نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للكاتبة ميشيل غولدبيرغ، تقول فيه إنه بعد أن وجدت قنبلة بدائية في صندوق بريد جورج سوروس، فإن النائب كيفين مكارثي، الجمهوري عن كاليفورنيا، الذي يقود الأقلية المعارضة، غرد قائلا: "لا يمكننا أن نسمح لسوروس وستيير وبلومبيرغ بأن يشتروا هذه الانتخابات".
وتقول الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إن "التغريدة التي تم حذفها كانت موجهة إلى توم ستيير ومايكل بلومبيرغ، وكلاهما، مثل سوروس، يهوديان، وعادة ما يهاجمهم المعادون للسامية، الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة، ووصف ستيير، الذي كان قد إرسلت إليه قنبلة أيضا، متحدثا عبر (سي أن أن) التغريدة بأنها (تحرك معاد للسامية بشكل مباشر)".
وتجد غولدبيرغ أنه "لذلك كان من غير القابل للتصديق عندما قدم ماكارثي نفسه الأسبوع الماضي بأنه مدافع عن اليهود، مهددا بالطلب من الكونغرس بفرض عقوبات على نائبتين جديدتين في مجلس النواب، هما إلهان عمر ورشيدة طليب؛ بسبب انتقادهما لإسرائيل".
وتقول الكاتبة إنه "كان من السهل لعمر أو طليب أن تشيرا إلى نفاق ماكارثي الساخر، لكن بدلا من ذلك، قامت عمر بالرد بتغريدة حارقة، اقتبست فيها من أغنية مغني الراب باف دادي (شون كومبس)، حول قوة المال، قائلة: (يعود الأمر للبنيامينات يا عزيزي)، وعندما وجه محرر مجلة (ذي فوروارد)، وهي مجلة يهودية سؤالا لعمر، حول من تظن أنه يدفع الأموال للسياسيين الأمريكيين ليكونوا مؤيدين لإسرائيل، ردت عليه قائلة: (إيباك)، وهي أكبر جمعية ضغط تعمل لصالح إسرائيل".
وتستدرك غولدبيرغ قائلة: "سواء غردت واعية لما تقوله أم لا فإنها استحضرت رواية معادية للسامية حول اليهود، وكيف يستخدمون ثروتهم في التلاعب في الشؤون العالمية، وجاء هذا بعد أسابيع من اضطرارها للاعتذار عن تغريدة في 2012، قالت فيها إن إسرائيل استطاعت (تنويم) العالم مغناطيسيا، التي احتوت على صياغة استدعت الإشاعات القديمة الكاذبة، التي تتهم اليهود بامتلاك قوى سحرية، وكانت كلماتها هذه هدية للجمهوريين، الذين يسعون إلى شق صف الديمقراطيين بخصوص إسرائيل، حتى وإن كان قائدهم في المجلس يتاجر في الصور المعادية للسامية والصور النمطية، وكانت السكاكين قد أخرجت لعمر".
وتلفت الكاتبة إلى أن نانسي بيلوسي وبقية القيادة الديمقراطية وبخوا عمر مساء الاثنين، ودعوها للاعتذار؛ "لاستخدامها عبارات معادية للسامية، واتهامات ضارة ضدة مؤيدي إسرائيل".
وتقول غولدبيرغ: "لقد كان سقوطا مؤلما لشخصية كانت قبل أسابيع تكرم لأنها شقت الطريق، لاجئة من الصومال، قامت هي وطليب بدخول الكونغرس بصفتهما أول مسلمتين تصلان إلى هذا المنصب".
وتفيد الكاتبة بأن عمر تعرضت لتشويهات معادية للإسلام، وهوجمت لتأييدها حركة المقاطعة الدولية، التي تسعى إلى وضع ضغط اقتصادي لضمان الحقوق الفلسطينية، و"ربما كان تلك الانتقادات سببا في ظهورها أحيانا وكأنها غير مستعدة أو غير قادرة على التمييز بين المزايدات السياسية المخادعة والدعوات الصادقة لاحترام المشاعر اليهودية".
