طرحت زيارة رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج إلى دولة الإمارات ولقاء قادتها، تكهنات عن تقارب بين الطرفين قد يؤثر على علاقة أبو ظبي بحليفها في ليبيا، خليفة حفتر، خاصة بعد تأكيد الإمارات على أهمية الانتخابات والاستقرار.
وأكد نائب رئيس الإمارات وحاكم إمارة دبي محمد بن راشد آل مكتوم، دعم بلاده للمسار الديمقراطي في ليبيا والذي يفضي إلى انتخابات على قاعدة دستورية سليمة، وفقا لمبادرة المبعوث الأممي، غسان سلامة.
وشدد آل مكتوم على "أهمية دعم الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وحرص الإمارات على مساعدة الشعب الليبي في الخروج من الأزمة الراهنة"، حسب كلامه.
اقرأ أيضا: ما شروط مؤسسة النفط الليبية لرفع القوة عن حقل الشرارة؟
فشل لقاء حفتر
وزار السراج دولة الإمارات، عقب انتهاء القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ بمصر، والتي شارك فيها وطالب بضرورة منع التدخلات السلبية في ليبيا.
وترددت أنباء عن لقاء جديد سيجمع السراج باللواء الليبي، خليفة حفتر برعاية أبو ظبي وبحضور غسان سلامة، لكن هذا لم يحدث وسط تكهنات عن امتناع من قبل الجنرال الليبي عن اللقاء بعدما اشترط السراج خضوعه للسلطة المدنية في ليبيا.
وتساءل مراقبون عن دلالة زيارة "السراج" لدولة الإمارات في هذا التوقيت؟ وهل هذا التقارب سيؤثر على علاقة أبو ظبي بـ"حفتر"؟
توغل إماراتي
من جهته، قال عضو مجلس أعيان ليبيا (مستقل)، مروان الدرقاش إن "تواجد السراج في الإمارات كانت من أجل لقاء حفتر، الذي يرفض خضوعه لأي سلطة مدنية، وهو ما يرفضه رئيس حكومة الوفاق تحت ضغوط شركائه في الاتفاق السياسي، وهو ما يجعل نتائج هذه الاجتماعات تصل إلى طريق مسدود".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن "الذي يتضح من مثل هذه الاجتماعات هو النفوذ الكبير الذي تتمتع به الإمارات على قرار حفتر الذي يحظى بدعم غير محدود منه، لكن لقاءات السراج تجاوزت لقاء حفتر إلى لقاء رئيس البرلمان وكذلك رئيس المؤسسة الوطنية للنفط"، وفق معلوماته.
وتساءل: "لماذا تُجرى كل هذه الاجتماعات في أحضان الإماراتيين وليس داخل ليبيا؟، لكن هذا يؤكد التوغل الإماراتي وأن تعنت حفتر هو نتاج الدعم العسكري والسياسي والمالي الذي يتلقاه من أبو ظبي".
"لاعبون جدد"
لكن الكاتب والمحلل السياسي الليبي، محمد بويصير أشار إلى أن "زيارة السراج وصنع الله ولقاء مسؤولين إماراتيين تؤكد ظهور لاعبين جدد يبدو أن أبو ظبي أضافتهم أو تريد إضافتهم إلى فريقها الليبي، والأخيرة لا تعمل لحساب أي طرف ليبي بل هم يلعبون على موسيقاها لتحقيق رؤيتها الإستراتيجية، وهي تستطيع أن تقدم طرفا أو تؤخره حسب ظروف اللعبة".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الإمارات تعرف بدقة ما تعنيه ليبيا في إطار سياستها للتمدد الاقتصادي والسياسي وأنها الأهم بالمقارنة للمناطق الأخرى، لذلك هي تستعمل اللاعبين الليبيين لتحقيق تفردها بالمشهد".
واستدرك قائلا: "شخصيا لا أرى في ذلك خيانة، لكن على اللاعبين الليبيين الجدد أن يطرحوا الأمور بشكل علني وشفاف أمام الناس، لأن ما يبقى سجين الغرف المغلقة عادة ما يثير الشكوك".
"ضعف السراج"
بدوره، رأى الصحفي الليبي مختار كعبار، أن "الإمارات لا تدعم فعلا خطة الأمم المتحدة ولا تريد الاستقرار في ليبيا، إلا بعد تثبيت حفتر أو من ترضى عنه ويخدم أجندتها هناك، أما زيارة السراج فهي تظهر أن حكومة الوفاق ضعيفة، وأنه هناك تخوفات من شراء الولاء لحفتر في الغرب الليبي".
اقرأ أيضا: لقاء جديد بين "السراج" و "حفتر".. لماذا في الإمارات؟
وأشار إلى أن "السراج يحاول استرضاء الإمارات لدعمه، إلا أن ورقة حفتر تهم الإمارات أكثر منه، لذا لن تتنازل عن دعم الأخير الذي بات يسيطر على شرق ليبيا وجنوبها وكون تحالفات في المنطقة الغربية، والسراج ليس له أي ثقل سياسي أو عسكري كما هو الحال لحفتر"، حسب تصريحه لـ"عربي21".
"تفاوض"
ووصف الناشط السياسي الليبي، محمد الضراط "تأكيد الإمارات أنها تدعم خطة الأمم المتحدة بأنه مجرد ضحك على الذقون، فلولا دعمها الكامل لحفتر لما استطاع البقاء حتى هذه اللحظة في المشهد وتعطيل الاتفاق السياسي".
وتابع لـ"عربي21": "أما زيارة السراج، فالهدف منها التفاوض مع ابن زايد مباشرة بما أنه المتحكم الرئيس، ولا أعتقد أبدا أن تتخلى أبو ظبي عن حفتر كونها تراهن على مشروع حكم العسكر في ليبيا ولن ترضى بخلاف ذلك مهما حاول السراج".
اجتماع ليبي في الإمارات لبحث إعادة فتح حقل الشرارة النفطي
لقاء جديد بين "السراج" و "حفتر".. لماذا في الإمارات؟
ماذا وراء اتهامات قوة "حماية طرابلس" للسراج بأخونة الدولة؟