نشرت وزيرة الدفاع في حكومة الظل النائب عن حزب العمال المعارض، نيا غريفيث، مقالا انتقدت فيه المناورات البريطانية المصرية المزمعة يوم غد الأحد.
واعتبرت غريفيث أن القوات المسلحة البريطانية التي تتمتع بسمعة تحسد عليها، لا ينبغي للحكومة البريطانية أن تسخرها في "لعبة المناورات" مع السعوديين، موضحة أنه يجب على بريطانيا أن تقوم بمناورات عسكرية مع الدول التي تشاركها الرؤية ذاتها لحقوق الإنسان واحترامها.
وأكدت في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، أن "قواتنا المسلحة معروفة في جميع أنحاء العالم لمهاراتهم ومهنيتهم، والجنود والموظفون البريطانيون يقدمون مساهمة هامة في السلام والأمن العالميين، مشيرة إلى أن المناورات العسكرية مع السعودية تؤثر على هذه الصورة عن القوات البريطانية.
وشددت على أنه "كقوة عسكرية رائدة بأعلى المعايير، يجب أن نكون شركاء فقط مع الدول التي تشاركنا التزامنا بحماية حقوق الإنسان وسيادة القانون".
اقرأ أيضا: إندبندنت: إدانة لحكومة ماي بسبب تمرين بحري مع السعودية
وكتبت في مقالها في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن بريطانيا ستقوم بتدريبات عسكرية مشتركة مع المملكة العربية السعودية، التي تعد دولة "تخرق الأعراف الدولية مع الإفلات من العقاب، وتتجاهل حكومتها الحقوق والحريات الأساسية".
ولفتت إلى أن الجيش السعودي متورط حاليا في الحرب المدمرة في اليمن، التي أدت إلى وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين وكارثة إنسانية على نطاق مروع.
وأكدت أن هناك مزاعم قوية تفيد بأن كلا الطرفين في القتال - الحوثيون والتحالف الذي تقوده السعودية- قد خرقوا القانون الدولي الإنساني.
وأفادت بأنه "قُتل آلاف المدنيين وعزت الأمم المتحدة معظم الوفيات والإصابات التي قد وقعت بالتحالف السعودي".
وقالت: "كما كتبت زميلتي إيميلي ثورنبيري، وزيرة خارجية الظل، فإن أدلة منظمة "أنقذوا الأطفال" أظهرت أن النظام السعودي يستخدم التجويع بشكل مخز كسلاح للحرب".
وعبرت عن أسفها الشديد جراء "استخدام الأسلحة والمعدات المصنوعة في المملكة المتحدة في هذا المجال. ولهذا السبب دعا حزب العمال إلى فرض حظر فوري على الأسلحة للسعودية، لضمان عدم تصدير أي شيء إلى المملكة يمكن استخدامه في حرب اليمن، في انتظار إجراء تحقيق شامل ومستقل حول جرائم الحرب المزعومة"، وفق قولها.
وهاجمت حكومة ماي، بالقول: "لقد تجاهلت حكومتنا مرارا هذه الدعوات ورفضت أن تحذو حذو الحلفاء مثل ألمانيا التي جمدت مبيعاتها. حتى القتل الوحشي لجمال خاشقجي لم يفعل شيئا لتغيير سياسة المحافظين المتمثلة في استرضاء نظام الرياض".
وقالت: "بدلاً من اتخاذ موقف ضد سلوك الرياض، خططت الحكومة البريطانية في الواقع للقيام بتدريب عسكري لمدة أسبوعين مع السعودية، بالإضافة إلى التدريبات البحرية التي تستمر خمسة أيام الأسبوع المقبل".
وأكدت أن "المضي قدما في هذه التمارين لا يمثل فقط تنازلا كاملا عن المسؤولية الأخلاقية تجاه هذا البلد، بل يكشف أيضا عن وجهة نظر كئيبة تشاؤمية عن مكان بريطانيا في العالم".
وختمت بالقول: "بدلا من تعبيرنا عن السعادة لعلاقاتنا مع السعودية ونظامها البغيض، علينا استخدام نفوذنا الدبلوماسي للدفع باتجاه سلام دائم في اليمن، والتحقيق الفوري في مزاعم جرائم الحرب. وحتى ذلك الحين ، ينبغي تعليق جميع المناورات العسكرية المستقبلية دون تأخير".
ماي: سأدعو الملك سلمان لممارسة نفوذه لحل أزمة اليمن
باريس تضغط على برلين لتغيير موقفها من تصدير الأسلحة
وزير خارجية بريطانيا يدافع عن علاقات بلاده مع السعودية