قال جنرال إسرائيلي إن "بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، مطالب بالحفاظ على التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لأن روسيا موجودة في المنطقة كي تبقى فيها، وتزيد من تدخلاتها في مشاكل الشرق الأوسط، الأمر الذي يتطلب من إسرائيل زيادة التنسيق الأمني معها، دون أن تظهر في نظر الأمريكيين كما لو تحولت إلى قوة موالية للروس".
وأضاف إيلي بن مائير، في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، أن "المنطقة المحيطة بإسرائيل تشهد حالة من التوتر والحساسية غير المسبوقة، الأمر الذي يترك آثاره على المصالح الإستراتيجية لإسرائيل: سلبا أو إيجابا".
وأشار إلى أن "العلاقات الروسية الإسرائيلية يجب أن تتوثق في ضوء جملة تطورات سياسية وعسكرية متلاحقة، أولها إعادة سيطرة الدولة السورية على المناطق التي كانت بحوزة المعارضة وتنظيم الدولة؛ من خلال تحالف سوريا مع إيران وحزب الله والمليشيات التابعة لهما، وثانيها بدء استقرار نظام الأسد في دمشق، وثالثها إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب قوات بلاده من سوريا".
وأوضح بن مائير، الرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، أن "التطور الرابع يكمن في التوتر القائم بين تركيا والأكراد السوريين، وخامسها زيادة النفوذ الإيراني وحزب الله في أجزاء من الدولة السورية، وسادسها مواصلة الجهود الإسرائيلية العلنية لكبح جماح التواجد الإيراني وقواعدها العسكرية في سوريا، ومنع نقل الأسلحة من إيران لحزب الله من خلال الأراضي السورية".
وأكد أنه "على الصعيد الاستراتيجي، فإنه من دواعي الأسف الإسرائيلي أن روسيا والولايات المتحدة لا تستطيعان أن تمنعا إيران كليا من إلغاء قواعدها العسكرية في سوريا، لكنهما تقدران على القيام بوضع الصعوبات أمامها، وإجبارها على العمل بقوة أخف ومستوى أقل، خاصة من قبل موسكو، كما أن الهجمات الإسرائيلية تضر هي الأخرى بالجهود الإيرانية وحلفائها داخل سوريا، وتعمل على إعاقة تحركاتهم وجهودهم العسكرية".
وأشار بن مائير، الذي يعمل اليوم رئيسا لشركة سايبر الأمنية، إلى أن "الحقيقة يجب أن تقال أن كل ذلك ليس كافيا، ولا يمس بصورة مباشرة بالتوجه الإيراني بعدم الاستمرار في الأراضي السورية، في ظل حالة الاحتكاك العسكري والسياسي بين إسرائيل وروسيا، الذي يزداد مع مرور الوقت على خلفية العمليات الميدانية لسلاح الطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية".
وسرد الكاتب جملة أسباب تزيد من حدة التوتر الروسي الإسرائيلي، من أهمها "إسقاط الطائرة الروسية داخل سوريا، ونقل منظومات الدفاع الجوي الروسية إس300 للجيش السوري، والتسريبات الإسرائيلية عن محاولات روسية للتدخل في الانتخابات القادمة؛ عبر التأثير على الرأي العام الإسرائيلي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي".
وختم بالقول إن "أوجه الخلاف الأخرى بين موسكو وتل أبيب تتجلى حول مدى الحاجة إلى استقرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بجانب العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، بما قد يثير مخاوف الروس".
هذه أهم تحديات قائد جيش إسرائيل الجديد في أسبوعه الثاني
دلالات ونتائج تفشي العنصرية في "إسرائيل" التي وصلت الفن
باحث إسرائيلي: الجنرالات والانتخابات.. تاريخ حافل من الفشل