وترى غولدبيرغ أنه "سواء كان السبب هو اللامبالاة أو القسوة، فإن تغريداتها خلال عطلة نهاية الأسبوع تسببت بأضرار لحلفائها السياسيين، وأضاعت كثيرا من السلطة التي اكتسبتها بصعوبة".
وتقول الكاتبة: "بعد أن غردت حول عمر يوم الاثنين، أرسل لي ناشط ضد العنصرية رسالة يعرب فيها عن حيرة حقيقية، حول السبب الذي جعلني أعتبر كلمات عضوة الكونغرس جارحة، فأموال جمعيات الضغط لها آثار خبيثة على السياسة، (إيباك لا تتبرع بشكل مباشر للمرشحين، لكنها توجه المانحين لتأييدهم نيابة عنها)، بالإضافة إلى أني لا أجد مشكلة في شجب (إيباك)، التي تؤدي دورا ضارا في دفع السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط إلى اليمين".
وتستدرك غولدبيرغ قائلة: "لكن حاليا، بعدما قام الناشطون أخيرا بفتح مجال في السياسة الأمريكية للتشكيك في علاقتنا مع إسرائيل، فإن من واجب المنتقدين الحقيقيين لاسرائيل تجنب أي شيء تفوح منه رائحة العداء لليهود، وفكرة أن اليهود هم المتحكمون بالدمى على مستوى العالم، وأنهم يستخدمون ذكاءهم لحث غير اليهود على القيام بما يريدون، وينطبق عليهم ذلك".
وتنوه الكاتبة إلى أن جمعية يهود لأجل العدالة الاقتصادية والعرقية، وهي حركة يسارية ضد إسرائيل بشكل عام، قامت في عام 2017، بوضع دليل لمساعدة التقدميين في فهم معاداة السامية، وتصف فيه كيف "بروتوكولات حكماء صهيون"، الكتاب الروسي المزور في بدايات القرن العشرين، كشف عن خطة لسيطرة اليهود على العالم، الذي "صور اليهود على أنهم شخصيات سرية، وتملك أموالا طائلة، ولديها علاقات على أعلى المستويات، ومستعدة لخيانة الأمم التي نعيش بينها (وجيراننا) في خدمة سلطة سرية".
وتؤكد غولدبيرغ أنه "بالرغم من أن لإيباك تأثيرا كبيرا، إلا أنه ليس هناك حاجة لدفع أي أموال للمحافظين لجعلهم يدعمون إسرائيل، ويشكل الإنجيليون قطاعا أكبر من اليهود في أمريكا، وهم مؤيدون لإسرائيل لأسباب دينية، حيث يعتقد بعضهم أن عودة اليهود إلى أرضهم التواراتية هي مقدمة لمجيء المسيح الثاني، وانتقال المؤمنين إلى الجنة، وكثير من اليمينيين يحبون إسرائيل لأنها قومية ولأنها قوة موالية لأمريكا في الشرق الأوسط، ولا يمكنك إلقاء اللوم على الأموال اليهودية لسياسة كيفين مكارثي الفظيعة".
وتختم الكاتبة مقالها بالقول إنه "بعد بيان بيلوسي، أصدرت عمر بيانا خاصا بها، تعتذر فيه (دون تحفظ)، وقالت: (معاداة السامية حقيقية، وأنا شاكرة لحلفائي وزملائي اليهود الذين يعلموني عن التاريخ الأليم للعبارات المجازية المعادية للسامية)، أنا شخصيا مستعدة لقبول اعتذارها، ويجب أن يكون المسلمون واليهود التقدميون الأمريكيون حلفاء طبيعيين، ومستقبلنا المشترك يعتمد على تعميق الديمقراطية المتعددة الإثنيات في هذا البلد، العنصرية تساعد على توحيد اليمين الحديث، لكن إن لم نقف في وجهها فإنها ستمزق اليسار".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
"إنترسبت" يكشف تفاصيل عن ضغط اللوبي الإسرائيلي على واشنطن
بوليتكو: هجوم جديد على إلهان عمر لانتقادها "إيباك"
أوبزيرفر: لماذا تتخلى أمريكا عن قيادة العالم؟