WSJ: ما تأثير صفقة الإمارات مع هواوي على علاقتها بأمريكا؟

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا تقول فيه إن حليفا مهما للولايات المتحدة يمضي قدما في شراء نظام لشركة هواوي الصينية، فيما يعد ضربة للولايات المتحدة ومحاولاتها وقف انتشار نظام "فايف جي". 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الإمارات العربية المتحدة أعلنت عن استخدامها لنظام "فايف جي" هذا العام، وهو الذي طورته شركة "هواوي تكنولوجيز"، ما يعد ضربة للجهود الأمريكية لإضعاف شركة الاتصالات الصينية. 

وترى الصحيفة أن الاتفاق بين هواوي وشركة الاتصالات الإماراتية يقوي العلاقات مع بكين، وهو هدف يسعى إليه قادتها، مشيرة إلى أن الإمارات وبقية حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مثل السعودية، تحاول جلب الاستثمارات الصينية في وقت تعمل فيه على تنويع اقتصادياتها بعيدا عن النفط. 

ويلفت التقرير إلى أن الإمارات تعد من أهم الحلفاء أمريكا الموثوقين في المنطقة، حيث تشترك مع واشنطن في ضرورة مواجهة تنظيم الدولة وإيران، مشيرا إلى أن أبو ظبي تعد من كبار المشترين للسلاح الأمريكي، وتحتفظ بعلاقات عسكرية وأمنية مع واشنطن. 

وتستدرك الصحيفة بأن الصفقة تضع الإمارات في حالة تصادم مع الولايات المتحدة، التي حثت فيها إدارة دونالد ترامب حلفاءها للتخلي عن الشركة الصينية، لافتة إلى أن أكبر مزود للإنترنت والخدمات اللاسلكية قد تقوم بالتجسس على شبكات شركائها التجاريين، وتعطل الخدمات في الوقت الذي تريده. 

ويفيد التقرير بأن وزير الخارجية مايك بومبيو حذر في الأسبوع الماضي من أن الدول التي تتعاون مع هواوي ستحرمها أمريكا من التشارك المعلوماتي، مشيرا إلى أن مديري هواوي التنفيذيين نفوا اشتمال نظامهم على أبواب خلفية، وقالوا إن الشركة سترفض أي طلب لاستخدامه في عمليات التجسس. 

وتنوه الصحيفة إلى أنه تم الإعلان عن الاتفاق بين الدولتين في اجتماع الكونغرس العالمي للهاتف المحمول، الذي عقد يوم الاثنين في برشلونة، والذي شارك فيه وفد أمريكي لمواصلة الضغط على الشركة الصينية. 

ويكشف التقرير عن أن خطة التعاون مع الإمارات تشمل على بناء 500 برج لالتقاط إشارات شبكة "فايف جي"، وذلك في الستة أشهر الأولى من هذا العام.

وتورد الصحيفة نقلا عن المسؤول في وزارة الخارجية عن شؤون الأمن الإلكتروني روبرت سترير، قوله عندما طلب منه التعليق على الاتفاق الإماراتي مع هواوي: "جهدنا يقوم على التحادث مع الحكومات الأخرى حول أهمية الحصول على عقد إيجار آمن وموثوق في بنية (فايف جي)"، وأضاف: "نجحنا في إقناع هذه الحكومات للعمل معها، والتفكير بهذه التهديدات المستقبلية لبناهم التحتية". 

وينقل التقرير عن مسؤول أمريكي، قوله إن بلاده ستواجه عن كثب الشراكة الإماراتية مع هواوي، مشيرا إلى أن الإماراتيين، مثل السعوديين، يحاولون تقوية علاقاتهم مع الصين، وزار الرئيس الصيني شي جينبينغ في شهر تموز/ يوليو الماضي الإمارات؛ لتثبيت ما وصفه وولي العهد في أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، بالشراكة الاستراتيجية. 

وتشير الصحيفة إلى أن الإمارات تعد من كبار المصدرين للنفط إلى الصين، وعبرت عن اهتمام بالمشروع الدولي الصيني الذي أطلق عليه مبادرة الحزام والطريق وسيلة لتنويع الاقتصاد، لافتة إلى أن البلدين يشتركان في قضايا، مثل حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير. 

وبحسب التقرير، فإن السعودية والإمارات تقومان بتطوير شبكات "فايف جي" بناء على طموحات قادتها للحصول على آخر منتجات التكنولوجيا، التي تسهم في خلق صناعات متقدمة، وخلق فرص عمل برواتب عالية. 

وتلفت الصحيفة إلى أن الحملة الأمريكية ضد هواوي ركزت على الدول الأوروبية، وهي المنطقة التي ستطلق نظام "فايف جي"، الشبكة الأسرع والجيل الجديد من الاتصالات، الذي يستطيع ربط أجهزة تتراوح من سيارات دون سائق، إلى إجراء عمليات جراحية عن بعد. 

ويفيد التقرير يأن الرئيس ترامب قد ألمح لوقف بلاده الحملة ضد هواوي، كجزء من اتفاق تجاري مع الصين، وقال يوم الأحد إنه لن يفرض  ضرائب جديدة الشهر المقبل على البضائع الصينية، ما يشير إلى أن الحملة ضد هواوي لم تكن ناجحة أو فاشلة. 

وتقول الصحيفة إن ألمانيا، التي تعد أكبر سوق لهواوي، قامت بتخفيف القيود على منتج الشركة، وتطوير شبكات "فايف جي"، لافتة إلى أنه كان من بين 30 عقدا وقعتها الشركة حتى الآن، 18 في أوروبا، وتسعة في الشرق الأوسط، وثلاثة في منطقة المحيط الهادئ. 

وينوه التقرير إلى أن شركة "أل جي يو بلاس" الكورية الجنوبية، وهي الدولة الحليفة للولايات المتحدة، طلبت من هواوي بناء 10 آلاف محطة "فايف جي" في عام واحد، ووقعت الشركة عقدا مع الشركة السعودية "إي س دبليو إي باور" للعمل على مشاريع الطاقة الشمسية. 

وتستدرك الصحيفة بأن هواوي تواجه ضغطا واضحا من اليابان وأستراليا والاتحاد الأوروبي، التي أثارت مخاوف أمنية مثل الولايات المتحدة، ففي بريطانيا قالت مجموعة "فودافون بي أل سي" إنها أوقفت شراء بعض مكونات هواوي، التي تعد جزءا مهما لشبكات "فايف جي" المصنعة للسوق الأوروبية. 

وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى قول المحلل في "أوفام "للاتصالات، ومقرها لندن، ماثيو ريد: "بناء على الضغوط السياسية التي تتعرض لها هواوي في أجزاء من العالم أصبحت أسواق في الشرق الأوسط وأفريقيا أهم الآن".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)