تناول كاتب إسرائيلي الأحد، مستقبل الخطة الأمريكية للسلام التي باتت تعرف باسم "صفقة القرن"، والمكونة من أفكار انقضى زمنها وانتهت صلاحيتها، لكنها من المرجح أن تساهم في شق الطريق نحو "شرعنة" ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وفي مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية، اعتبر
الكاتب الإسرائيلي روغل ألفر، أن "صفقة القرن هي نجاح كبير للرئيس الأمريكي
دونالد ترامب، لأن الجميع يسمونها صفقة القرن".
وذكر أن "أول من أطلق عليها اسم صفقة القرن هو
ترامب نفسه، لقد سماها كذلك في الوقت الذي لم تكن فيه هناك صفقة، وهذا لا يعني أنه
توجد الآن صفقة، لكن في حينه عندما سماها صفقة القرن، حقا لم يكن هناك شيء سوى
نيته إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بواسطة صفقة يقوم بطبخها، أطلق عليها صفقة القرن".
وأضاف أنه "سماها صفقة القرن ليس لأنه كانت
لديه أفكار جديدة، نافذة، أصلية وجريئة، من أجل الخروج من الطريق المسدود، بل لأنه
قرر منذ عشرات السنين أنه يطبخ الصفقات الأفضل في العالم، وبناء على ذلك فإن كل صفقة
سيعرضها مصيرها سيكون تلقائيا هو صفقة القرن؛ في أي مجال كانت".
ونوه ألفر إلى أن "ترامب سماها صفقة القرن لأنه
شخص فيه جنون العظمة، ويعتقد أنه لا يمكن رفض هذه الصفقة، وأيضا من أجل أن يشير
إلى أنه سينجح في تحقيق ما لم ينجح في تحقيقه أي رئيس قبله، إضافة لأنه أحلى اسم
لخطة السلام"، معتبرا أن "صفقة القرن تبدو متجانسة أكثر من خطة كلينتون
أو برنامج كيري، وهي أكبر وأكثر تاريخية وعظمة".
اقرأ أيضا: سي أن أن: هذا ما ينتظره كوشنر قبل إعلان "صفقة القرن"
وباختصار، "هي تناسب بشكل أكثر الأنا الكبيرة
له، فعندما سمى الخطة غير القائمة، والوعد الذي لا يتحقق، والفكرة التي لم تتبلور،
صفقة القرن، فإن هذا فقط هو طريقته لتعظيم نفسه"، وفق الكاتب الذي رأى أن
"الجنون هو أنه منذ تلك اللحظة صار الجميع يسمونها صفقة القرن".
ولفت إلى أن "جميع المراسلين والمحللين الذين
لم يروها، تبنوا الخطة التي اخترعها ترامب، وقاموا بشراء اللعبة التسويقية
الشفافة، النرجسية والصعبة، وتم غسل وعي الجمهور بشكل يومي بهذا المفهوم، وحتى
عندما تحولت هذه الخطة لشبح احتمال تحققه يبدو ضعيفا جدا، استمرت تسميتها صفقة
القرن".
وأشار ألفر إلى أن "الإسرائيليين يفكرون في 9
نيسان كتاريخ للانتخابات وينسون حقيقة أنه غداة الانتخابات ستنشر للمرة الأولى
صفقة القرن"، زاعما أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "لا يستطيع رفضها
لأنه ملزم بأن يدفع لترامب بدل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وبدل الدعم في
الساحة الدولية".
كما أن "الجنرال بني غانتس ويئير لبيد لا
يمكنهما رفضها، لأنه يجب عليهما طرح جدول الأعمال المعتدل من الناحية السياسية،
ولذلك فإن هذه الصفقة ستشكل القاعدة لتشكيل الحكومة القادمة، ولا يهم من سيترأسها".
ورأى الكاتب أن "كل الدلائل والتسريبات، تؤكد أن صفقة القرن تتحطم؛ فهي أسيرة فكرة الدولتين، التي أكل الدهر عليها وشرب، ولأنه
لا نتنياهو ولا غانتس (وبالتأكيد ليس لبيد) مستعدون لإخلاء المستوطنات".
وبين أن "صفقة القرن تظهر مثل صفقة القرن
الماضي، مكونة من أفكار انقضى زمنها وانتهت صلاحيتها، ويتوقع أن ترفض، سواء من
الفلسطينيين الذين يقاطعون إدارة ترامب، أو من المجتمع الإسرائيلي الذي لم يعد
مستعدا لدفع الثمن المقترن بالانفصال عن الفلسطينيين".
وفي المقابل "ستحدد صفقة القرن مكانة ترامب
كمسيح لليمين الإسرائيلي، ويمكن الافتراض أن إدارة ترامب سيتلقي المسؤولية عن فشلها
على الفلسطينيين، وهكذا ستشق الطريق إلى شرعنة الضم (الضفة الغربية)، كما أن ترامب
سيعلن في حال رفض الجانب الفلسطيني الصفقة، أنهم حقا هم الخاسرون تماما".
هكذا قرأ كاتب إسرائيلي إعادة فتح باب الرحمة بالأقصى
أسئلة إسرائيلية بدون إجابة تستبق إعلان صفقة القرن الأمريكية
هكذا قرأ كاتب إسرائيلي إقرار واشنطن "قانون قيصر" ضد الأسد