أعلن الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية أبو جرة سلطاني، أن "ترشح الريس بوتفليقة إلى الرئاسيات المقبلة، سوف يجعلها انتخابات مغلقة، وسيدفع الكثير من المترشحين إلى الانسحاب".
وأكد سلطاني في حديث مع "عربي21"، أن رئيس حركة "حمس" عبد الرزاق مقري هو المرشح الوحيد للحركة ولن ينافسه أحد من أبناء الحركة على ذلك.
وقال: "القرار صدر عن مجلس الشورى الوطني، وقراره سيد في ترشيح من يراه مناسبا. أما الآن وبعد أن رشح الدكتور مقري للرئاسيات، فإن السؤال يجب أن يتجه إلى ما بعد عملية الترشح، والمسؤولية ملقاة على كافة مؤسسات الحركة لأن الأمر يتعلق برئاسة دولة".
إقرأ أيضا: "حمس" ترشح عبد الرزاق مقري لانتخابات الرئاسة بالجزائر
ونفى سلطاني بشكل قاطع، أن تكون لديه أي نية للترشح للرئاسيات المقبلة، سواء من داخل حركة "حمس" أو خارجها، وقال: "لا يمكن لحركة أن ترشح رأسين لمنصب واحد، فهذا لا يليق بها لا سياسة ولا أخلاقا. وعلى المستوى الذاتي ليست لي أي نية بالترشح باسم الحركة ولا باسم المنتدى العالمي للوسطية ولا باسمي كمواطن".
وحول ما يعنيه بالمسؤولية المطلوبة من مؤسسات الحركة للنظر فيها، قال سلطاني: "الترشح لمنصب رئاسة الدولة مسؤولية بحجم العالم، لأن رئيس أي دولة يستقطب أنظار العالم بأسره وليست مسألة محلية، وعلى من وضع نفسه في هذه الدوائر أن يستشعر المسؤولية السياسية والوطنية والإقليمية والدولية التي سوف تقع على كاهله".
وأشار سلطاني إلى أن مشاركة جميع من أعلنوا نيتهم في الترشح للانتخابات الرئاسية إذا أعلن الرئيس بوتفليقة نيته الاستمرار في الرئاسيات المقبلة ستكون غير ذات جدوى.
وقال: "إذا أبدى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نيته في الاستمرار في الحكم، فسوف يتم حسم العملية لصالحه بطرق يدرك الشعب الجزائري أن من نجح أربع مرات متواليات لا يغامر بأن يكون خارج المضمار في المرة الخامسة".
وأضاف: "لقد أعرب أغلب المرشحين حتى الآن أن دخول الرئيس بوتفليقة السباق سوف يجعل اللعبة مغلقة، بل إن بعضهم أكد أنه سوف ينسحب من السباق فور إيداع الرئيس بوتفليقة ملف ترشحه على مستوى المجلس الدستوري".
إقرأ أيضا: أعرق حزب معارض بالجزائر يدعو لمقاطعة الانتخابات الرئاسية
لكن سلطاني أشار إلى أن بعض المشاركين في السباق الرئاسي قد يستمرون في ذلك، لغايات وأهداف متعددة، منها "رغبة المشارك في التعريف بنفسه وطنيا ودوليا وفي تأسيس إطار تنظيمي في مختلف ولايات البلاد، والكتابة في سيرته الذاتية والسياسية أنه مرشح سابق للرئاسيات، وإقامة الحجة على من يقولون بأنه ليس لديه أي برنامج سياسي، وآخرون يريدون أن يعودوا إلى الواجهة وآخرون يستعدون لمرحلة ما بعد بوتفليقة".
وأضاف: "لذلك فليس كل المرشحين يطمعون في الفوز بمنصب الرئيس، إنما لكل واحد منهم حاجة في نفسه سوف يكشف عنها خطاب الحملة الانتخابية".
وفي رد على سؤال وجهته له "عربي21"، عما إذا كانت هناك خشية من أن يكون ترشح الرئيس بوتفليقة وهو في وضعه الصحي المتدهور، مدخلا لإحداث أي فوضى في البلاد، قال سلطاني: "الرئيس لا يمسك بكل خيوط المسألة الأمنية في الجزائر، فهاك جيش وطني شعبي أثبت جدارته في تأمين حدودنا وضبط كل التحركات على جميع المستويات، وهناك أجهزة أمنية وإدارية ماسكة بحالة الاستقرار الاجتماعي والإداري، وهناك أيضا حس شعبي يتوجس من كل حالة اضطراب أو تسيب أمني ولن يسمح بأي حالة من الفوضى تقوم بها جهات داخلية أو متربصون من خارج الوطن".
وأضاف: "الجزائر ليست في قبضة رجل واحد وإنما هي أمانة بين يدي جميع أبنائها، وسوف يلاحظ الجميع أن المفردة المشتركة في جميع البرامج الانتخابية لجميع المترشحين، هي المحافظة على أمن الجزائر واستقرارها ووحدتها، وبغير هذا لا يستأهل أي مرشح أن يتطلع لرئاسة دولة لا يكون الأمن على رأسه اهتماماته"، على حد تعبيره.
وأعلنت حركة مجتمع السلم "حمس"، اليوم السبت، دخول رئاسيات أبريل 2019، واختار مجلس الشورى للحركة رئيسها عبد الرزاق مقري كمرشح للانتخابات.
وأوضح مقري عبر حسابه الخاص "فيسبوك" أن "مجلس الشورى الوطني لحركة مجتمع السلم يرشّح بالإجماع رئيس الحركة الدكتور عبد الرزاق مقري للانتخابات الرئاسية 2019".
وأكد مقري في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس شورى الحركة اليوم، أن الرئاسيات ليست فرصة للجاه والتسابق على الثروات، بل خدمة للشعب والبلاد، وأن الحركة جاهزة لكل الاحتمالات فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، ببرنامجها، وأفكارها.
وقال: "لن نرضى أن نكون مُبعدين عن صناعة مستقبل الجزائر"، على حد تعبيره.
وينهي بوتفليقة، الذي يحكم الجزائر منذ 1999، ولايته الرابعة في نيسان/ أبريل المقبل، ولم يعلن حتى الآن إن كان سيترشح لولاية خامسة، في ظل دعوات مستمرة من مؤيديه للاستمرار في الحكم، مقابل دعوات إلى عدم الترشح بسبب وضعه الصحي.
الجزائر.. الجيش يحذّر متقاعديه من التدخل في الرئاسيات