نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" رسالة من الكاتب المختص في الاستشارات الجنسية، دان سافيج، موجهة إلى مالك شركة أمازون جيف
بيزوس، وهذا نصها حسبما ترجمتها "
عربي21".
عزيزي جيف بيزوس،
أنا أعلم أنك مررت بالكثير خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكن لدي طلب واحد إضافي: أن تنشر تلك الصور.
أقول هذا كأحد ملاك الأسهم في شركة أمازون، وكعضو في "أمازون برايم"، وكأب. انشر تلك "السيلفي من تحت الحزام" قبل أن تسربها مجلة "ناشيونال إنكوايرر" إلى موقع TMZ. وبينما تفعل ذلك أضف عدة صور لم يرها موقع التابلويد ذاك.
لقد كتبت على موقع "ميديم" أقول: "إن كنت في موقعي هذا غير قادر على الوقوف في وجه هذا الابتزاز.. فكم من الناس يستطيعون؟".
بوقوفك ضد الابتزاز، ورفضك أن تخجل، قلبت الطاولة على المتنمرين في مجلة "ناشيونال إنكوايرر". وحياك الناس.. وربما أغضب هذا المسكين هوارد شولتز للغاية.
وكان من الأحق أن تكون قضيت الأسبوع الماضي تشوّه سمعتك بسبب الأخبار التي نشرت في صحيفة "أل أيه تايمز"، بأن أمازون تقوم بسرقة الإكراميات من سائقي شاحنات الطرود، وظهرت تلك القصة في الوقت ذاته الذي ظهر فيها مقالك على موقع "ميديم". ولكن بدلا من ذلك أشيد بك عبر تغريدة لوقوفك في وجه ديفيد بيكر، رئيس شركة أميريكان ميديا"، وناشر "ناشيونال إنكوايرر"، والذي بذل جهدا لإيصال دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ربما أكثر من أي شخص آخر ما عدا فلاديمير بوتين.
والوقوف في وجه بيكر كانت بداية جيدة. ولكن بنشرك صورك العارية تستطيع أن تقلب الطاولة على النفاق الثقافي والجنسي الذي يسمح للناس مثله أن يستخدموا الصور العارية كأسلحة من الأساس.
وإن كنت أعرف شيئا من خلال كتابتي عمود استشارات متعلقة بالعلاقات الجنسية على مدى العقود الماضية، فهو التالي يا جيف: كلنا أخذنا وأرسلنا صورا مثل تلك التي أرسلتها لصديقتك. حسنا ربما ليس كل شخص. ولكن الكثير منا، ويزداد هذا العدد كل يوم.
وبعد سنوات من السماع عن مخاطر شيوع الرسائل الجنسية بين المراهقين، قام الباحثون في جامعة دريكسل عام 2015 بدراسة للبحث عن مدى انتشار هذا التصرف بين البالغين. وبعد مقابلة 870 شخصا، أعمارهم ما بين 18 و82 اكتشفوا أن الرسائل الجنسية "أكثر شيوعا مما كان يعتقد بشكل عام"، وكما لاحظ اتحاد علماء النفس. فقد قال 88% من البالغين إنهم تبادلوا رسائل جنسية مرة واحدة على الأقل، و82% قاموا بإرسال رسائل جنسية في السنة التي سبقتها. وبدلا من أن تكون هذه الرسائل تهديدا لعلاقاتنا، وجد أنها ارتبطت "برضىً جنسي أكبر، وخاصة بالنسبة لمن لهم علاقة".
كلنا يحمل معه استوديو إباحي في جيبه. وبينما يستخدم الكثير منا الكلمات فقط، إلا أن كثيرا منا؛ صغارا وكبارا، مثليين وطبيعيين، يرسلون صورا شخصية جنسية. نستخدم هواتفنا لمغازلة شركائنا الثابتين الذين نأمل أن نستطيع الثقة بهم (أحيانا خطأ؛ وذوي العلاقة السابقين الذين يحبون الانتقام هم السبب في وجود القانون الذي يمنع الصور الفاضحة كانتقام). ونستخدم هواتفنا للتغزل بغرباء، مع أنه صحيح أيضا أن بعضنا يسيء استخدام الهاتف ويرسل صورا قذرة إلى أشخاص لم يطلبوها أبدا.
والأمر سيصبح أسوأ (أو أفضل، اعتمادا على الزاوية التي تنظر منها)، حيث إننا نطوّر عادات ثقافية جديدة ومرّحب بها في المغازلة، حيث أصبح من غير المقبول التغزل بشخص في العمل أو في الفصل المدرسي أو في الشارع. ولذلك نفعل ذلك على الإنترنت.. ونتبادل نصوصا مع غرباء. وينحدر الحديث من الغزل إلى القذر. وقبل أن نعرف نبدأ بتبادل الصورة العارية مع ذلك الغريب.
نعيش في عالم حيث هناك أمران صحيحان: كل شخص له بعض الصور العارية في مكان ما (مخزّن على هاتف شخص غريب، أو ضمن أرشيف على تطبيق تعارف نسيت أنك اشتركت فيه، أو موجودة على سيرفر لشركة تكنولوجيا). ومع ذلك فإن صورة فاضحة واحدة تم طلبها من الشخص قد تكون كافية لإنهاء عمل شخص.
دعونا ننتهي من هذه الحالة السخيفة.
جيف: لديك القوة أن تجعل من هذا العالم مكانا أكثر أمنا لأطفالك وأطفالي، ناهيك عن البالغين الذين يتبادلون الصور العارية مع غرباء أو مع شركائهم. (وناهيك عن كل أصحاب المليارات في العالم، والذين، بحسب "بلومبيرغ نيوز"، قلقون الآن حول مصير الصور التي أرسلوها إلى عشيقاتهم).
بنشر صورك، تستطيع أن تطبع ما هو طبيعي وتحمي المستقبل المهني والسياسي للبالغين الشباب الذين يرسلون صور السيلفي العارية منذ أن حصلوا على أول هاتف شخصي.
وكلما تم الإسراع في نشر بعض الصورة القذرة، تم الإسراع في فقدان أهمية لمن تعود تلك الصور. وحتى ذلك الحين، كلنا مهددون بالابتزاز.
بالتأكيد يمكنني أن أبدأ وأنشر بعض صوري. ولكن نشر صور قذرة لمستشار جنسي مثلي أرسلت إلى زوجه ليس لها قوة أن تغيّر العالم. ولكن الصور القذرة لأغنى رجل في العالم المرسلة إلى صديقته.. بإمكانها أن تفعل ذلك.
لقد فكرت طويلا بأنه يجب أن يكون هناك يوما سنويا مخصصا لنشر الصور العارية. تخيل ماذا سيحصل، يوم يتحد فيه الأمريكان بنشر صورهم العارية، ويحرمون القراصنة وأصحاب العلاقة السابقين الذين يسعون للانتقام والناشرين عديمي الضمير وأصحاب الأعمال المصابين برهاب الجنس وعملاء "الكي جي بي" السابقين لتدمير حياة الناس. وإن بدأتها أنت يا جيف سنطلق على ذلك اليوم يوم جيف بيزوس. إنه إرث أفضل من إرث سرقة الرواتب.
اقرأ أيضا: صالون: هل ابتزاز "ناشونال إنكويرر" لبيزوس حماية لابن سلمان؟