نشر موقع "مودرن ديبلوماسي" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن الثورة التي تشهدها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي تتجلى من خلال الإقبال المتزايد على طلب براءات الاختراع للأجهزة والآلات التي تعتمد على هذه التقنية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفقا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة فإن تأثير طفرة براءات الاختراع في الأجهزة التي تقوم على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتجاوز عالم التكنولوجيا؛ ليساهم في إحداث ثورة في جميع مجالات الحياة اليومية.
وأشار الموقع إلى أنه حسب تقرير نشرته المنظمة العالمية للملكية الفكرية سنة 2013، فإن 50 بالمائة من براءات اختراع الأجهزة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أي توظيف الذكاء البشري داخل آلات تستخدم في مجالات متعددة على غرار الصناعة والنقل والرعاية الصحية، تطرح أكثر من 170 ألف فكرة اختراع مختلفة.
وقد ظهرت أولى مظاهر النمو التي شهدها مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تسجيل ارتفاع مبدئي في عدد المنشورات العلمية التي تتعلق بهذا المجال سنة 2001.
وفي تصريح أدلى به إلى صحفيين في مدينة جنيف السويسرية، أكد المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، فرانسيس غري، أنه على الرغم من أن الأبحاث التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي بدأت منذ فترة الخمسينات، إلا أنها سجلت "قفزة نوعية سنة 2013 ما يعني أننا نتعامل مع مجال سريع التطور".
وأورد الموقع أن أغلب طلبات براءات الاختراع تتعلق بالأساس بالتعلم الآلي، الذي يمثل الفرع المهيمن في مجال الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي.
وقد سجل "التعلم المتعمق"، الذي يستخدم في التعرف على الكلام وتحويل الكلمات المنطوقة إلى نص، زيادة في طلبات براءات الاختراع بنسبة 175 بالمائة بين سنتي 2013 و2016.
وذكر الموقع أن الولايات المتحدة الأمريكية والصين تواصلان السيطرة على قطاع طلبات الحصول على براءات الاختراع. وتحتل شركة "آي بي أم" الرائدة في مجال التكنولوجيا الصدارة من حيث عدد طلبات براءات الاختراع، تليها شركة مايكروسوفت.
وتظهر أهمية الدور الذي تضطلع به الصين في هذا القطاع من خلال 17 منظمة تندرج ضمن أفضل عشرين طرفا فاعلا في تسجيل براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي، فضلا عن امتلاك عشرة من بين أفضل عشرين منشورا علميا في هذا المجال.
اقرا أيضا : 5 طرق ستغير من خلالها ثورة "إنترنت الأشياء" مجال النقل
ونقل الموقع عن غري أنه من المتوقع أن يشهد الذكاء الاصطناعي مزيدا من النمو من خلال توظيف هذه التكنولوجيا في كل من القطاعين العسكري والاقتصادي.
وحسب ما ورد في تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية، لعبت محركات البحث على الإنترنت على غرار غوغل وبايدو الصيني دورا حاسما في ازدهار الذكاء الاصطناعي نظرا لاعتمادها على إمكانات هذه التكنولوجيا في مرحلة مبكرة.
وإلى جانب عامل ارتفاع عدد السكان بالولايات المتحدة الأمريكية والصين، أشاد غري بأهمية دعم الدولة للابتكارات في كلا البلدين.
وتتجلى مظاهر هذا الدعم في تكثيف الاستثمار في مراكز التكنولوجيا والابتكار، وتنظيم دورات تدريبية للموظفين المعنيين ببراءات الاختراع.
وأورد الموقع أن العالم المتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي قال إنه في ظل هذا الدعم المكثف "يصعب على الدول الأخرى، حتى تلك التي يكون فيها التعليم ذا جودة عالية، التنافس في هذا المجال ومواكبة الكفاءات العالية في كل من قطاعي الهندسة والاستثمار" التي تتميز بها الولايات المتحدة والصين.
وأضاف غري أن "أكبر الفرص غير المستغلة" تكمن خارج قطاع صناعة البرمجيات، تحديدا في المجالات التي تشمل الزراعة والرعاية الصحية والتصنيع.
وبين الموقع نقلا عن المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، أن التنوع الثقافي واللغوي لأوروبا "لا يعني بالضرورة تشكيل بوابات لتجميع البيانات. ونحن نعلم أن توفر المزيد من البيانات سيكون أفضل بالنسبة للتعلم الآلي".
وإجابة عما إذا كان العالم أفضل حالا بوجود التكنولوجيا التي يؤمن الخبراء في مجال الصناعة بقدرتها على تحقيق نمو اقتصادي واسع النطاق، أكد غري أن العلم غالبا ما يعتبر "محايدا".
وفي الختام، علق غري قائلا: "أود أن أقول إن التكنولوجيا تعتبر محايدة نوعا ما، حيث يتوقف الأمر على كيفية توظيفنا لها.
وفي حين أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة الأسلحة التي ستسبب في قتلنا جميعا لا يعد بمثابة الخبر الجيد، فإن توظيف هذه التقنية في تحديد المؤشرات الصحية اللازمة لتشخيص الأمراض يمثل خبرا رائعا".
مجلة "فوربس": هل يمكن لدماغ الأخطبوط إنقاذ البشرية؟