليه الآن، إلا أن الرياض تقوم الآن بتوطيد العلاقات مع العدو اللدود لها، أي
روسيا".
ويلفت الكاتب إلى أن "العلاقات المتنامية مع روسيا هي نتاج ضرورة تتعلق بسوق النفط، واتفق الطرفان على خفض إنتاج النفط عام 2016؛ لتخفيف مستويات النفط في السوق العالمية بمستوى انحدر للأسفل، وترك أثره على سعر النفط، الذي أدى لأن يتدهور سعر برميل برنت الخام من 100 دولار في منتصف عام 2014، إلى 30 دولارا للبرميل بحلول عام 2016، وهو ما أدى إلى ولادة ما صار يعرف بأوبك+ مجموعة منتجي النفط بقيادة روسيا والسعودية".
وينوه دايس إلى أنه "منذ أول اتفاق لخفض النفط عام 2016، فإن البلدين اتفقا العام الماضي، ومرة أخرى، على تخفيض إنتاج النفط في وجه تراجع في الطلب العالمي على النفط؛ وذلك بسبب الحرب التجارية الحالية بين الولايات المتحدة والصين، والضعف الظاهر في الاقتصاديات الصاعدة، وزيادة مستويات إنتاج النفط من الدول الثلاث الكبيرة، وهي الولايات المتحدة وروسيا والسعودية".
ويقول الكاتب إن "الروس والسعوديين يفكرون الآن في التعاون في مجال الغاز، حيث تتطلع السعودية لأن تكون مستثمرا كبيرا في قطاع الغاز المسال الروسي، وهو القطاع الذي يقول الرئيس فلاديمير بوتين إنه سيكون قادرا على منافسة كل من قطر وأستراليا والولايات المتحدة، وستصبح بلاده المصدر الأول له عالميا".
ويرى دايس أن "هنا تكمن المشكلة، ففي الوقت الذي تواصل فيه الرياض وموسكو زيادة ترابطهما في مجال الغاز والنفط، سواء في مجال الاستثمار في القطاعات النفطية لكل منهما، أم في مجال التحكم في أسعار النفط العالمي، فإن الطرفين سيقومان ببناء تحالف جيوسياسي يضم كما هو الحال في الشرق الأوسط الملتهب أمريكا وروسيا على خط التناقض، مثلما هو الوضع في الحرب الأهلية السورية".
ويقول الكاتب: "قد تمر سنوات قبل أن يتطور، إلا أنه سيأتي وقت تجد فيه السعودية نفسها أمام خيار إما الوقوف إلى جانب المصالح الأمريكية، أو إلى جانب الهيمنة والطموحات الروسية المتنامية في الشرق الأوسط، وهو قرار لا يريد أي زعيم سعودي اتخاذه، وسيقع على عاتق ولي العهد
محمد بن سلمان، وهو قرار يمكن أن يحدد مسار أسعار النفط والغاز العالمية، وحالة الاستقرار في الشرق الأوسط".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)